أدب

وداع يا أمي -بقلم – فتحى موافي الجويلي

وداع يا أمي

وداع يا أمي -بقلم – فتحى موافي الجويلي

تحملت الكثير من المعاناه
أعتنقت الحياة بروح ميتةغرقت ببحر الآلام ..  

مددت يداى لمن يحتوينى فلم أجد إلا سراب‘..

أنا موجود جسد بلا روح ..منذ رحلت أمى وتركتنى يتيما..
ضاق صدرى حزنا..وتمزقت روحى لشطرين..
دون أن أستغيث.. غاب عنى اليقين..
لم يعد لنهارى وضوح ..


وما الليل غطاء وستر لي..
بل أصبح جحيم ساهر أنا فيه..
انادى وأتناجى فيسمع ولا يجيب..
يتعهد بوعود ونهار غدا يضيئ..
وحتما لا يفى بكل ما يقول‘..
هو كما تقول طبيب لا يداوى ولكنه يريح..
اكاد أجزم غريب ضرير يحاكى أبكم أصم بعيد..


أرايتم كم نحن حائرون مظلمون.‘‘.
عجبت لمن يقسو على النبض ويحاكيه ولا يثق فيه..
فيفشى له كل آسراره ثم يقول عنه غريب..
فكم حلمت بدفء وحنين وصدق ولين..
ولكن أنها النفوس تقتل تحرق كل جميل..
هبت الرياح وبعثرت ما خبئته منذ سنين..
ذكرياتي تجول بخاطرى أين السكينة التى
تسكن القلوب.. لا أراها بالروح تجوب..


تتراحم الخفقات أسرابا على شفة التمنى
هذا مقامى بين يديك يتجلى حزين..
لم يعد محرابى ضل ظليل..
ظلام لا أدرى متى عودة اليقين..
سأصلى حتى يمتلئ وجدى سكون..
فأخشغ خشوع المتعبدين القانتين..
لتذهب كل أوجاعى وهمومى عنى بعيد..
فهذا دوائى وشفائى من آنين الضمير..
رحلت من كانت حماله الحمول..
وذهبت دون أن تدرى أنى بعدها مفقود..
سأتماسك وأتظاهر بالقوة حتى لا يسيطر
الحزن علي ويتحكم الظلم ڤي..
فتلتهمنى الظنون فأرحل ولا أعود..


طريقى ما زال طويل ..أنفاسى تختنق وتضيق..
يا صبر لا تفارق النفس فالروح تشتهيك
والجسد يعتمد عليك فكن لي ونيس وصديق..
لا تفارقنى بوسط الطريق فأنا دونك غريب..
فمهما توالت الآحلام فحلمى لن ينهار..
لن يمت ولن أنزف دماء سأمضى مرفوع الهامات.
ممسك بالرآيات منتصرآ على كل الصعاب..
لن تتلآشى منى نورآ وضياء..
ولن ترحل منى الإبجديات..
سأرتوى بعد ظمأ طال اعوام.


سيجرى بوريدى حلم النهار..
سيخفق قلبى الآن.. بعد صمت تملك الوجدان..
أتحدت روحى ونفسى وجسدى فأنا الآن إنسان..
ولست ظل وخيال .. ولن تدفنى الهموم تحت
التراب ..ولن اكفن بالآحزان..
لن يقتل في الشعور والإحساس..
ولن أفارق بائس مقهور..


ولكنى مهما دارت بي السنين سأتذكر..
ذات يوم كحيل مظلم ك الليل الغطيس
ماتت أمي عصر اليوم
لن تأتينى كل مساء
كى تسكب فى عينى النوم..
أمى أنا بدونك مقتول.
ستستنزفنى تلك الحروف.
حتى تسكبى بعينى النوم..

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى