أدب

الفرعون

الفرعون

كتب / محمود عمرون

《الفرعون الذى لا يقود رجاله في المعركة ، هو تحت رحمة قادته》

توت للوزير آي
مسلسل Tut



الفصل الاول :

مات الفرعون!
تحولقوا حول جثمانه المسجى بينهم، بداخل كل منهم حديث مختلف
حور محب ، اطلق تنهيدة ارتياح : انتهت متاعبنا !
آي ينظر للملكة ، هل حقا انتهت المشكلة بموت الفرعون ؟
غنج اسن آمون ، الملكة ، تقف متصلبة ، كيف تواجه الطامعين في العرش ، وهى ارملة و بلا وريث
هذا القصر ازهق فيه ارواح بريئة ، من اجل وصول طامع للعرش
وظل رغم الخيانات ، والمؤامرات ، باق
آي ينظر للقصر ، بتأمل ، اكتسبه من كتب الفراعين القدماء ، الذين اكتشفوا لغز الحياة ، و سخروا من الموت!
يهمس آي لنفسه : هل يموت برئ آخر ؟
الجنرال حور محب ، يخفى فرحته ، حتى تتضح قواعد اللعبة ، كل من هنا شارك فى قتل الفرعون ، لهدف مختلف ، والكل يتربص !
اقترب من الجثة ، فى لحظة امتزجت فيها مشاعر شتى بداخله ، كان يكرهه ، ويحترمه ، واحيانا اخرى يغار من المجد الذى حققه
والان ، يخشى لو عاد الى الحياة ، لو هزم الموت ، وعاد مبتسما ، لن ينجو منهم احد ، انه مختار من الالهة نفسها
لم يغفر له ، اطلقه فقط من اجل الحوثين
ككلاب الصيد !
شعر بالمهانة لقبوله الصفقة ، وتذكر الخيارات المتاحة وقتها
موت اكيد ، او موت مؤجل !
آي ينظر للجثة بدوره ، يسترجع ما كان
هذا الكافر !
هذا الكافر سعى للقضاء على تعدد الالهة في مصر ، كان يسخر من الالهة ، سمعوه يتحدى الكاهن الاعظم و يقول له (آلهتك نفسها سوف تخضع لي يوما)
لا احد يهزم الالهة ايها التعيس ، لا احد!
ادفع ثمن تطاولك ، و تجديفك
الكهنة الابرياء ، الذين سالت دماؤهم فى المعبد ، بررت لنفسك انهم يتآمرون عليك ، الكاهن الاعظم – كان يصلى – يوم احتفال رع وانت تدخل عليه ، و تذبحه !
غنخ اسن آمون تقترب من زوجها ،
هل كان يعلم ؟
فى المرتين ، كانت الطفلتين يموتان عقب الولادة مباشرة ، كان هناك من يرغب فى انتهاء السلالة
سلالة اخناتون
اخناتون ، الذى كفر بآلهة مصر القديمة ، وقاد حربا دينية ، من اجل آتون
آي يفكر فى الغد ، التاريخ ، عليهم ان يدفنوا تاريخ الفرعون مع جثته
قال لسيث (سيث كاتب الفرعون) : اكتب سيث
يمسك سيث البردية ، ويكتب : فى اليوم الثاني للشمس الصغرى ، مات الفرعون ، الإله، وبعد ان هزم الاعداء الحوثين والميتالين وكل الطامعين قتل ، كإله فى المعركة ، اسد جثور يدافع عن ارضه و كرامته
توقف سيث
من هنا يبدأ تغيير التاريخ ، الجميع شاهدوا الفرعون يعود منتصرا ، على عجلته الحربية ، كنسر يطير
الضربة جاءته هنا ، وليس فى المعركة
بإيدى مصرية قتل الفرعون ، يا وزير ، هل هو انت !
ام انت يا جنرال ؟ … ام انت يا سيدتي!
احدكم قتل الفرعون
نظر سيث للبردية ، سوف تذهب روحي للظلام الابدى ، وادفن دون مراسم ، ها انا اشارك فى تدنيس ذكراك ايها الفرعون
يبكي سيث، من اجل الفرعون ،
الذي يقومون بمحو تاريخه ، عمدا
خارج القصر ، الجميع ينتظرون ، خروج الفرعون ، لا احد يصدق ان الفرعون مات ، هو آله ، كيف تترك الالهة خدمها المخلصين
خرج حور محب فى البداية ، يعلن الخبر ، 《قتل الفرعون فى المعركة》
صمت الجميع ، انكار ، و خوف ، ورهبة
آي يخرج ممسكا يد الملكة ، يعلنها زوجته
ويعلن نفسه الفرعون!

الفصل الثاني

《بعد اربعة اعوام》

آي في لحظاته الاخيره ، يصارع شبح الفرعون (توت عنخ آمون)
الفرعون توت : آي ، انت قتلتني يا آي
《يرفع سيفا 》
آي : لا ، لست انا
يجرى آي ناحية الباب ، فيجد الشبح امامه ، فيرتد سريعا
– سوف تدفعون الثمن جميعا (قال شبح الفرعون)
يسقط آي ارضا ، حور محب يقترب منه
يهمس له 《 لقد عاد من اجلنا》
الجنرال لم يفهم
يموت آي
يدخل حارس ، يحمل رسالة للجنرال
قرأ حور محب الرسالة ، نظر ناحية غنخ اسن آمون، وهو يصيح : اخرجوا جميعا
اقترب منها ، يلوح بالرسالة : ترسلين للحوثين !
انها خيانة تستحقين من اجلها الموت!
امسك بها الجنود ، وهى تصرخ
انا الملكة ، ايها الاوغاد
يدفعونها ، بقسوة
حور محب : سوف يتم سجنك ، حتى الموت
بصقت عليه!

غنخ اسن آمون تموت
يدخل حور محب ، سمعها تقول :
لقد عاد من اجلنا
اصابها الجنون ، فى سجنها
رددت جملتها ، يشرع فى المغادرة
تستوقفه : الفرعون عاد ، سوف ينتقم من الجميع
انتظر دورك!
اشار للحارس ، انصرف غاضبا


الفرعون حور محب يرى كل ليلة احلام مخيفة
قدماه تغوصان في الصخر ، يختنق لا يقدر على الصراخ ، ثم يجىء طفل
طفل صغير ممسكا بسيف
يضرب عنقه !
كل ليلة ، نفس الحلم المزعج
الكهنة اخبروه ان الطفل شر عظيم ينتظر المملكة
اشارة للحوثين المتربصين على الحدود الشمالية
الفرعون ، لا يقبل تفسير الكهنة ، الطفل يبدو مألوفا ، قال شيئا لا يذكره
شيئا ما عن الماضى
او عن المستقبل !

الفصل الثالث

《بعد عشرون عام》

الامير نخوم ابن الفرعون حور محب يجلس وحيدا
يقرأ ، مخطوطة سيث تشير الى ان ست إله الشر تلاعب بالجميع
وان توت عنخ آمون ، مات بخديعه!
سيث اطلع نخوم على السر قبل موته
《اعمل على ان تظهر الحقيقة يوما》
《والدك شارك فى قتل الفرعون》
《الجميع قتلة!》
بردية سيث ذكرت ان الفرعون توت عاد منتصرا ، و كانت البلاد فى حالة فوضى
الكاهن الاعلى يدعو الكهنة لقتل الفرعون
الكهنة حملت السلاح سرا
عنخ اسن آمون اتفقت مع آي
والجنرال حور محب كان ينتظر ان تأكل الذئاب بعضها
الكل خان !
فى الليلة الاخيرة ، كما جاء فى البردية
كان الفرعون ، قد تخلص من كهنة آمون المتآمرين ، وعاد منتصرا للقصر
فى الاحتفال ، ثملوا جميعا
الفرعون ، عنخ اسن آمون، والوزير وحتى الجنرال
لكن ، الكأس المسمومة كانت للفرعون!
بعد ان سقط على الارض ، هاجموه ، اصابوه في صدره
وخرجوا يبكون!
بعد موت الفرعون ، تزوج آي من عنخ اسن آمون، وبعد ان مات العجوز آي
دبر حور محب للتخلص من الملكة
《اباك شيطان ، منزوع القلب》
《قد شعبنا للنور يا نخوم》
《انه دورك》!


الليلة الاخيرة ، الفرعون يرى حلم مزعج
الفرعون توت يحمل الكأس المسمومة
آي صامتا ، و عنخ اسن آمون تبتسم
يشهدون هلاكه!
توت يشير بالكأس
آي : كنت انت يا جنرال من دفع الفرعون للتخلص من الكهنة
كنت انت ، من البداية !
عندما عاد الفرعون ، اجتمعت به ، وحدكما ، ماذا قولت ، ماذا دبرت؟
حور محب يحاول الصراخ ، لا يقدر
احتبس صوته ، اختناق
توت للجنرال : انت قدمت لي الكأس ، بيدك هذه ، اتذكر
عنخ اسن آمون: وكان هو صاحب الطعنة!
قادم يحمل سيفا
نخوم!
صوت من العالم الاخر : استيقظ يا مولاي
نخوم يبتسم ، والصوت القادم من العالم الاخر يضعف
نظرة استغاثة من الاب
قبل ان يحل الظلام
الابدى !
نخوم يقف بجوار جثة والده ، يتظاهر بالبكاء ، والكاهن يحاول فهم ما حدث
قبل ان يعلن موت الفرعون اثناء نومه
و نخوم يمسك بالتعويذه
التي سجنت والده ، فى حلمه
حتى الموت !

تمت بحمدالله

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى