مقالات وتقارير
أخر الأخبار

لن تقف الحياة على أعتاب أحد

بقلم/ ساره جمال

ذات يوم أخبرتني أمي أن الحياة لا تتوقف على أحد وانهت حديثها معي بجملة ظلت تتكرر في ذهني إلى الآن “في حال كانت الحياة ستتوقف على أشخاص كان من المنطقي أن تتوقف منذ زمن طويل على حدث أليم مثل وفاة الرسول”. وفي هذة الحالة كانت ستنتهي منذ وقت طويل ولكنها على الرغم من ذلك ما زالت مستمرة.

الحياة لا تقدم رسائل الاعتذار ولا تتوقف لتسألك ما الذي دهاك ولا تأسف على ما يحدث ولا تعدك بأن هذة هى المرة الأخيرة، الحياة لا تكترث كذلك لتراكم الأيام عليك ولا لصفعات الأصدقاء ولا لسرعة حدوث الأشياء.

كثيرًا ما أفكر أن الحياة لا تدعم مبدأ الثوابت ولا تمنحنا ضمان عدة سنوات لنعيش على أمل القدرة على إصلاح التالف خلال مدة الضمان، هي فقط تجعلنا نفهم أن الأمور لا تأخذ مجرى واضح ولسنا بحاجة إلى أن نطمح لأن تكون الأمور دائمًا على ما يرام؛ لأن هكذا هي الحياة لانعرف لها وجه محدد تضحك وتبتسم لنا لحظات وفجأة وبدون سـابق إنذار تجدها تقذف علينا الهموم والأحزان.

الحياة تسير بسرعة فائقة كالبرق دون أن تقف عقارب الزمن فيها لحظة واحدة لتنتظرنا نرتب بعض أوراقنا المبعثرة، أو نتذكر بعض ذكرياتنا الجميلة، لا يعنيها هذا كله، فهي ماضيةٌ ولا تنتظر أحداً مهما بلغ من القوة وامتلك من الثروة، ولا تكترث لأحدٍ ولا يستطيع أن يقف بوجهها أحد، لكن المهم والأهم أن نكون “نحن” على ما يرام على كل الأحوال.

الدروب التي نراها منبسطة ومفروشة بالورود، فننساق في السير بها ونتفاجأ بوصولنا لطريق مسدود، الأماني والأحلام التي وإدت والنفوس الطيبة التي خذلت، القلوب التي جرحت و الذكريات التي مضت؛ هكذا هي الحياة على الرغم من ذلك وذاك لن تقف على أعتاب أحد ولن تتغير من أجلك، ولكنها قد تتكاتف ضدك ان منحتها كل هذا الاهتمام والتأثر والفكر.

الحياة لن تنتظر رضاك لتكون جميلة، الحياة متنوعة؛ بها أفراح، وبها أحزان، بل بها أوقات بلا حزن وبلا فرح .. ماضية، برضاك أو بسخطك، وكل ما عليك فعله هو التقبل؛ عندما تتقبل أنك تحزن ثم ترضى، تسقط ثم تنهض، تشكر ثم تصبر، ستدرك حقيقة الحياة إنها لم ولن تقف علي أعتاب أشخاص أو أحداث.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى