مقالات وتقارير

ما بعد الحاضر ولماذا …

ما بعد الحاضر ولماذا …

بقلم الباحث \ اسلام ثابت

هل تقوم قائمه لدوله فقد مجتمعها اخلاقياته ؟ بعباره اخري هل

الاخلاقيات الاجتماعيه اذا فقدت هل تؤثر على دوله قويمه تتوافر لديها

مقومات النجاح والتقدم؟ هل الاهم هو اصلاح المؤسسات ام العمل على اصلاح اخلاق الشعوب؟

لعل السؤال قد يبدو فلسفيا نوعا ما الا انه اكثر واقعيا من كونه فلسفيا

.فمثلا اذا فرضنا ان هناك مجتمع منحل اخلاقيا وعقائديا فان قيادات ذلك

المجتمع سوف تكون نتيجه لافرازات ذلك المجتمع المنحل وبالتالى فان

احلام الاصلاح والتقدم والتطور ستظل احلاما هامشيه في اذهان افراد

الشعب لان القائمين على تحقيق هذه الاحلام هم فاسدون بطبيعتهم او

بطبيعه اكتسبوها من كونهم جزءا متأثؤين من المجتمع نفسه الفاسد

بجميع طوائفه

وبالتالى فانه يمكن القول بان الفرد ينشأ فى ظل مجتمع فاسد فيكبر

ليصير فاسدا فيتولى مكانه اجتماعيه وقياديه ليمارس الفساد الذى

اكتسبه نتيجه وجوده فى مجتمع فاسد فتكون النتيجه هي نشأه لفساد

اكثر واستمرار الدائره

فاذا سلمنا ان الامر كذلك فلماذا نرى ان هناك دعوات اصلاح ؟ لماذا لا

يتقبلون امر الفساد الفطرى …ان من ينشأ ف بيئه اجراميه من الصعب ان

يصبح شريفا او ملتزما بل ان الطبيعي ان يستمر فى الاجرام وهكذا

دواليك اي ان المرء انما يكون فى عمليه تأثر ثم ينتقل الى عمليه التأثير

وهكذا تدور الدائئره ..

ولكن اذا تقبلنا ذلك المنطق فاننا ندحض فكره تنوير المجتمعات ..فمثلا

كان العرب قديما عديمى الاخلاق مما حدا بالبعض وصفهم بالهمج ثم اتى

الاسلام الحنيف ليهذب تلك الاخلاق ليصيروا فيما بعد خير امه اخرجت

…اذافان ذلك المنطق صعب قبوله

ثم ان الدول المتقدمه الان التى تتربع على عرش العالم كانت قد مرت

بمراحل من الانفلات الاخلاقى ..بل ان حتى لحظه كتابه هذه الكلمات ما

زالت تعانى من الفساد المنظم او ما يعرف بالمافيا وهي جماعات تحترف

اتلجريمه المنظمه بكل صورها وعلى رأسها الدعاره بكل الوانها ….ولكن

مع ذلك نجدهم متربعين فى التقدم والتطور …اذن لماذا؟

ربما لانهم اكثر صراحه مع انفسهم وفى مواجهه انفسهم بحقيقه الامر

…فلن تجد هناك رجل دين يطالبك بالصدق فى الحديث والعفه ويذهب هو

ليكذب ..لن تجد مظاهر الرياء والنفاق بل ستجد الصدق حتى فيما نعتبره

انفلاتا …فتلك فتاه ستكون معك لانها تريد الان ذلك ولكنها فى نفس

الوقت تصارحك بانها لا تحبك وانها ستتركك متى تمل …هي لم تدعى

الحب كذبا وهو منتهى الصدق فى المواجهه ..كل تلك السلوكيات الفرديه

ستجدها تنعكس على المجتمع ككل حتى ف سياساته الداخليه

والخارجيه ..فمثلا ستجد هذه الدول تنفق المليارات فى الدعايه على

احترام حقوق الانسان ومنع القمع ولكنك ستجدها فى نفس الوقت

وبمنتهى الشفافيه تعلن انها تبيع السلاح لمن يقومون بالقمع وانتهاك

حريات الانسان ….وقائمه الامثله تطول ولكن ما اقصده حقا هو ان الفرد

نتاج لذلك المجتمع ..فاذا كان المجتمع منحرف توقعوا انحراف الفرد ثم

توقعوا ان يصير هذا الانحراف اكثر فزاعه واجراما فستجده مثلا يحدثك عن

الشرف بينما يسرق ما فى جيبك ….يحدثك عن حفظ الدين بينما ستجده

معول هدم للدين ..وبالتالى يصبح هذا الانحراف اتجاه للمجتمع متى تمكن

هذا النتاج المريض من الوصول لمكانه اجتماعيه مرموقه فنجد كل

التصرفات تنصب فى محيط الانحراف مهما كان شكل تلك التصرفات اكانت

اهمال ..ام هدم ..او تخبط فى قرارات …او عدم درايه …وبالتالى يمكننا ان

نتوقع ان انهيار مثل ذلك المجتمع عاجلا ام اجلا …

ويظل التساؤل القائم ..كيف يتم اصلاح ذلك المجتمع ..هل نترقب لحظه

انهياره الاتيه بلا ريب لنبدأ بعدها فى البناء الصحيح كما حدث فى بعض

الدول ك روسيا والصين واليابان …ام هناك بدائل اخرى يمكن ان ننتهجها

تغنى عن ترقب تلك اللحظه المريره البغيضه ؟..والسؤال الاكثر صعوبه

وبغضا كيف يمكن ان يكون هناك بدائل متاحه او بدائل قابله للتنفيذ اذا

فرضنا وجود افرازات ذلك المجتمع المريض فى مواقع من المفترض ان

تسعي لاصلاح المجتمع ؟

انها تجربه اجتماعيه ولا شك قد تأخذ اعمارا واجيالا عديده حتى نرى

نتائجها او نتائج فشلها او نرى دروس نتعلم منها ولكن لن يستطيع احد الا

ان ينحنى احتراما لتلك الدول التى تجاوزت تلك المعادلات الصعبه بنجاح

…لنتابع ونترقب …ونتعلم

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى