غير مصنف

لا "هدنة إنسانية" قرب طرابلس رغم نداء الأمم المتحدة،

لا “هدنة إنسانية” قرب طرابلس رغم نداء الأمم المتحدة،
متابعة /أيمن بحر
أعلنت فرق الإسعاف وبعثة الأمم المتحدة فى ليبيا أن المعارك تواصلت فى جنوب العاصمة الليبية طرابلس، رغم دعوة الأمم المتحدة الى “هدنة إنسانية” لمدة ساعتين من أجل السماح بإجلاء الجرحى والمدنيين.
دارت معارك عنيفة قرب طرابلس بين قوات المشير خليفة حفتر التى تعتزم السيطرة على العاصمة الليبية، وقوات حكومة الوفاق الوطنى التى أعلنت إطلاق “هجوم مضاد”، وتجاهل الطرفان دعوة الأمم المتحدة الى “هدنة إنسانية”، ودعت بعثة الأمم المتحدة فى ليبيا فى “نداء عاجل” الى هدنة لمدة ساعتين فى الضواحى الجنوبية للعاصمة من أجل السماح بإجلاء الجرحى والمدنيين، بعد تصعيد عسكرى يثير مخاوف من إندلاع حرب أهلية واسعة، الا أن الأمم المتحدة أعلنت أنه لم يتم التقيد بهذه الهدنة الإنسانية.
وقال جان علم المتحدث بإسم البعثة: “لم تحصل هدنة، لكننا لا نزال نأمل بموقف إيجابى” من جانب المعسكرين، كما صرّح المتحدث بإسم جهاز الإسعاف والطوارئ أسامة على من جهته “حتى الآن، لم تتمكن فرقنا من الدخول الى مناطق المواجهات”.
وأعلن الجيش الأميركى سحباً موقتاً لجنود له يتمركزون فى ليبيا لم يكشف عن عددهم، بسبب المعارك.
ومنذ سقوط نظام معمّر القذافى عام 2011، تشهد ليبيا الدولة الغنية بالنفط، نزاعات داخلية مختلفة، لكن الهجوم الذى أطلقته قوات حفتر شكل تدهوراً واضحاً بين السلطتين المتنازعتين على الحكم: وهما حكومة الوفاق الوطنى برئاسة فايز السراج التى شُكّلت فى نهاية 2015 بموجب إتفاق رعته الأمم المتحدة وتتّخذ من طرابلس مقرّاً لها، وسلطات فى الشرق الليبى مدعومة من “الجيش الوطنى الليبى” بقيادة المشير خليفة حفتر.
وأعلن “الجيش الوطنى الليبى” شنّ أول ضربة جوية على ضاحية للعاصمة، رغم دعوات المجتمع الدولى الى وقف الأعمال العدائية، وكانت القوات الموالية لحكومة الوفاق الوطنى شنّت فى الليلة الماضية ضربتها الجوية الأولى.
وأعلن متحدث بإسم هذه القوات الحكومية شنّ “هجوم مضاد” لردع قوات حفتر، وقال العقيد محمد قنونو للصحفيين أن الهدف من عملية “بركان الغضب” هو “تطهير كل المدن من المعتدين والخارجين عن الشرعية”، فى إشارة الى قوات حفتر.
وقُتل 21 شخصاً على الأقل فيما أصيب 27 آخرون منذ بدء الهجوم على طرابلس، وفق حصيلة أفادت بها وزارة الصحة التابعة لحكومة الوفاق الوطنى التى لم تحدد ما إذا كان الضحايا مدنيين أو مقاتلين، وأعلن “الجيش الوطنى الليبى” من جهته مقتل 14 من مقاتليه.
وتزامن هذا التصعيد العسكرى مع مؤتمر وطنى سيُعقد برعاية الأمم المتحدة فى غدامس (جنوب غرب) فى منتصف نيسان/أبريل، بهدف وضع “خريطة طريق” لإخراج البلاد من الفوضى بالتزامن مع إجراء إنتخابات.
وأكد مبعوث الأمم المتحدة الى ليبيا غسان سلامة أن المؤتمر المقرر بين 14 و16 نيسان/أبريل سيجرى كما هو مخطط له، وأضاف “نحن مصرون على عقد” المؤتمر “فى ميعاده”.
وقال السراج إن المؤتمر يُشكّل مساراً “نحو دولة مستقرّة”، متهماً حفتر بـ”نقض” إتفاق تم التوصل اليه فى لقاء فى شباط/فبراير للدفع نحو إجراء إنتخابات وتشكيل حكومة وحدة وطنية قبل نهاية العام، ورأى السراج أن حفتر “مدفوعٌ برغباتٍ شخصيّة ونزوات فرديّة” ويحاول “إغراق البلاد فى دوّامة من العنف والحرب المدمّرة”.
 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى