محلية

‏الاستعدادات الأخيرة لإفتتاح مشروع أنفاق “3 يوليو” أسفل قناة السويس :

‏الاستعدادات الأخيرة لإفتتاح مشروع أنفاق “3 يوليو” أسفل قناة السويس :

كتبت / ولاء أبو الريش

حيث سطر الأبطال من المهندسين والفنيين والعاملين ملحمة جديدة فى تحدٍ قوى

لطبيعة الأرض والزمن لحفر حزمة أنفاق بورسعيد أسفل قناة السويس، ليمتد شريان

حياة جديد إلى سيناء ويصل لأكبر منطقة صناعية ولوجستية وسكنية فى محور قناة

السويس، وتخدم تلك الأنفاق منطقة شرق بورسعيد وشمال سيناء وتربط بين رفح فى الشرق والسلوم فى الغرب.

جاءت توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى، رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات

المسلحة، بالعمل على دعم مناخ التنمية والاستثمار فى شبه جزيرة سيناء.. تلك البقعة

الغالية من أرض مصر والتى تمتاز بموقع استراتيجى فريد، بالإضافة إلى كونها منطقة

غنية بالعديد من الموارد الطبيعية المهمة.. وتكثر بها فرص الاستثمار فى مجالات

الصناعة والزراعة التى تحتاج إلى النقل والخدمات اللوجستية، بالإضافة للمعاناة اليومية

فى عبور قناة السويس.. الأمر الذى استلزم التفكير أولا بربط سيناء بأنحاء الدولة غربًا..

ومع زيادة حركة التنمية وكذا التجارة من وإلى سيناء واقتصار عملية النقل على معديات

هيئة قناة السويس وكوبرى السلام ونفق الشهيد أحمد حمدى الذى تم إنشاؤه منذ أكثر

من 36 سنة.. مما أدى إلى تكدس شديد عليها حيث تصل مسافة انتظار السيارات فى

بعض الأحيان إلى 5 كم، بالإضافة إلى حركة التنمية الكبرى التى تشهدها منطقة قناة

السويس مما يتطلب إنشاء محاور رئيسية لربط شرق القناة بغربها.

فكان قرار القيادة السياسية بإنشاء أنفاق السيارات أسفل قناة السويس بكل من شمال

الإسماعيلية وجنوب بورسعيد لتكون شرايين حياة جديدة.. لتسهيل حركة النقل والتجارة

من وإلى سيناء.. حيث ستختصر الأنفاق زمن عبور قناة السويس إلى 20 دقيقة فقط بدلا

من الانتظار على المعديات لمدة قد تصل إلى 5 أيام فى أنفاق الإسماعيلية.

كانت البداية حيث أمر الرئيس بتنفيذ تلك الأنفاق بأموال وأيادى وسواعد المصريين؛ فتم تكليف الهيئة الهندسية للقوات المسلحة بالتعاون مع (4) شركات وطنية مصرية لتنفيذ

كل الأعمال (بتروجيت وكونكورد بأنفاق شمال الإسماعيلية – المقاولون العرب

وأوراسكوم بأنفاق جنوب بورسعيد).. كما أمر الرئيس بتدبير ماكينات حفر الأنفاق.. وبالفعل قامت الهيئة الهندسية للقوات المسلحة بدراسة ومقارنة مواصفات جميع

ماكينات حفر الأنفاق المستخدمة عالميا حتى وقع الاختيار على الشركة الألمانية (Herrenknechtc) هيرنكنتش.. وتم مفاوضة الشركة لتخفيض التكلفة بنسبة 25% وتم التعاقد مع الشركة على تصنيع وتوريد 4 ماكينات حفر أنفاق كاملة بالمعدات المساعدة (مصنعى الحلقات الخرسانية – مصنعى تسليح الحلقات الخرسانية – محطتى توليد

الطاقة – محطتى فصل وتنقية البنتونيت – محطتى الهواء المضغوط – محطتى خلط مادة الحقن) وتدريب نحو 40 مهندسا بالإضافة لقيام الشركة بالمعاونة فى الإشراف على أعمال الحفر.

كانت مواصفات ماكينة الحفر TBM (الوزن: 2440 طنا؛ الطول الكلى :86 م؛ الطاقة المستخدمة: 7000 كيلو وات؛ تعمل تحت ضغط 7.5 بار. كما كانت المواصفات الفنية للأنفاق؛ القطر الداخلى للنفق 11.4م؛ القطر الخارجى للنفق 12.6م؛ الارتفاع الصافى

داخل النفق 5.5 م؛ عدد الحارات المرورية بكل نفق 2 حارة كل بعرض 3.65 م؛ المسافة الفاصلة بين النفقين تتراوح من 17 – 30 م؛ سمك الجدار الخرسانى للنفق 60 سم؛ أقصى عمق للنفقين من سطح الأرض 70 م؛ تم تصميم مداخل ومخارج الأنفاق على انحدار 3.3%.
خدمة الأنفاق الثانية

تم الانتهاء من إنشاء مجموعة أنفاق شمال الإسماعيلية وافتتاحها واليوم قامت «أكتوبر»

بزيارة موقع أنفاق جنوب بورسعيد التى تعد تحديًا كبيرًا لإنشاء مشروع بهذا الحجم؛ نظرا

لطبيعة التربة هناك (تربة طينية لزجة، ترتفع فيها نسبة الملوحة ونسبة المياه الجوفية

بالإضافة إلى أنها غير قادرة على تحمل وجود أحمال فوق سطح الأرض).

حديات كثيرة كانت فى مواجهة المشروع الذى جاء اختيار موقعه وفق دراسات علمية

دقيقة، بالإضافة إلى القيمة المضافة لموقع المشروع (بالقرب من المنطقة الاقتصادية

لقناة السويس) جعل حفر أنفاق بورسعيد فى تلك المنطقة أكثر أهمية لتقليل زمن نقل البضائع والمنتجات ولخدمة المحور اللوجستى الخاص بتنمية شرق بورسعيد وشرق التفريعة والمنطقة الصناعية الجديدة لربط المحاور.
مجموعة أنفاق جنوب بورسعيد

تم التعاقد مع تحالف شركتى (أوراسكوم – المقاولون العرب) للتنفيذ.. يتكون المشروع من نفقى سيارات (كل نفق يخدم اتجاه مرورى واحد – حارتين) ووفق تصميم إسبانى واستشارى فرنسى، وبماكينات ألمانية وبسواعد المصريين وأموالهم كان الإعجاز، فى

ظل ظروف وتحديات صعبة كانت الطبيعة قد صنعتها؛ لكن المصريين بعزيمتهم وإرادتهم قهروها وصنعوا معجزة حقيقية.. تم التعاقد مع شركات عالمية لتقديم الاستشارات الفنية لتحقيق قيمة مضافة للمشروع.

بدأ العمل الجاد والمتواصل فى التخطيط والتنفيذ فى توقيت متزامن لإنجاز العمل والتغلب على كل المصاعب.

قبل 3 سنوات كنت فى زيارة لأرض المشروع التى لم تكن سوى منطقة «سبخات»

لا تستطيع أى سيارة خفيفة التحرك عليها، وكذا الأفراد. أما اليوم فالوضع مختلف تماما

منطقة تعج بالحياة، ماكينات ومعدات البناء فى كل مكان، العمال والفنيون والمهندسون، فى كل مواقع العمل.

حياة ولدت من رحم التحدى.
عرض علينا شاب (المشرف على المشروع) يقترب من نهاية العقد الثالث من العمر،

تفاصيل المشروع، وقف أمام عدد من الإعلاميين الذين زاروا الموقع، يكشف كل تفاصيل الإعجاز الذى تحقق متحديا للزمن وطبيعة الأرض.

يبلغ إجمالى طول النفق الواحد 4 كم تم حفر 3 كم باستخدام ماكينات الحفر TBM – 1060م باستخدام الحفر المكشوف بمعدات عادية.

تم ربط النفقين بـ 2 ممر عرضى من طول النفق والتى تستخدم فى عمليات إخلاء الأفراد فى حالات الطوارئ ووصول سيارات الإسعاف والحريق حال حدوث طارئ، تم تجميد

التربة فى منطقة حفر الممرات العرضية نظرا لأن التربة على هذا العمق تكون بها نسبة

مياه كبيرة، لكى تتم عملية الحفر وتركيب الحلقات وكان هذا أحد التحديات فى مواجهة المشروع

 

 

‏الاستعدادات الأخيرة لإفتتاح مشروع أنفاق "3 يوليو" أسفل قناة السويس :

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى