ثقافة وفن

في ذكراه:الشيخ إبراهيم عبد الفتاح الشعشاعي..القارئ الكبير الذي لم يقلد والده!

في ذكراه:الشيخ إبراهيم عبد الفتاح الشعشاعي..القارئ الكبير الذي لم يقلد والده!

كتب: المستشار/ هشام فاروق عضو شرف نقابة القراء ورئيس محكمة استئناف الإسكندرية.

نادرا ما يكون أبناء القراء على نفس مستوى آبائهم حتى لو تم اعتمادهم في الإذاعة

(خصوصا في هذه الأزمان!) لأنهم يحرصون على تقليد آبائهم ؛ فلا تكون لهم شخصية

مستقلة ولا أسلوب خاص في القراءة ؛ فيصبحون نسخة باهتة من آبائهم! لكنني أشهد

للقارئ الكبير الشيخ إبراهيم الشعشاعي قارئ المسجد الزينبي الأسبق بأنه لم يكن

من هذا الصنف من القراء ، وإنما كان صاحب أسلوب خاص في التلاوة وشخصية قرآنية

مستقلة عن والده القارئ العملاق الشيخ عبد الفتاح الشعشاعي ؛ ولم يكن مقلدا له!

كان له صوت رخيم لا تخطئه الأذن من بين القراء…ولقد اعتمد في الإذاعة والتلفزيون

وقت أن كانت لجان الاختبار فيهما في قمة الدقة والانضباط والتشدد وتضم فطاحل

وأساطين بحيث لم يكن يُسمح بأي واسطة أو مجاملة! ولقد كان الشيخ إبراهيم كبيرا

مثل أبيه ؛ وكان يقرأ بتأن وتؤدة في أحيان حتى لتظن أنه لن ينتقل إلى مقام آخر ؛

ويسرع في قراءته في أحيان أخرى منتقلا من مقام إلى آخر بمنتهى اليسر مع المحافظة المذهلة على مخارج الحروف والألفاظ!

وُلد الشيخ إبراهيم بحي الدرب الأحمر بالقاهرة في عام 1930 وإن كان والده الشيخ

عبدالفتاح الشعشاعي من مواليد قرية شعشاع – مركز أشمون بمحافظة المنوفية غير أنه انتقل إلى القاهرة حيث أقام بحي الدرب الأحمر.

حفظ الشيخ إبراهيم القرآن الكريم في سن مبكرة ودرس علومه وقراءاته ، كما درس

الموسيقى العربية في معهد فؤاد الأول. رحل والده في عام 1962 وبعد وفاته بخمس

سنوات اعتُمد الشيخ إذاعيا في عام 1967. عُين قارئا للسورة بالمسجد الزينبي

(مثلما كان والده من قبل) ، وكان واحدا من قراء الصف الأول في زمانه. أقام الشيخ

في حي شبرا ، وتوفي بعد مرض قصير في 9/6/1992…فرحمه الله وأثابه جزاء ما قدم

لكتاب الله تعالى..

 
 
 
 

 
 
 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى