أدب

حانة كوستا- قصة قصيرة

حانة كوستا- قصة قصيرة

كتب / محمود عمرون


شموئيل ابراهام، مؤسس صفحة «حياة مزدوجة» على فيسبوك، شعر بالسعادة وهو يشاهد التعليقات ورسائل القراء
اسرائيل تتحرر!
فى البداية، كان وحيدا، معزولا عن العالم، لكن الان يشعر انه قويا
يقول عن نفسه، فى الصفحة الرئيسية
«لم اعد اؤمن بالله، فقدت اتصالي بالسماء منذ عشر سنوات »
عندما هاجمه احدهم، رد بلطف: لن اتشاجر معك، عش حياتك و دع لي حياتي، انت تنتظر الرب، لكننا اوناسيم
«اوناسيم بالعبرية هم اليهود الذين تخلوا داخليا عن ممارستهم الدينية»
الصفحة، ملتقي الملحدين اليهود، الذين يعيشون حياة مزدوجة خوفا من افتضاح امرهم
افي تفيلينسكي، يحكى تجربته، افي المسكين، الذى حرم من رؤية اطفاله الستة لمجرد ان هاتفه المحمول قد استقبل اتصالا يوم السبت المقدس
«يمنع على اليهود المتشددين استخدام الاجهزة الاليكترونية فى عطلة السبت»
مجانين!
لقد قام والدى بطردى، اعلنني ميتا،
افي، لقد خسرناك، كانت كلمته الاخيرة لي
لماذا يا ابي؟
من اجل اسرائيل
ام رب اسرائيل!
تعاطف الاف مع منشور افي، كانوا يعيشون فى نفس الماساة تقريبا
وان اختلفت التفاصيل
اسرائيل تحتجزنا، افرجوا عن ارواحنا
الكل يعيش حياة مزدوجة خوفا من ان يتم حرمانه من اولادة و وظيفته
انها اسرائيل، ارض الرب
لا تقبل العصاة
تطلع الى قبعة اللباد السوداء، كم اكرهك، حاول احتمال الدقائق العشرة التى تفصله عن الحانة
سوف اتخلص منك عند وصولي
كانت حانة كوستا، ملتقي الملحدين فى تل ابيب، يتخلصون من اقنعتهم، يعيشون بلا ازدواجيه، وبلا خوف
هذه الليلة تختلف، سوف يلتقى سارة
سارة رعونين
الجميلة التى غيرت حياته
التقاها على الفيسبوك
كم يجمع الفيسبوك احبه!
كانت تضع صورتها
بملابس السباحة فى حسابها الشخصى، عندما وضع لها قلبا، تركت هى ايموشن غمزة!
متحررة، عاشت فترة فى نيويورك كعارضة ازياء،
غنت لبارك اوباما
we can do It
الشهيرة، فى حملته الانتخابية
جميلة، كوردة الربيع، سحرته برقتها وابتسامتها، و دلالها
عندما سألها لماذا تركت اميركا وعادت الى اسرائيل، اخبرته ان الماما مريضة
ياللملاك الطاهر
كلما اقترب منها، ادرك ان سارة ملاك جاء يعلم البشرية
سوف يلقاها اليوم، فى حانة كوستا، اخيرا، سوف يطوقها بذراعه، يرقص معها طول الليل
الليلة لك يا حبيبتي
سوف يعرض عليها الزواج
ويسافرا اميركا
اميركا، بلد الحرية
سوف يغلق صفحة حياة مزدوجة،لن يكون مزدوجا بعد الان
سوف يحذف هذه الفترة حياته، كما حذفت حبيبته سارة صورة ارئيل شارون من صفحتها
كانت قد وضعتها لبضعة ساعات فقط، على سبيل المزاح، كان رئيس الوزراء الاسبق فى مزرعته الخاصة و تظهر فى الصورة نعجة من فصيلة المارينو الاسترالية
عندما لاحظت انها تضايقه، قامت بحذفها، اخبرته انها قامت بتحميلها من صفحة اسرائيل بيتنا، وكانت تعتزم ارسالها لصديقتها راشيل
كان الامر مزحه،
ملاك انت يا سارة، حتى مزحاتك جميلة
جلس على اول كرسي وجده، فى انتظار الجميلة، تحسس العلبة التى فى جيبه، بها خاتم الزواج
نظر للساعة، الحادية عشر بتوقيت اسرائيل
كان المفروض ان تكوني امامى يا سارة
نظر للباب
ماذا اخرك حبيبتي؟
فكر في الاتصال بها، تراجع، كن صبورا ايها العاشق
سيارة عسكرية تتوقف، نزل منها الجنود، اقتحموا الحانة
جنود مدربون، من الواضح انهم اخطئوا هذه المره
سكارى ملحدون، اى خطر في هذا على اسرائيليتكم!
احدهم امسك به بقسوة، دفعه للسيارة
– اصعد، بدون مقاومة
– انتم مخطئون يا جنود الوطن
الجندى دفعه بقسوة
تكدسوا فى السيارة، كقطع لحم اختلطت ببعضها
تحركت السيارة، نقلتهم الى مبني تابع للموساد الاسرائيلي
هكذا اخبروه، مرت ساعتين دون ان يحضر احد
اكتشفوا خطئهم بالتاكيد
وجارى اصلاح الخطأ
فتح الجندى الباب، وجه مألوف يطل عليه، بشماته
– سارة!
– الرائد سارة، ايها الغبي
– من الموساد؟ لكن لماذا؟
– كنا نحتاج لمعرفة اسماؤكم الحقيقية ، و مخططكم
– مخططنا!
– لتدمير اسرائيل
مجنونة!
كيف صدق انها عادت الى اسرائيل من اجل «الماما مريضة»
كيف نسي ان صورة شارون فى مزرعته هذه لم تتداول على الانترنت
لا فى اسرائيل بيتنا ولا فى اى موقع اخر
-وكوستا، ماذا فعلتم به
– كوستا وحانته تم تفجيرها، احد المخربين العرب قام بتفجير نفسه
سفاحين!
ابتسمت الافعى، واشارت للجندى
الذى انهال عليه، ضربا

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى