غير مصنف

يا طائر العاشقين أقبل

يا طائر العاشقين أقبل
بقلم مصطفى عبدالحميد
قلبي الرقيقُ مع الهوى يتلوعُ

مضنى عميدٌ والنوائب ترتعُ
لا تنثر السم الـزعاف بجنتي
لتثير أشواقي وبي لا تطمعُ

فأنا الثريا والحروف مطيتي
وصليل سيفي قبل ضربي يقطعُ
وأنا التي ملكت منارات الهوى
جبارة لا تنحني أو تخدعُ

تنضو سيوف الـموت من أهـدابها
وبضحكـة تُـردي البواسل تصرع
حلق بعيدا عن عريني إنني

بتمرّدي وعزيمتي لا تُدّفع
كـم عاشق رام الولوج لجنَّتي
خلّفّته خلفي يئن ويوجع
إن كنت تجهل من أنا يا سيّدي

فسل القوافي أين تغفو تهجع
وسل الحروف الغافيات عن التي
في طرفها رُسل المنايا تقبع

أبواب قلبي ألف سور قفلها
كي لا تكن بالحبّ تلهو تـرتع
ارحل ودع عنّي الغـرام . وأهله

ولى زمانك لا تعد لا ترجع
ذُق نارهجـري وأبكِ عشقاً راحلاً
قلبي لمثلك لا يكنُّ ويشفع

حبيبتي بمشاعر العاشقين فقلت:
الحُبُّ سحرٌ في الحنايا يقبعُ
والوَحْيُ يأتي للقلوبِ فتخشعُ

إن لم يجءْ مِنْ ومْضَةٍ سِحْرِيَّةٍ
فَدَعِ الغرامَ فإنَّهُ لا يَنْفَعُ
يا ربّةَ الشِّعْرِ الجميلِ فتنتني
إنِّي بهاتيكِ الحروفِ مُوَلّعُ

قدْ راقَ لي صَدْراً لبيتٍ قلتِهِ
قلبي الرقيقُ مع الهوى يتلوَّعُ
إنَّ الحروفَ كما الزهورِ نَشَمُّهَا
وغصونها في خافقي تترعرعُ
الشعرُ يعرفُ أَهْلَهُ يأتيهُمُ

ويفرُّ مِمَّنْ للقريضِ تصنعوا
والشعرُ موهبةُ المواهبِ كلها
و الله أعطاها لمن قد أبدعوا
وبثينةٍ سَبَتِ الفؤادَ ببوحِها

مثل الثُّرَيا في السَّماء تشعشعُ
قَمَرٌ أنا ويظلُّ يعشقُ طيفها
وبثينةٌ عن عِشْقِهِ تتمنَّعُ
وَصَفَتْهُ بالسِّمِ الزعافُ وليتها

وصفتهُ بالمسكِ الذي يتضوَّعُ
قَدْ أشهرتْ سيفَ القتالِ كأننا
في حرب داحسَ والسيوف قواطِعُ
فعشقتُ هاتيكَ السيوف لأنها

رَجَفَتْ كخَصْرِ (بثينةٍ) إذْ يرْمَعُ
أمْ أشْهْرَتْ سيفََ الغرامِ بِلَحْظِها
والقتلُ في عُرْفِ الهوى لا يُمْنَعُ

وتقولُ لي حَلِّقْ بعيداً يا فتى
وَكَانَّها في صَدِّهَا تَسْتَمْتِعُ
جَرَّدْتُ سيفيَ غازياً لفؤادِها

والشَّهمُ إن قَصَدَ الوغى لا يرجعُ
وأنا الذي ألبستها تاجَ الهوى
وجعلتها في عرشِهِ تتربَّعُ
بوركتِ في نسجِ القريضِ وبوحٍهِ

وقريضُ غيركِ جامِدٌ لا يُسمَعُ
وتقول لي: ماذا دهاك هجرتني؟؟
وتركتني. في حيرتي أتلوَّعُ
أنَسِيتَ خَدَّاً مثل بدرٍ كاملٍ؟؟
في ليلةٍ دهماء راحَ يُشَعْشِعُ

أمْ هلْ نسيتَ ضفائراً منثورةً؟؟
والمسكُ من اطرافِها يتضوَّعُ
وبجيديَ الورديِّ ألْفُُ علامةٍ
طبعتٔ بثغرٍ جائعٍ لا يشبعُ
ام نظرةً من طرفِ عيني خلسةً
ترنو الى الطرف الكحيل وتخشع
وبثغري المحمومِ يشدو هامساً

حين العناق بشهقةٍ تتقطع
وبصدري العاجِيِّ ميدان الهوى
باتت طبول العشق فيه تقرعُ
وتقابل الجيشان في ساح الوغى

وعتادهُ…..رمانتانُ……ومدفعُ
والخصر يرقص نشوةً لعناقنا
ينساب كالأفعى اليك ويرمعُ
وبزندي الموشوم اسمك فوقه
يرتاح للمس اللذيذ ويخضع

شفتاك تصطليان نارا من دمي
فدعي رضابك في شفاهي ينبعُ
وعلى تلال الصدر نار حهنمٍِ
والسحر ما بين الثنايا يقبعُ

شفتاي تحترقان من فرط الجوى
ولغير ثغركٓ لا تذوب وتدمعُ
قلت الهوى ادمى فؤادي فلٌتي
فدعي يديكِ على كفوفي ترتعُ
جودي بوصلك كي يطول عناقنا

نروي به ظمأ الغرام ونشبع ُ
لما اتيت اليك كنت وحيدة
وغزا مرايا وجنتيك الأصبع
سلسالك الذهبي أضحى راقصاً
وينوس في كلِّ الجهاتِ ويرجعُ
تتلعثمين لدى اشتداد عناقنا

وكأنما يلقي خطاباً.جعجعُ
والغرة الشقراء زاد هديرها
تنساب في صحن الخدود وترفعُ

حتى إذا حميَ الوطيسِ بساحنا
جيشٌ يكرُّ….وآخَرٌ….يتصدَّعُ
يتمرَّدُ الأفراد من حممِ الهوى

وأميرهم عنهُ الحصانة تُرْفَعُ
ويخضبُ الراياتُ لونٌ واحدٌ
وتقومُ ثوراتُ الربيعِ ..فتقمعُ

يتعانق الجيشان بعد هنيهةِ
وتُزَالُ ألغامُ الهيامِ ..وَتُنْزَعُ

يا طائر العاشقين أقبل

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى