مقالات وتقارير

قصة قصيرة بعنوان” ثورة الوطن القرية

قصة قصيرة بعنوان” ثورة الوطن القرية” للكاتب لزهر دخان

كتب لزهر دخان

سقطت بجانبه قنبلة يدوية وبجانب صابر أخرى .. تبادلا الغمزات ساكتين .. ثم إتبع اليد اليسرى لصابر . الذي طلب منه التوجه إلى أخر الطريق . ورغم صعوبة المسلك الجبلي المؤدي إلى أقرب قرية تمكنا من الوصول إليها .. تركا خلفهما عشرات من الرفاق في حالة إشتباك مع العدو ..وكما كانت الخطة نفذاها ..أي بمجرد بدأ الإشتباك مع العدو يتم الإنسحاب إلى القرية الشجاعة التي ستبدأ الإستعداد للدفاع عن النفس فور عودة البطلين إليها .هو و صابر من مهامهما قيادة جيش القرية الذي قرر هذه المرة التصدي للعدو بدل الإستسلام له . كان العدو في إشتباكه مع المجاهدين قوياً لهذا قتل منهم ما عدده خمسة. وجرح منهم ما عدده واحد وها هو الأن في الطريق إلى القرية . كانت القرية قد شارفت على إنهاء إستعداداتها الازمة لرد العدو وردعه وتلقينه درساً كافيا يجعله لا يعود إليها كلما جاع جنوده أو شعروا بحاجة إلى التنكيل بالبشر . وفي بداية المساء إندلعت الحرب التي توقعتها القرية طاحنة وتوقعها العدو طعام فاخر له ولجنوده .. وفعلاً ها هي الدبابة السابعة للعدو تتجول في القرية كيفما يحلو لها .. والكل يرفع أيديه فوق رأسه .. ويسلم بيته ويخرج منه ويقف أمامه مستسلماً بعدما سمع نداء جنود العدو .. المطلوب من كل قروي مهزوم الخروج من بيته كي ندينه بالتواطيء ضدنا وحمل السلاح ضدنا . وكان هو من بين من يقفون أمام منازلهم مستعدين لقبول إدانتهم ..ثم محاكمتهم ..وربما يتم رميهم بالرصاص .. في عين المكان . قال له صابر عندما تم رمي مواطنة قروية بالرصاص ..تمت إدانتها بالتوطيء ضد العدو وحمل السلاح ضده . قال له ما رأيك في الإنتحار والأن ومواصلة قتال هذه الدبابات التي إحتلت قريتنا وستقتل منا أكبر عدد ممكن حسب سياستها المعتادة . وكان رده هو الموافقة على أن يتم هذا بضمان إحراق دبابة واحدة في العملية على الأقل . ثم عادا ببطيء شديد إلى منزل صابر وفي نيتهما مواصلة إطلاق النار كي يتشجع الناس على مواصلة القتال من جديد ..ومع أول طلقة من بندقيته ..سمع تكبيرات الأهالي من جديد وسمع معها الزغاريد . واصلا إطلاق النار الذي شجع الناس على التحرك من جديد بغية النيل من إعدامات العدو قبل أن تبدأ . وخرج من خنادق القرية قرابة ثلاثين شاباً كانوا قد إنسحبوا إليها عندما هزمت قريتهم .عندما عم خبر إحتراق ثلاثة آليات مدرعة للعدو شعر العدو خارج القرية بأنه داخلها قد هزم فدخلها بسرعة كي يتمكن من القضاء على من فيها حسب خطة غزوها التي يسير بها من البداية . القرية الأن منتصرة بعدما كانت مهزومة . وهو وصابر قد فهما ما هو العمل الإستشهادي الذي قاما به من أجل قريتهما وتمكنا فعلاً من إنقاضها. وصل العدو إلى داخل القرية وهو منتبه إلى أن القرية تماماً فارغة ولا يوجد فيها أحد .. غير النساء والأطفال والحيونات .فغادرها على الفور سالكاً نفس الطريق التي سلكها رجال القرية . لأنه إستطاع فهم وجهة الرجال عندما عذب بعض السيدات وأخذ أقوالهن . فهم أن أهل صابر في طريقهم إلى أقرب معسكر للعدو كي ينالوا منه في عقر داره بدل إنتظاره في القرية .. ولأن أهل صابر كانوا قد خططوا طويلاً للثورة الشاملة في كل البلاد . هو الأن ومعه صابر يجاهدان على أمل إندلاع ثورة شاملة تحررهم من جور العدو . الذي كاد يلحق بهم لولا أنهم شعروا به فسلكوا طريقاً أخر ..وفي الليل المتأخر عادو إلى قريتهم التي إستقبلتهم بفرح شديد يذهب عنها الحزن والخوف .
بعدما إستراحت قريتهم مدة أسبوع من المعركة الطاحنة بدأت من جديد إستعداداتها للحرب الكبرى أو الثورة الشاملة التي ستخلص القطر كله من الجيش الطاغية .
كان صابر في أخر رحلة له حول المدن والقرى قد تأكد من وجود عشرين قائد معه . كانت مهامهم جمع المال والسلاح والرجال قصد الثورة . وهو فعل نفس الشيء وكانت حصته من الرجال القادة أربعين . ومعهم جيش سعاد وجيش حليم وجيش كمال وجيش طارق . كان الجيش الذي يحلم به هو وصابر جيش كبير كثير القادة ويفخر بصبره عن جيش الطاغية الذي ستقسم ظهره الثورة الصامتة ثم الثورة الشاملة . لقد قرر صابر النيل من العدو بطريقته وهي جمع المال والرجال والسلاح ثم التوجه إلى العدو في ثكناته وإشباعه إهانة في عقر داره حتى يموت هناك ويهزم نتيجة لضربات المجاهدين الموجعة إن شاء الله . وكان له ما طلب عندما وافقه زملائه الثوار الرأي الحكيم الذي يرمي إلى قتل العدو وفي نفس الوقت سلبه السلطة التي تنطلق من ثكناته العسكرية . ورغم أنه واجه معارضة شديدة من قادة عسكرين في قريته والقرى الصديقة ولكنه لم يغير رأيه وواصل بهذا المنهج الذي به قد يمتلك كل ثكنات العدو في يوم واحد ويوفر عن القرى المسكينة ساعات وأيام حرب طويلة قد يموت فيها أكبر عدد ممكن من الناس الأبرياء العزل .
المتهم بالتخطيط للثورة ضد العدو هو الأن بالنسبة للعدو معروف ..والعدو يبحث عنه .. هذا ليس بسبب خيانة في صفوف الثوار . لا طبعا ..ولكن هذا بسبب توقعات العدو العشوائية . حيث من الطبيعي أن تكون هناك ثورة ومن المؤكد أنها ثورة بقائد ومن المتفق عليه هو أن العدو سيستعد لها لهذا كان هو ذكي ومعه صابر ومجموعة الثوار وشرعوا في إرسال رسائل الوهم للعدو على أساس أنه سيضرب ضرباً موجعاً في القرى التي يزورها من أجل التنكيل بها وعلى أساس أن الثورة لا تنوي النيل من ثكناته مباشرة . لا طبعاً هذا ليس في نيتها الأن لأن الأمر سرا ً ..ولكن عندما إندلعت الثورة التي رباها صابر ومعه هو وتبنتها المدن والقرى والوطن . كان للعدو رأي أخر في الرتب العسكرية والخطط العسكرية وظروف المعارك والإعلام الحربي وما شابه ذلك أي السياسة والسجون والأدب والفنون إلخ ..
صابر أصبح بعد الأسبوع العاشر للثورة يمتلك أكثر من نصف ثكنات العدو والعدو أصبح بعد نفس المدة يمتلك من حين لأخر قرية كانت لصابر. ولكن دون جدوى فالعسكري صابر هو العسكري صابر. ومعه هو الرجل الذي قلد صابر في كل شيء .حتى تمكن من البقاء قائداً لثورة الوطن القرية. التي ربحت وأزاحت الجيش الطاغية عن السلطة التي أصبحت الأن ديمقراطية بفضل صابرو سعاد و حليم و كمال و طارق وهو .

قصة قصيرة بعنوان" ثورة الوطن القرية

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى