مقالات وتقارير

لماذا ٣٠ يونيو ٠٠٠! بقلم أشرف فوزى

لماذا ٣٠ يونيو ٠٠٠٠٠٠!

بقلم : أشرف فوزى المستشار الأمنى للجريدة 

انهي الشعب المصري حكم محمد مرسي، بعد عام وثلاثة أيام فقط قضاها في الحكم. ارتكب خلالها أخطاء فادحة أنهت العلاقة بينه وبين

الشعب في خلال هذه المدة الزمنية الضائعة من عمر مصر التي كانت

البلاد فيها أحوج ما تكون لاستثمار كل يوم للبناء والتقدم والنمو والاستقرار.

تالياً، نستعرض أبرز هذه الأخطاء التي تسببت في استياء الرأي العام الشعبي:

السياسية الخارجية:

فشلت الزيارات المتعددة التي قام بها مرسي شرقاً وغرباً في فتح آفاق

التعاون البناء بين مصر ودولاً عديدة في العالم، وبات واضحاً ان علاقات

مصر الخارجية تقزمت في دول بعينها تدعم حكم الإخوان في مصر مثل

“قطر وتركيا” .. تراجعت علاقات مصر بدول محورية عديدة خاصة في العالم العربي.

فشل الحكم في استقدام تكنولوجيا متطورة، أو خبرات لقطاعات الانتاج

تعين الدولة علي الخروج من كبوتها وتصحيح مسارها الاقتصادي. بل

علي العكس اصطحب مرسي معه في زياراته الخارجية رجال أعمال

قاموا بعقد صفقات تجارية استنزفت جزء من الاحتياطي النقدي للبلاد.
مياه النيل:

معالجة سلبية للغاية لمباشرة اثيوبيا بناء سد النهضة، كشفت عن

الافتقاد لأسس التعاطي مع الأزمات الممتدة منها أو الناشئة. فضلاً عن

سوء إدارة الحوار مع القوي السياسية وبثه علي الهواء بما ساهم في

توتر العلاقات مع الجانب الاثيوبي وأجهض أسس الحوار السياسي معه.

الاستمرار في الخطي السياسية السابقة المتقاعسة عن تفعيل التعاون

البناء في المجالات المختلفة مع دول حوض النيل، بما يدعم من سبل

الحوار السياسي معها حول الأزمات المختلفة.


العلاقة بين أبناء الوطن الواحد:

رسخ حكم مرسي علي مدار عام حالة من الاستقطاب الحاد، وقسم

المجتمع بين مؤيد للمشروع الإسلامي الذي يمثله الرئيس وجماعته دون

أن يقدموا دليلاً واحداً علي هذا المشروع، وبين مناهض له يوصف في

أغلب الأحيان بــ “العلماني”. وبدلاً من أن يتفرغ الشعب للعمل والانتاج،

اتجه الي التناحر والعراك بين التأييد والرفض.

عمل حكم مرسي وبسرعة كبيرة علي ترسيخ الأخونة ونشر هذا الفكر

رغم تنامي الشعور المعادي له من يوم لآخر.

كثيراً ما تحدث حكم مرسي عن أمر وفعل نقيضه في الحال، وابرز مثال

علي ذلك الحديث عن حماية الأقباط، واستهداف دور عبادتهم في ذات الوقت.

شهدت مصر خلال عام من حكم مرسي أعمالاً فوضوية وهمجية غير

مسبوقة بعضها كان بتحريض من الرئيس وجماعته كحادث قتل الشيعة بالجيزة.

الدفاع والأمن:

االدفاع والأمن:

افتعال الأزمات الرامية الي تشتيت جهود الأمن والحد من اكتمال البناء

الأمني، وكانت أبرز المشاهد احياء ذكري أحداث محمد محمود، وستاد بور

سعيد، واحداث قلاقل أمنية من آن لآخر بالعديد من المحافظات خاصة بور

سعيد والسويس.

إصدار العديد من القرارات والإعلانات الدستورية التي تسببت في زيادة

الضغط الشعبي علي الجهاز الأمني بالخروج في مظاهرات عارمة الي

الاتحادية والتحرير، فشهدت مصر أول حالة سحل لمواطن علي مرأي العالم أجمع.

الإفراج عن سجناء جهاديين من ذوي الفكر المتطرف استوطنوا سيناء

وسعوا الي تكوين إمارة إسلامية متطرفة تستمد العون من انفاق

التهريب مع قطاع غزة التي حظيت بكل الدعم والحماية من رئيس الدولة

ذاته، نفذت هذه الجماعات فعلاً خسيساً بالإجهاز علي 16 شهيداً من

الأمن وقت الإفطار في رمضان، وبعد أشهر تم اختطاف سبعة جنود قبل

أن يفرج عنها بفعل حشود الجيش لتعقب الإرهابيين، وتدخل جماعة

الرئيس للإفراج عن الجنود. فضلاً عما تكشف بعد إقصاء هذا الرئيس من

كون هذه الجماعات الإرهابية السند لجماعة الإخوان في حربها الإرهابية

ضد الدولة.

سعي عدد من أعضاء جماعة الرئيس للاحتكاك اللفظي بالمؤسسة

العسكرية وقادتها، ومحاولة النيل من هذه المؤسسة التي تحظي بكل

الحب والتقدير من الشعب كافة عبر إشاعة الأقاويل حول وحدتها وتماسكها.

الأمن الغذائي والخدمي:

استمرت الأزمات الغذائية، والارتفاع المتواصل في أسعار السلع

والخدمات دون تدخل حكومي يسعي لوقف جشع التجار، رغم سعي

الحكم الي تحسين منظومة توزيع الخبز، وعبوات البوتجاز.

تكررت وبشكل متواصل أزمات البنزين والسولار، بما أثر علي الحركة

الحياتية للمواطن، وأنعكس ذلك علي الانقطاع المتكرر للكهرباء.


بدا واضحاً اتجاه الحكم لاستخدام المنظومة التموينية لخدمة أغراضه

الانتخابية، ومحاولة كسب شعبية عبر التلاعب بالحصص التموينية.

الثقافة والفنون والآداب:

اتجاه واضح نحو تغيير هوية مصر الثقافية، والعمل علي ارتدادها لحساب توجهات رجعية متخلفة، بدءً من منع عروض الباليه بدار الأوبرا، الي إقصاء

قيادات الثقافة والفنون والآداب، مقابل إحلال قيادات تدين بالولاء للجماعة

الداعمة للحكم.

الإعلام والصحافة:

ناصب الحكم – الإعلام- العداء لدوره السريع في كشف المسالب أمام

الرأي العام، وبات الإعلام الذي لعب دوراً جوهرياً في تعريف المرشح

الرئاسي محمد مرسي، وجماعته للرأي العام المحلي. هدفاً مباشراً لتحجيمه، بل واقصاء رموزه.

السعي بكل قوة لأخونة مؤسسات الدولة الصحفية والإعلامية، في

محاولة واضحة لتأسيس الفكر الإخواني من جهة، والحد من تأثير الإعلام المضاد من جهة ثانية.

القضاء والحريات

افتعال أزمات متتالية مع القضاء، بدءً من إقصاء النائب العام، الي محاصرة

المحكمة الدستورية العليا من قبل أنصار الرئيس، ثم محاولة تحجيم

دورها في دستور ديسمبر 2012، فإصدار إعلانات دستورية وقرارات تمس

بالسلب القضاء والحريات العامة ومؤسسات الدولة، تسببت في إثارة

غضب الرأي العام، الذي عبر عن ضيقه بإحراق مقار لحزب الرئيس، فعاد

الرئيس عن بعض إعلاناته وقراراته، ومضي في أخري مما تسبب في زيادة الحنق الشعبي عليه وعلي جماعته.

استمرت الأزمات بين القضاء والرئاسة، حيث قضت محكمة القضاء الإداري

بوقف تنفيذ قرار تنظيم الانتخابات البرلمانية، فكان أن رفعت جماعة

الإخوان شعار تطهير القضاء، والعمل علي سن تشريع يقضي بتخفيض

سن التقاعد للقضاة ليقصي عدة آلاف منهم ليحل بدلاً منهم انصار الحكم.


وكانت الضربة الأخيرة التي سددها القضاء للرئيس المقصي هي الإشارة

اليه بالاسم وعدد كبير من قيادات جماعته بالتعاون مع حماس وحزب الله

في واقعة اقتحام سجن وادي النطرون.

النقل والمواصلات:

تعهد مرسي بحل مشكلة المواصلات ضمن خمس مشاكل تعهد بحلها

خلال المائة يوم الأولي من حكمه، فاستفحلت مشكلة المواصلات خلال

العام الذي شهد كوارث يومية للطرق ابرزها حادث مصرع 50 طفلاً علي

مزلقان بأسيوط.

لم يشهد العام من الحكم تشييد أي من الطرق الجديدة، أو اصلاح الطرق

القائمة، فضلاً عن تراجع أداء مرفق السكك الحديدية.

الاقتصاد والمال:

الهدف الأساسي لحكم مرسي كان الاقتراض من الخارج، سواء من قبل

دول سايرت مشروع قدوم الإخوان للحكم كقطر، وتركيا، أو من خلال

السعي للسير في ركب التوجهات الغربية عبر إيلاء قرض صندوق النقد

الدولي الأهمية باعتباره شهادة حسن أداء للأقتصاد. ومع تراجع الناتج

القومي جراء عدم الاستقرار السياسي والأمني، ارتفع حجم العجز

بالموازنة، ومن ثم ارتفاع حجم الدين المحلي الذي شكلت خدمة الدين

بسببه عنصراً ضاغطاً اضافياً علي الموازنة. فضلاً عن استهلاك رصيد

الاحتياطي من النقد الأجنبي، وارتفاع قيمة الدين الخارجي بنسبة 30%.


ارتبك الحكم في مواجهة كافة المشكلات الاقتصادية، فارتفع عدد

المصانع المتعثرة، وازداد معدل البطالة بين فئات قطاعات التشغيل كافة،

وتراجعت معدلات السياحة الي مستوي متدن، وجاءت المعالجة السلبية

لسعر صرف الجنيه لتزيد من الضغوط الحياتية علي المواطنين. وفشل

الحكم في تحديد معدل نمو خلال عام الحكم يمكن الاسترشاد به محلياً ودولياً.


اثرت الأوضاع السياسية والأمنية غير المستقرة بشكل كبير، فضلاً عن

تخفيض قيمة الجنيه، علي التعامل داخل البورصة المصرية، فزادت

خسائر حائزي الأوراق المالية، وهرب أغلب المستثمرين الأجانب

لماذا ٣٠ يونيو ٠٠٠! بقلم أشرف فوزى

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى