محلية

والتقينا بعد ماعز اللقاء

والتقينا بعد ماعز اللقاء
طارق سالم
وأنا اسير على قدمى في شوارع وحارات بلدى لاحظت كل منا يمشى

إلى غايته أويسرع لموعد لقاء سواء سيرا على الأقدام أو راكبا وكل منا

في شوق إلى الوصول للغاية أو الحرص على عدم التأخير عن اللقاء الذي

خرج من أجله ويتمنى مقصده وتوفيقه .
فجاء بخاطرى الأبيات الأخيرة من أغنية الأطلال لأم كلثوم فوقفت

وتبسمت وقولت بيني وبين نفسي هاهي الحقيقة اراها أمام عيني ويالا

روعة وجمال ومعانى هذه الأبيات التى تنطبق على حال كل منا في كل المجالات والاتجاهات وفى القلوب والاسماع والأبصار.

واختيارى لهذا العنوان ما هو إلا تعبير عن ما بداخل كل منا للقاء من نحب

وشوق له وإن كان حبيبه أو بيته أو عائلته أو عمله أو بلده أو وطنه حتى

النفس بموعد اللقاء حتى ولو كان عزيزا أو بعيد المنال ولكن دائما ما

تشتاق النفس له ولو حتى بالخيال والتمنى والتعبير عنه بكلمات مسطرة

أو بحروف مبعثرة تعطي نفس معنى لهفة الشوق للقاء حتى وإن كانت

هذه الكلمات والحروف بداخلها ولم تخرج للمحب لكنها سعيدة وفرحة

مسرورة عندما يجول بخاطرها موعد اللقاء سواء كان بعيد أو قريبا ممكنا

أو مستحيلا لأنها بهذه اللحظات تعيش وكأنها حضرت الموعد واللقاء مع

كل نفس عزيزة محبة قريبة منها وإلى جنبيها يملئ جنباتها أجمل

المشاعر والإحساس النبيل الذي يجعلها في سعادة غامرة فرحة

مسرورة وتعكسه العين ببريقها وترى كل من حولها جميل وكأنها أول

ولهة تري فيها وايضا القلب الذي ينبض نبضات الحياة التى هي سر

الوجود لأنها هي التى تحمل الحب والأحساس
• في الحب دائما ما يشتاق الحبيب إلى حبيبه ويتمنى أن يجمعهم اللقاء

حتى وإن كان عزيزا لكي يكبر حبهم وتتغذى ارواحهم وتسعد قلوبهم

المليئة بهذا الحب وتفرح أعينهم عندما يرى كل منهم الأخر حتى ولو من

بعيد وإن تأكد موعد اللقاء فتظهر علامات الأمن والطمأنينة والراحة

النفسية وتتحقق الأمال وتنكسر الصعاب ويصبح كل شئ بالحياة ملك

لهم وميسر لتحقيق الحلم المنتظر عندما يحين موعد اللقاء .
• كل منا يشتاق لبيته وعائلته سواء كان يقيم معهم أو بعيد عنهم عندما

يفرغ من عمله فتكون وجهته الاساسية هى الذهاب إلي البيت والعائلة

وهو يمشى بخطوات قد يراه البعض مسرعة ولكنه يحسها ثقيلة وكأنه

يمشى خطوة للأمام وخطوتين للخلف ويقاوم ويصارع الأرض تحت قدميه

حتى تهدئ نفسه عند اللقاء حتى ولو كان الفراق لمدة قصيرة أو لساعات

قليلة لأن البيت هو السكن والعائلة هي الحضن .
• منا من يعمل ويخرج إلى عمله في الصباح أو المساء فمنا من يخرج

وهو في شوق إلى هذا العمل ويجهز أدواته ويصفى عقله ويشد من

سواعده وهو فى شوق إلى عمله الذي يحبه ويتفانى في تفوقه وليكون

عملا مثمرا يتحاكى عنخ القاصى والدان وكأن عمله هذا هو حبيبته ومعشوقته فيجملها ويحسن تعاملها .
• ومنا من يخرج إلى عمله وهو ثقيل عليه لا تعلم هل هو يحبه أولا يخرج

وهومتكاسلا مشوش الفكر شارد البال ولسان حاله يقول ليس عندى ما

أقدمه هو أنا بروح كالعادة تعودنا عليها وعمد اللقاء تجده لا يهتم بعمله ولا

يجمله وبالتالى ترى عمله ينفر منه ولا يريده ولا يشتاق إليه ولكنه يتمنى

أن يذهب من حيث أتى لأنه لا يعرف معن الحب
• نحن نعيش في وطن كبير تسيطرالعاطفة تجاه الوطن على مشاعرنا

لدرجة أنها قد تلغى أحياناً كل المشاعر الأخرى لأنه هو الحبيب الأكبر وهو

السكن والأمن والأمان يتفرق منه أحباب كثيرة كل منا يحب منها القريب

منه وهي بلده وحارته وشارعه ليجعل منهم الصورة الجميلة والعش

الهادئ الذي يمكننا للعيش به ومن هنا تعم المحبة والسلامة بيننا وبين

قلوبنا ودائما عند اللقاء تسعد الشوارع والحارات والميادين وتراهم

يتسابقون ويتزاحمون على أن يكون هذا اللقاء على أرضها لتشهد أجمل

ققص الحب من المحب وهو في شوق ولهفة للقاء حتى وإن عز اللقاء

إنها طبيعة معنى الحب لكل منا وهو الشوق إلى لقاء من نحب والعمل

والأهل والوطن أن يكون لقاءا مفيد مخلصا حتى وإن كان عزيزا علينا .

يا حبيبي كل شئٍ بقضاء .. ما بأيدينا خلقنا تعساء

ربما تجمعنا أقدارنا .. ذات يوم بعد ما عز اللقاء

فإذا أنكر خل خله .. وتلاقينا لقاء الغرباء

ومضى كل إلى غايته .. لا تقل شئنا فإن الحظَّ شاء

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى