اسلاميات

محاسبة النفس

بقلم د. محمد عرفه 
اعلم اخي الحبيب أن الحياة تمر ساعة بعد ساعة ويوم بعد يوم وأسبوع بعد أسبوع وشهرا بعد شهر وعام بعد عام وجيلا بعد جيل حتى ينطوي العمر والأجل فينقضي وتحاسب بين يدي الله عزوجل فتسأل عن كل شي عملته في دنياك تصديقا لقول ربنا عز وجل “فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره” ويقول تعالي “يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبتيه وبنيه لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه” ويقول تعالي “يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تود لوان بينها وبينه امدا بعيداً ويحذركم الله نفسه والله رؤف بالعباد ”
اخي الحبيب ينبغي علينا أن نحاسب أنفسنا أول بأول “حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم” أنظر إلى الإمام علي كرم الله وجهه زار المقابر يوما فقال لأهل المقابر السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أنتم السابقون ونحن بكم إن شاء الله لاحقون أموالكم قد قسمت
دياركم قد سكنها غيركم نساؤكم قد تزوجن برجال غيركم هذا خبر ما عندنا فما خبر ما عندكم وسكت الإمام علي قليلاً وقال لهم والله لواراد الله لهم أن يتكلموا لقالوا إن خير الزاد التقوى فالتقوي هي خير زاد معك في قبرك وهي التي تنفعك في الدنيا والآخرة. لذالك يقول الحبيب صلى الله عليه وسلم “ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا” ويقول تعالي “يا أيتها النفس المطمئنة ارجعى إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي” فالنفس المطمئنة هي التي اطمئنت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا. فحينما جاء ملك الموت إلى الحبيب صلى الله عليه وسلم قال له يا محمد ان الله يخيرك إذا أردت الخلد خلدتك وإذا أردت لقاء الله قبضت روحك ولكن إعلم إن الله اشتاق اليك “ولا الآخرة خير لك من الأولى” قال اقبض يا ملك الموت وأنا اشتقت إلى لقاء الله فجلس ملك الموت عند أطيب روح وازكاها عند أطيب نفس واطهرها يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي الي ربك راضية مرضية. اخرجي بروح وريحان لرب راض غير غضبان. واقسم الله عز وجل بالنفس اللوامة التي تلوم صاحبها في الخير والشر كيف تلومه في الخير والشر نعم حينما يفعل الخير تقول ياليته كان كثيراً فحينما يتصدق بنصف ما معه تقول ياليته كان كاملاً وحينما يتصدق بثوب قديم تقول ياليته كان جديدا وحينما يفعل الشر تقف في وجهه لماذا تفعل الشر تب إلى الله وارجع فقال تعالي “لا اقسم بيوم القيامة ولا أقسم بالنفس اللوامة”
فالنفس إما تدعوها إلى الطاعه وإما الي معصيه فقال تعالي “ونفس وما سواها فالهمها فجورها وتقواها قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها” فدائماً قف مع نفسك وقل لها يا نفس كفى عن المعاصي واغتنمي فعل الثواب من الرحمن ذي المنن
فيقول تعالي” فأما من طغى وأثر الحياة الدنيا فإن الجحيم هي المأوى وأما من خاف مقام ربه ونهي النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى ” جعل الله الجنة مآوانا ومسكن لنا جميعا جمعنا الله وإياكم في جنان الخلد وملك لا يبلى ودائماً نلتقي على الخير.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى