غير مصنف

مقتطفات ندية:”عمر بن عبدالعزيز” بطل التاريخ الإسلامي محافظه / الشرقيه

*مقتطفات ندية:”عمر بن عبدالعزيز” بطل التاريخ الإسلامي
محافظه / الشرقيه
كتب/ شذا وفائي مصطفى

نعلم أن عمر بن عبدالعزيز خامس الخلفاء الراشدين..وأنه نشأ فوجد

القيادة والسيادة في أسرته وأهله. لقد كان عمر ربيب القصور والنعمة والترف.

لكنه لم يكن متكلاً ابداً على هذا الحسب والنسب بل أقبل أيضاً علي نفسه يهذبها

ويؤدبها ،وعلى عقله ينيره ويزوده بالعلم والمعرفة فتحدث عمر عن هذا

وقال: *”إن لي نفس ذواقه تواقه ،كلما ذاقت شيئاً تاقت إلى ما فوقه.ولقد

رأيتني _وأنا في المدينة غلام من الغلمان_ ثم تاقت نفسي إلى فاطمه بنت

عبدالملك فتزوجتها ،وتاقت نفسي إلى الإمارة فوليتها،وتاقت للخلافة فأدركتها

فلما ذقت الخلافة ولم يكن شئ من الدنيا فوقها ،تاقت نفسي إلى ما عند

الله في الآخره! “*

ومن أجل هذه الآخره تحول حال عمر من حال إلى حال… ومن وضع إلى

وضع وان شئت فقل لأجل هذه الآخره تغير عمر، وخلقت عمراً خلقاً جديداً.

*مظاهر الزهد والتواضع لعمر رضي الله عنه كثيرة ولكن دعونا نذكركم ببعضها:-

* منها
*ترك اللباس والثياب المزخرف وأصبح يلبس القديم والمرقع الزهيد الثمن من

الثياب.

فعن “رياح بن عبيدة”التاجر الذي يبتاع الثياب لعمر بن عبدالعزيز قال أنه ناداه

يوما قائلاً: *”يا رياح،اتخذ لي كساءين خزا (وكان الخز بعشره دنانير)..أتخذ

إحداهما مجلساً،والأخر شعاراً.. ففعلت فصبغتهما بالبصرة ثم قدمت بهما عليه

فأمر بقبضهما. فلما أصبح غدوت عليه فقال لي:يارياح،ما أجود ثوبيك لولا

خشونه فيهما!!…”.*

فعندما ولي الخلافة قال له: *”يا

رياح،اتخذ لي من هذة الجبات الهروية(كانت من الصوف وثمنها دينار

واحد).. فاشتريت له ثلاث شقاق فقطعت من الثلاث جبتين،ثم أتيت بهما

إليه فقبضهما،فقال لي:يا رياح،ما أحسن ثوبيك لولا لين فيهما!!!!….”.*

وهنا يقول رياح لعمر: *”عجباً تستخشن الخز بالأمس،وتستلين الصوف اليوم!!

“*
فقال عمر له: *”تلك حال وهذه حال!! “.*
فما أجمل هذة الآخره..

ونقص عليكم بعض المواقف التي تبين مدى حب وخشيه عمر من الله ومن

الدار الآخره…كان عمر إذا تلى آيات من القرآن يبكي بكاءً شديداً ومن هذه

الآيات..
«ألهاكم التكاثر حتى زرتم

المقابر»..،«وإذا الجحيم سعرت وإذا الجنة أزلفت»..،«وقفوهم إنهم

مسئولون».
حيث قالت عنه زوجته فاطمه: *”قد

يكون في الناس من هو أكثر صلاة وصياماً من عمر ولكني ما رأيت أحداً

قط أشد خوفاً من ربه من عمر…إذا

صلى العشاء قعد في مسجده،ثم رفع يديه فلم يزل يبكي حتى تغلبه عيناه

فيسقط،فيفعل مثل ذلك ليلته أجمع!!”.*

أمر عمر بترك الأعمال العامه والخاصة عندما يذكر وقت الصلوات

المفروضة،وكتب كتاباً يقول فيه:
*”اجتنبوا الأشغال عند حضور

الصلوات،فمن أضاعها فهو لما سواها من شرائع الإسلام أشد تضييعاً”.*

يذكر أن من مظاهر عدله.. أنه كتب كتاباً بعزل أحد الأشخاص لأنه غير

صالح للعمل ولأنه قريب أمير المؤمنين..كان لا يسمح بالمحسوبيه

وأمر الدولة هو شغله الشاغل.
فكان يرى أن الحاكم العادل لا يحتاج

إلى حرس أو جنود يصونونه.. لأنه لا حقز بينه وبين الناس ولا ثأر عنده

لأحد.
ولأنه ضاق ذرعا بهؤلاء الجنود أمر بأن يذهبوا قائلا: *”إن بي عنكم لغنى.. كفى

بالقدر حاجزاً وبالأجل حارساً”.*

فقد تبدل حال الفقراء فأصبح الفقراء ف زمنه أغنياء.

*وعني أيضاً بأمور السجن وبإصلاح المسجونين وأمر بعدم تعذيب

المسجونين وألا يوثق السجناء بوثائق تمنعهم من الصلاة وهم قيام،وألا يبيت

أحد منهم في قيد إلا اذا كان مطلوباً في دم..فقد أعطى من الطعام والإدام ما

يكفيهم ويصلح شأنهم.
وأخد بمبدأ *”المتهم برئ حتي تثبت

إدانته”.* وفضل الخطأ في العفو على الخطأ في العقوبة.

واتسعت دائرة الرفق لعمر بن عبدالعزيز حتى شملت الحيوان أيضاً،فحرم علي

الناس شد اللجام علي الخيل شداً يؤلمها،ونهى عن سباق الخيل في غير

حق لئلا يكون إرهاقاً لها.. كما نهى عن جر الشاه لمذبحها وسن السكين أمام

عينيها.

لقد قضى عمر بن عبدالعزيز مع زوجته اياماً مليئة من الترف والنعيم فعندها

تولى الخلافة طمعت زوجته في أن يجعل لها مخصصات من مال الدولة كما

يفعل الخلفاء من بني أمية مع اهلهم وأحبائهم،ولكن عمر رفض ذلك قائلاً:

*”لا ولك في مالي سعة”* بل وزاد قائلاً لها في تشديدة أن ترد إلى بيت المال ما

كان والدها عبدالملك قد أعطاها من حلى وجواهر..

..
حتى وضع في بيت المال وعندها توفى عمر.،تولى الخلافة يزيد أخوها

بعده،قال لها: *”إن شئت لرددته عليك”* فقالت: *”إني لا أشاؤه،طبت عنه نفساً

في حياة عمر،وأرجع فيه بعد موته؟!…لا والله ابداً”.*

فظلت فاطمة زوجة عمر بن عبدالعزيز مثالاً للزوجة الوفية.

نستكمل حديثنا عن خامس الخلفاء الراشدين وتواضعه:-

-ذات يوم أقبل رجل على عمر منادياً له: *”يا خليفة الله في الارض”.*

فغضب عمر من ذلك فقال له: *”مه،!إني لما ولدت اختار لي أهلي إسماً،فسموني

عمر،فلو ناديتني يا عمر،أجبتك،فلما كبرت أخترت لنفسي الكنية فكنيت بأبي

حفص ،فلو ناديتني يا أبا حفص،أجبتك،فلما وليتموني أموركم

سميتوني”أمير المؤمنين” فلو ناديتني يا أمير المؤمنين،أجبتك..وأما”خليفة الله

في الارض داود النبي عليه السلام”* فقال الله تعالى:«يا داود إنا جعلناك

خليفة في الارض»

ومشاركته في الجنازات وحمل النعش أكثر من مرة ولم يتعرف عليه أحد من

الناس لأنه لا يتميز عليهم_مع إنه الخليفة_بشارة او أي مظهر خاص.

كان اذا دخل لمجلس به أناس كثيرين قاموا له..فقال: *”يا معشر الناس إن

تقوموا نقم ،وإن تقعدوا نقعد.. فإنما يقوم الناس لرب العالمين! “* فأمرهم ألا

يقوموا اذا خرج وألا يبدأوا بالسلام،ويقول *”لا تبتدئوني بالسلام

،إنما السلام علينا لكم”*

فنجد أنه لا يوجد الآن حاكماً يطلب الموعظة والنصح في حين أن عمر فعل

هذا..!

لا نطيل عليكم ودعونا نذكر عظه عمر بن عبدالعزيز لرجل: *”أوصيك بتقوى

الله، فإنها ذخيرة الفائزين وحرز المؤمنين ،وإياك والدنيا أن تفتنك،فإنها

قد فعلت ذلك بمن كان قبلك…إنها تغر المطمئن إليها ،وتفجع الواثق بها ،وتسلم

الحريص عليها ،ولا تبقى لمن استبقاها ،ولا تدفع التلف عمن حواها ،لها مناظو

بهجة:ما قدمت منها أمامك لم يسبقك ،وما أخرت منها خلفك لم يلحقك! “.*

يالها من عبارات وكلمات بسيطة ولكنها تحمل معاني ومفاهيم كثيرة مؤثرة،وإذا

أخذ بها كل راع صلح حال رعيته.

فنعم الانسان والأب والحاكم

والراعي”بطل تراثنا الإسلامي عمر بن عبدالعزيز”.

مقتطفات ندية:"عمر بن عبدالعزيز" بطل التاريخ الإسلامي محافظه / الشرقيه

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى