مقالات وتقارير

هيا لنبتئس قليلا

بقلم خلود فراج

في وقت من الأوقات تجد نفسك محاطً بالهموم ، وكأنها وحوش تريد افتراسك دون رحمة ، حتى أنك تود أن تستسلم لها رافعاً لحزنك راية بيضاء.

لكن تأبى الوحوش إلا أن تغرس أنياب القهر الدامية في صدرك، تنهش وتنهش وكأنها آلة حفر تشق أرض صخرية محاولة تجهيز قبر لكل أحلامك الوردية .

تقاتلك وكأنك مقاوم مغوار ، تستبسل في طعن الهموم، تشج راسك بمطرقة من حديد ، تصفعك بمضرب من كل شيء ضدك ، تقتلع مسامير الأحلام المزروعة بكماشة من أحلام زائفة ، تشرب من صبرك وكأنها صائم يفطر على بئر من لبن لا يقبل المصالحة معك ولا المهادنة ولا السلم ، رغم انتصاره…

رغم انتصاره على خيبتك ، رغم محاولاتك اليائسة بتجنب أكبر عدد ممكن من الضربات ..
فما الحل ؟
حين نستسلم لكل شيء، ولا يقبل أي شيء استسلامك.
وما الحل ؟
حين لا أحد يرمم انكساراتك سوى من كسرك .. حين لا ينصرك وقت انهزامك الا من هزمك .. حين لا يضمد جراحك الا السكين التي جزت عنق مقاوتك.

ما الحل ؟
حين يكون ونيسك طيف راحل
حين تدرك تماماً أن أملك مجرد وهم مستحيل التحقق..
حين تشعر أن جميع البشر خذلوك في آن واحد ..

هل تعلم ذلك الشّعور المحبط الّذي يراودك عقب الإنتهاء من قراءة رواية جديدة ؟ حين تصطدم بالواقع الباهت من جديد ، وتدرك أنّك مازالت وحدك ، وأنّ الأبطال لم يخرجوا من الرّواية ليجعلوا من العالم مكانا أفضل .

لسبب كهذا أجد أن التّعود على الواقع مهما بدا مؤلماً هو أفضل الحلول ، هكذا لن نشعر بالفارق بين الجنّة والجحيم ..ببساطة لإنّنا لم نرى الجنّة يوما ..!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى