صحةمقالات وتقارير

هل للمريض حق علينا ؟؟؟

هل للمريض حق علينا ؟؟؟
بقلم / محمــــــد الدكــــــرورى

نعيش فى زمان وقد غلبت علينا مشاغل الحياه واصبح كل منا فى عمله وفى حياته

منشغلا بها واصبح كل تفكيره فى نفسه الا ما رحم الله والنبى -صلى الله عليه وسلم – يقول “حق المسلم على المسلم ستٌ”

قيل: ما هنَّ يا رسول الله؟ قال: “إذا لقيته فسلِّم عليه، وإذا دعاك فأجبه،

وإذا استنصحك فانصح له، وإذا عطس فحمد الله فشمِّتْه، وإذا مرض فعُدْه،

وإذا مات فاتبعه”..

ولقد كان من أدب السلف – رضوان الله عليهم – إذا فقدوا أحداً من إخوانهم سألوا عنه،

فإن كان غائباً دعوا له، وخلفوه خيراً، وإن كان حاضراً زاروه، وإن كان مريضاً عادوه.

يقول الأعمش رحمه الله: كنا نقعد في المجلس، فإذا فقدنا الرجل ثلاثة أيام سألنا عنه، فإن كان مريضاً عدناه.

ويتجلى سموُّ الخلق، وحفظ الحق حين يكون أخوك في حالةٍ من العجز، وانقطاعٍ عن مشاركة الأصحاب، حبيس المرض، وقعيد الفراش.

في عيادة المريض إيناسٌ للقلب، وإزالة للوحشة، وتخفيفٌ من الألم، وتسليةٌ للنفس والأقارب.

وفي توجيهات المصطفى صلى الله عليه وسلم حثٌّ عظيمٌ على حفظ هذا الحق، والالتزام بهذا الخُلق، ومراعاةُ آدابه.

وفي الحديث القدسي يقول الله عزَّ وجلَّ يوم القيامة: “يا بن آدم مرضت فلم تعدني. قال: يا رب، كيف أعودك وأنت رب العالمين؟!

قال: أما علمت أن عبدي فلاناً مرض فلم تعده؟ أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده؟ “.

ويقول الرسول الكريم – صلى الله عليه وسلم – “ما من مسلم يعود مسلماً غدوةً،

إلا صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يمسي، وإن عاده عشية، إلا صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يصبح، وكان له خريفٌ في الجنة “. صححه الألباني.

ويقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: “من عاد مريضاً ناداه منادٍ من السماء:

طبت وطاب ممشاك، وتبوأت من الجنة منزلاً” أخرجه الترمذي .

وزيارة المريض مستحبةٌ ولو كان مغمىً عليه أو فاقد العقل، “فقد زار النبي صلى الله

عليه وسلم وأبو بكر رضي الله عنه جابرَ بن عبد الله، ووجداه مغمىً عليه “

وفي مثل هذه الزيارة جبرٌ لخاطر أهله مع ما يرجى من إجابة الدعاء، مع كون المريض

قد يسمع من حوله ويفهم مقالهم وهم لا يشعرون.

ومن أدب الزيارة أن يقول الزائر للمريض: “لا بأس طهور إن شاء الله ” فقد كان النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك.

كما كان عليه الصلاة والسلام يرشد إلى ما يتعوذ به من الألم فيقول عثمان بن أبي

العاص الثقفي قدمت على النبي صلى الله عليه وسلم وبي وجع؛ فقال

لي النبي صلى الله عليه وسلم: “اجعل يدك اليمنى عليه وقل:

بسم الله، أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر. سبع مرات ” فقلت ذلك فشفاني الله. رواه أبو داود والترمذي .

وينبغي أن يجتهد له في الدعاء، ومما ورد في ذلك: عن ابن عباس رضي الله عنهما عن

النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من عاد مريضاً لم يحضر أجله فقال عنده سبع مرات:

أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك، إلا عافاه الله من ذلك المرض”.

وقد عاد جبريل النبي صلى الله عليه وسلم وقال: “بسم الله أرقيك، من كل شيء

يؤذيك، من شر كل نفسٍ أو عين حاسد، الله يشفيك، باسم الله أرقيك” رواه مسلم .

ومن الآداب الواجبة في الزيارة للمريض: التأكد من إمكانية الزيارة، والوقت المناسب

لها، وألا يطيل الزيارة، وألا يثقل بكثرة المساءلة؛ وإطالة الحديث، ولا يذكر له ما يحزنه،

أو يزيده وجعاً إلى وجعه .

ولا يذكر صديقاً له بما يكره، أو عدواً له بما يحب، ولا يتحدث عن أهله وأولاده إلا بكل خير،

رفقاً به وملاطفةً له. ولا يتحدث الزوار بما قد يتضايق من سماعه المريض أو أهله.

ودخل رجلٌ على عمر بن عبد العزيز يعوده في مرضه فسأله عن علته فأخبره، فقال

الزائر: إن هذه العلة ما شفي منها فلان، ومات منها فلان.

فقال عمر: إذا عدت مريضاً فلا تنع إليه الموتى، وإذا خرجت عنا فلا تعد إلينا.

وإذا كان المريض يحب تكرار الزيارة، ولا مشقة عليه فلا بأس، ومردُّ ذلك إلى الطبائع

ومقتضيات الأحوال، وقد يأنس ببعضٍ من قريب أو صديق حميم، ويملُّ آخرين.

وإذا طمع الزائر في شفاء المريض صبَّره وبشَّره، وساعده في التمريض والذهاب

به إلى الطبيب أو إحضارِه له، وفي قضاء حوائجه التي يعجز عن الوصول إليها،

وطيَّب نفسه وسعى في إدخال السرور عليه، وفتح أبواب الأمل لديه .

 
 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى