مقالات وتقارير

كيف تستطيع حل مشاكلك اليومية

إعداد / داليا زردق 

كل شخص لديه مشاكل في حياته. بالنسبة للجزء الأكبر منها، نحن قادرون على حلها بسرعة دون الكثير من المتاعب. إما أن نصل لحلٍ سريع أو نستخدم إستراتيجية نجحت في الماضي. على سبيل المثال، إذا استيقظت متأخرًا عن العمل فقد تقرر مكالمة المدير وشرح موقفك أثناء ارتداء ملابسك واستعدادك خلال نصف الوقت المعتاد.

تصبح المشاكل أكثر صعوبة عندما لا يكون هناك حل واضح ولا تعمل الإستراتيجيات التي جربتها في الماضي. هذه الأنواع من المشاكل تسبب قدرًا كبيرًا من التوتر والقلق وتتطلب إستراتيجيات جديدة ومختلفة.

خطوات حل المشكلة

هل هناك مشكلة؟

كخطوةٍ أولى من المهم إدراك إذا كان هناك مشكلة، لأن المشاكل يمكن أن تسبب القلق. سيحاول الكثير من الناس تجنبها، تجاهلها أو تسويفها عند التعامل مع المشكلات الصعبة في حياتهم. لسوء الحظ يؤدي تجنب مشاكلك عادةً إلى العودة إليها، ويمكن أن تكبر المشكلة الصغيرة لمشكلة كبيرة مع مرور الوقت. لذلك، كيف يمكنك التعرف على مشكلة في وقتٍ مبكر؟

1.جهّز قائمة لمشاكلك: اجعل لديك عادة كتابة قائمة بالمشكلات في حياتك. سيساعدك هذا النهج على معرفة كيفية ظهور مشكلات معينة مرارًا وتكرارًا.

2. استخدم مشاعرك: نحن غالبًا نقع في خطأ الظن أن مشاعرنا السلبية هي المشكلة. على سبيل المثال، قد تظن أن “المشكلة هي أنني أشعر بالتوتر أثناء العمل”. حيث أنه من الأصح قول أن هناك مشكلة في العمل (مثل صعوبات التعامل مع زملاء العمل أو عبء العمل الضخم”، مما يجعلك تشعر بالتوتر. استخدم مشاعرك السلبية لإرشادك، عندما تشعر بالقلق أو التوتر أو الإحباط في موقفٍ معين، حاول أن تجد المشكلة التي تجعلك تشعر بهذه الطريقة.

3. اعثر على تحدي: تتمثل العقبة الكبيرة التي يواجهها معظم الناس في الطريقة السلبية التي ينظرون بها إلى المشاكل: إذا كنت تعتقد أن المشكلات تشكّل تهديدًا، أو أن وجودها يمثل علامة على الضعف أو الفشل، وترى نفسك سيئًا في حل المشكلات، لن تحل المشكلة! حتى لو كنت جيدًا في حلها، فلن تحاول التعامل معها إذا كنت تعتقد أنك لا تستطيع ذلك و لا ترى أي فائدة لها.

إذا كنت تستطيع أن تجد بعض الفوائد أو الفرص في مشكلةٍ ما، فمن الأرجح أن تعمل على حلها. على سبيل المثال، إذا كانت مشكلتك أنك لا تتوافق مع زملاء العمل، فقد تكون الفرصة تحسين مهارات الاتصال لديك وربما حل بعض الجدال مع زملائك في العمل.

ما هي المشكلة؟

قبل أن تحاول حل المشكلة، تحتاج تحديدها أولًا. هنا بعض النصائح في كيفية تحديد المشكلة:

ركّز في المشكلة نفسها: اسأل نفسك الأسئلة التالية:

ما هي المشكلة؟ (مثال: يعطيني مديري الكثير من العمل)

ما التغيير الذي أتمناه؟ (مثال: أرغب في أن يعطيني رئيسي عملًا أقل)

ما هي العقبة التي تمنعني عن وضعي المنشود؟ ( مثال: لست متأكدًا من كيفية التحدث إلى رئيسي حول التزامات عملي)

يمكنك وضع مشكلتك في جملة. على سبيل المثال: مشكلتي هي أن مديري يعطيني الكثير من العمل، أتمنى أن أحصل على القليل من العمل لكني لست متأكدًا في الطريقة التي أسأله بها ليقلل من عملي.

فقط الحقائق: كن حذرًا وتجنب وضع الآراء والافتراضات في تعريفك للمشكلة. على سبيل المثال: “المدير غبي” هذا رأي. علاوةً على ذلك فإنه يصعّب المشكلة بشكل يكاد فيه حلها.

كن محددًا: إذا كنت شديد الغموض عند تحديد المشكلة فسيكون من الصعب معرفة الحل. على سبيل المثال “مشكلتي هي عملي” ليست محددة. ما هو عملك الذي يمثل المشكلة؟ كيف يمكنك البدء في إصلاح هذا النوع من المشاكل؟

ما هو هدفك من حل المشكلة؟

لمعرفة ما إذا كنت قد قمت بحل مشاكلك بشكل مجدٍ، من المهم أن تعرف في وقتٍ مبكر كيف ستبدو المشكلة التي تم حلها. فيما يلي بعض النصائح لتحديد الأهداف:

كن واقعيًا

تأكد من أن أهدافك قابلة للتحقيق، إذا كانت غير واقعية لربما لن تصل إليها وتشعر بالإحباط. على سبيل المثال: فيما يتعلق بمشكلة العمل، إذا كان هدفك هو القيام بعملك فقط عندما تشعر بذلك، فمن المحتمل ألا تحل مشكلتك.

كن محددًا

إذا كانت أهدافك غامضة فلن تعرف متى وصلت إليها. على سبيل المثال، إذا كنت تعتقد أن “هدفي هو أن أكون سعيدًا في العمل”، ماذا يعني ذلك؟ هل تريد أن تكون سعيدًا طوال الوقت؟ كيف سعيد؟ متى تعرف متى وصلت إلى هدفك “السعيد”؟

ابدأ بالأهداف قصيرة المدى

إذا حددت أهدافًا يمكن الوصول إليها سريعًا نسبيًا، فمن المحتمل أن تعمل على حل مشكلتك. يمكنك أيضًا تحديد أهداف طويلة الأجل، ولكن تأكد من أن لديك أهداف قصيرة المدى حتى تعرف ما إذا كان قد تم حل المشكلة أم لا. مع مشكلة العمل، قد يكون الهدف طويل الأجل هو الحصول على وظيفة أخرى بينما قد يكون الهدف قصير الأجل هو تقليل عبء العمل لديك.

التفكير في الحلول

أكبر خطأ نميل إلى ارتكابه عند إيجاد حلول لمشاكلنا هو التفكير في نفس الحلول القديمة. ومع ذلك إذا نجحت تلك الحلول القديمة فلن تكون المشكلة موجودة. من أجل التوصل إلى حلول جديدة.

يمكنك اتباع قواعد العصف الذهني:

هل سيؤدي هذا الحل إلى حل مشكلتي ومساعدتي في الوصول إلى أهدافي؟

قد يبدو هذا المبدأ واضحًا، ومع ذلك من المهم التأكد من أن الحل الخاص بك سوف يساعدك في الوصول إلى أهدافك. على سبيل المثال “العمل الجاد” كحل لمشكلة العمل لن يساعدك في الوصول إلى هدفك المتمثل في الحصول على عمل أقل في يومٍ واحد.

– كم الوقت و الجهد الذي يحتاج إليه هذا الحل؟

يمكنك أن تتوقع أن أي حل سيتطلب بعض الوقت والجهد ولكن المبلغ المطلوب يجب أن يرتبط باحتياجاتك. قد ينطوي “إنهاء وظيفتي” كحل لمشكلة العمل على قدرٍ كبير من الجهد، حيث يتعين عليك البدء في البحث عن وظيفةٍ جديدة.

– كيف سأشعر إذا اخترت هذا الحل؟

إذا كنت تعتقد أن الحل سوف يجعلك تشعر بالسوء أو بالذنب أو القلق الشديد، فقد لا يكون هذا هو الحل الأفضل على سبيل المثال  “الكذب على المدرب حول مقدار العمل الذي قمت به بالفعل” قد يجعلك تشعر بالسوء.

– ما هي تكاليف وفوائد هذا الحل بالنسبة لي وللآخرين في الوقت الحالي والمدى الطويل؟

الحل الأفضل سيكون له أكبر الفوائد وأقل التكاليف الممكنة. على سبيل المثال إذا قمت باختيار الحل “إلقاء اللوم على زملائي في العمل بسبب عدم إنجازه” فقد يحل هذا مشكلتك في الوقت الحالي، ولكنه قد يؤثر بشكلٍ خطير على علاقتك مع زملائك في العمل، وعلى مديرك. يبدو أن تكاليف هذا الحل تفوق الفوائد.

تنفيذ الحل

معظم الناس يخشون أن يكونوا قد اختاروا الحل الخطأ، أو ربما يكون هناك حلًا أفضل إذا ما فكروا في المشكلة أكثر. هذا ليس تفكيرًا مفيدًا: من الأفضل التصرف بدلاً من عدم القيام بأي شيء على الإطلاق.

لمساعدتك في تنفيذ الحل يمكنك وضع خطة عمل. إذا كنت تعرف كيف ستقوم بتنفيذ الحل فعلى الأرجح ستفعله. يجب أن تتضمن خطتك جميع الخطوات التي ستحتاج إلى اتخاذها لتنفيذ الحل، ويجب أن تكون محددة وملموسة قدر الإمكان. على سبيل المثال إذا كان الحل بالنسبة لي هو “الحصول على وظيفةٍ جديدة” فقد تكون بعض الخطوات التي ينطوي عليها هذا الحل هي:

عمل قائمة بجميع أنواع الوظائف التي أود الحصول عليها.

شراء صحيفة كل يوم والتحقق من الإعلانات.

التواصل مع جميع أصحاب العمل الذين يعلنون عن الوظيفة التي ترغب بها.

أعد ترتيب جدول عملي حتى أتمكن من الذهاب إلى المقابلات إذا لزم الأمر.

التدقيق في المشكلة

الآن بعد أن قمت بتنفيذ الحل الخاص بك تحتاج إلى التأكد من أنك نجحت. في بعض الأحيان، لا تنجح الخطط الموضوعة بشكلٍ مثالي، لذلك من الجيد وضع علامات تتيح لك معرفة ما إذا كنت تسير على الطريق الصحيح أم لا.

ماذا أفعل إذا لم أنجح في حل مشكلتي؟

نظرًا لأن الأمور غير المتوقعة تحدث في الحياة، فإن أفضل الحلول في بعض الأحيان لا تعمل جيدًا، وهذا أمر مؤسف ولكنه طبيعي. أفضل شيء يمكنك فعله هو إعادة التدوير عبر الخطوات المختلفة وطرح الأسئلة التالية على نفسك:

1- هل حددت المشكلة بشكلٍ صحيح؟

2- هل كانت أهدافي واقعية؟

3- هل هناك حلول أخرى ممكنة؟

4- هل هناك حل أفضل يمكنني اختياره؟

5- هل نفذتها كما هو مخطط لها؟

إذا كنت تتبع هذه الخطوات فقد تجد أنه قد حدث خطأ ما في مكانٍ ما، ثم يمكنك إصلاحه وإعادة المحاولة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى