غير مصنف

فى نص ” لم ياتِ بعد “

رؤية بقلم عبيرصفوت
فى نص ” لم ياتِ بعد ”
للمبدعة / مريم بدر حوامدة

نبذه عن الكاتبة
مَدَى من بين المعطيات التى أثبتت ، على مثاَمرة التاَريخ أن بين الشخصيات دائمٱ نرى تلك الشخصية التى نقول عنها ، إنها خاَرج القالب
الحقيقة أن الكاتبة تميزت بالأستغراق فى بواطن الأحداث ، والغرق فى بحور من الأفعال والتفاصيل ، التى منها يتبين ، مَدي الشعور بالمواطن الفلسطين الذى يعشق بلٱدة ، يتمنى لها الخلاَص
كتابة النص من أكثر الكاتبات التى تشعر بمعنى الوطنية ، تحمل القضية عاتق ثقيل ، يختمر على ناصية الابداع ،تتألم وتتعايش ،حتى نرى فى عيونها المخاض القوى لمعنى مجتمع يمر بأزمة
الأزمة وشعورها بمعنى الأزمة ، هذا ماتميزت بة الكاتبة فى زمرة أحداثها الرائعة التى سنلقى الضوء عليها بعد قليل
اولأ فى بناء القصة
العنوان هو رغبة من شخصية الطفلة ومُنى الأنتظار ، أنة لم ياتِ بعد ، من هو ؟! ذلك الذى ننتظرة أن يأتى ، من أماَ المعنى والكلمة فى نمطية القصيد
الحدث هنا هو فعل يرتكز علية الرغبة الطفولية للخروج من الفكرة التى تقول ، هناك خطاء
الطفولة هنا تتحدث وتقاوم وتحاول أن تثبت حق البنوة أمام الأمومة ، إنما ماحدث أن الأمومة تنكرت وقالت مقهقة ، حبيبتى ليس اليوم
رَبط بين الشخصيات ، كان يختلف من بينهم رد فعل البطلة الصغيرة ، التى جعلت من عدم الإنتباة لما يحدث حولها ، رد فعل المعلمة لها فى نهاية القصة ، كل ذلك هو روح الأزمة .
من هنا نستطيع ان نقول ، أن ديناميكة رد الفعل للبطلة الصغيرة اخذتها فى غياب عن واقع الحراك داخل المناخ الدراسى مما جعلها تتنبة لما تم ، فقررت ان تعطى المعلمة مثل الصديقات ، إنما كان رد الفعل عدم الأكتراث لها
هنا تثير الكاتبة قضية هامة وهى عدم الأكتراث للأبناء ، بل عدم الأكتراث لكل ابناء الجيل ، النموذج فى الطفلة ، الفعل من الراعى ذات أهمية تجاة الطفل ، لأن الفعل هو الذى يقوم ببناء دخائل الطفل ، ويلهمة بقوة حركية ، يتحرك بها بلا وعى ان كان مشتت ، يتحرك بها بثبات أن كان بدون عقدة تجعلة متأثرا من الفعل ، يكون له رد الفعل ببعض التلميحات
الحقيقة ان الكاتبة اخذتنا فى بداية القصة ، بدايتا
من العقدة ،العقدة هنا هى عدم أكتراث الأم لها من البداية وليس دخول الطفلة المدرسة رغم عدم بلوغها السن القانونى
العقدة والأحداث //
تذكرا بالماضى حتى النهاية المتشابهة ، رغم المجهود المضنى الذى كان رد فعل غير طبيعى شعورا بالذنب من خلال الطفلة
الزمان والمكان ، كان لهم تأثير السحر على القصة ، حيث أن العمر الذى يسرد المشكلة ، عمرا متصاعدا فى نمط التربية المنوط لها بخلاف الصحيح ، الشخصية هنا تعترض بحالة الذهول التى انتابتها بعد دخولها الصف الدراسى بسن صغيره
السرد هنا هو حالة من التأثير الفنى الذي يتوقف القارئ عندها بإهتمام ، مما أثار عواطفنا وجعلنا نتعاطف مع هذه الشخصية القوية لطفلة الصغيرة
الوصف هنا //
أخذ بنا من التعنت والتيبس لرد فعل الأم تجاه الطفلة ، إلى نسيج ، جعلنا ننزع عباءة الغضب ونرتدى السكون والطمأنينة ، هذا ما يسمى قدرة اخرى ، استطاعت الكاتبة أن تحول شعور القارئ من الغضب إلى السكينة بالوصف الأملس لطبيعة الغناء ، والمشهد الذى يصور كيفية نزول ماء المطر وتجميعة
تميزت الكاتبة بحروفها ، أن تكون رمزية للحركة والوصف والتشويق ، بل الحركة بين الشخصيات إجابية جدا وبها تنوع
التفاعل الذى عنده نتوقف ، الإختلاف هنا لرد فعل الأب ، خلاف رد فعل الأم التى هى كانت سبب العقدة أو الأزمة
هنا تنوة الكاتبة عن إختلاف الشخصيات ، بين الأم والأب
استفزاز القارئ //
هنا سمة رائعة ، حيث تأخذنا إلى حالة من الغضب ، ثم الهدوء ، ثم الشعور بالندم ، ورد فعلا أيضا لم نكن نتوقعة يؤكد قوة الحبكة وتأصيل العقدة فى مضمون النص
علم النفس هنا//
الاوعى يتحدث بزهولها حين دخلت الصف الدراسى مبكرا
هنا نتحدث عن الفعل لشخصية الطفلة ورد الفعل الذى كان بمثابة صدمة ، أو قنبلة موقوتة ، ممتدة المفعول ، كان لها الأثر والتشتت فى نمط التفاعل بداخل الصف الدراسى ، الذى عندة ذهب عقل البطلة ولم تمارس طقوس المعلمة مع صديقاتها ،مما جعلها منزوية ، حتى حين الأفاقة فلم ترى إلإ المعلمة و رد الفعل هذا ، الذى قال لها ببرود : حبيبتى “بالأمس كان عيد الأم
القدرات العقلية هنا لشخصية الطفلة ، تحاول رغم الاخفاق وعدم التواصل مع المدرسة مثل الصديقات ، إلإ وقدرتها العقلية كان لها التغلب وجلب صُره النقود
الشخصية هنا تحاول ان تصنع لنفسها خروج أمن ، إنما العقدة هنا فرضت نفسها وتوغلت فى العقول وطرحت نفسها بقوة تقول : إنه إلإ اكتراث
الأنماط السلوكية هنا ، كان لها منطق بالكلام ومطبق بالفعل
كان للعقل الواعى نفس التجربة التى قام بها الا وعى فى نطاق التجربة بعد الافاقة من التخطى للفعل
الصراع الديناميكى فى الشخصية والتغلب رغم المحنة ، كان لة دورا هائلا ، يثبت أن الطفولة هى ارادة وصراع وأصرار
فى نطاق الفلسفة //
بين الخطاء والصحيح
، هنا نتحدث عن الحكمة وهى التى مازلنا نبحث عنها بداخل النص ، الحقيقة أن الحكمة هنا ، هى الأشارة لكل ما تمر بة الطفولة من إنتكاسات نفسية ، بسبب الراعى فالأم هنا لم تراعى تلك الأمومة فى أفعال شتى ، ورد الفعل من وراء ذلك ، منغصات حياتية اخذت الشخصية إلى التخبط
الحقيقة هنا غافلة ، لأنها من المفترض ان تكون الأمومة عكس ذلك
الحقيقة متبصرة أيضا لأنها تتحامى بفعل متداول بانماط حقيقة فى مجتمع فية السلوك متغير ورد الفعل معاكس
فى نطاق علم الإجتماع//
التشابه السلوكى فى العنصر ، مضمون الشكل والفعل والطريقة فيهم التشابهة
التشابهة فى الثقافات والأفكار ورد الفعل
الواقع والتكرار لة ، الواقع فى إطار القصة ، رمزية للطفولة ، والتكرار لة هو من الامراض النفسية ، التى تتصف بها الكثير من المجتمعات النسائية
البناء الإجتماعى هنا غير جيد ، فى التعامل الأنثوى تجاة الطفولة ، إنما عكسة والنقيض فى التعامل الذكورى ، هنا تناقض بين الافعال وبين أدورها
ناتج الواقع والعلاقة هو اشهار يتجلى بالقضية الظاهرة فى تأصيل العقدة ، واشهار غير ظاهر فى نمط الأب الذى سعى لأرضاء أبنتة
الحقيقة //
من النادر ، أن نرى نصوص أدبية تأخذنا ، أن نخوض بحروفها ، فى العديد بين العلوم التى تصف بها وتتواصف ، ولها كل التعابير ورد الفعل ، وتمايل الوعى فى كيوننة التمنى واليقظة التى تحاول بها الشخصية أن تتمرد على الواقع ، إنما تقول لها الحقيقة فى الأزمة ، أن هذا العالم به مشكلة قوية متشابهة فى معظم المجتمعات الأنثوية
النص
“لم يأتِ بعد ”
خرجت منذ الصباح الباكر انتظر قدومها ، أخفيت نفسي عند طرف السور الخارجي للمبنى حيث الأشجار العالية و البوابة السوداء الضخمة ، بت أصِّر برغبتى ، وعناد عيناى التى لم تغفُ من الأمس
عندما حضرت هرعت إليها ، وضعت في يدها كل ما بحوزتي من نقود ،
لكنها خذلتني
وابتعدت مقهقة بصوت عالٍ وبرود قائلة : حبيبتي” ليس اليوم ”
* في الحي الهادىء البعيد عن المدينة ، تنحرف بك الطريق الرئيسي المُعَّبد ،حيث يَجثم البيت الصغير كشاهد أَصَمّ ، في النصف الغربي للمزرعة الكبيرة التي يفصلها عن القرية درب ترابي طويل ، تحاذيه بساتين المزروعات الشتوية، تتلاصق الغرفتان الصغيرتان تقابلهما في الناحية سقيفة من الصفيح والأخشاب القديمة مسقوفة بألواح حديدية مائلة كي تسمح للمطر بالانزلاق من الأعلى خلال انابيب ، وقنوات مثبتة على سطحها لتملئ الاوعية والدلاء المحيطة بالجدار بالماء المقطر ،
المسافة التي يقطعها الصغار ذهابا وإيابا للمدرسة كانت شاقة جدا لا سيما الجميع في الصفوف الابتدائية الأولى ،
انتصف الخريف وانتهى تشرين وابتدأ التشرين الآخر
الامطار في بدايتها
دَخَلت غرفة الصف ، ” المعلمة الأم ” المربية ، هكذا نناديها حسب التعليمات في المدرسة ، ترافقها طالبة طويلة القامة ممتلئة القوام ، خِلت لى الرؤية في البداية ، أنها إحدى المعلمات ، لولا تنورة المدرسة القصيرة التي ترتديها ، كانتا تحملان سلة وصفيحة كرتونية فيها مجموعة من العلب المعدنية الصغيرة المغلقة والمزركشة ، وضعتها في خزانة ذات أبواب زجاجية بعد أن كتبت عليها أحرف ورموز لا أعرفها ،لم ادرك حينها ما ذكرت لنا وشرحت الأم بالأمس لم انتبه أساسا لحديثها ، كنت في حالة ذهول للتغير الجذري في حياتي وانضمامي للتعليم رغم عدم بلوغي السن القانوني لذلك ولا سيما اختيار والدتي لهذا المبنى الكبير الجميل الأشبه” بالغستابو “حيث الجدية والصرامة في التربية
اصبح الامر روتينيا ً كل صباح تستلم المعلمة الأم النقود من الفتيات الصغيرات وتضعها في العلب المصطفة في الخزانة ولم ادفع لها فلساً واحداً طيلة الاشهر الطويلة التي مضت ، وكم قلت في نفسي:
ولماذا اعطيها القروش ؟
توالت الايام والشهور تباعا ً حتى منتصف آذار ، وجاء اليوم الذي قامت فيه بفتح العلب وتوزيع النقود على التلميذات حسب الاسم المدون ومقدار ما في العلبة من نقود ، وأشارت اليهن كي يجهزن للذهاب لسوق المدينة
عادت والطالبات الفرحات في نهاية الدوام المدرسي يحملن العديد من العلب المغلفة والأكياس الجميلة الملونة والهدايا ،
غادرت المدرسة باكية والحزن يفتت أوصالي ويلفني بلفيف المسافة
حدثت والدتي عن الأمر ، لكنها لم تبدِ لي اهتمام او تأثير ، واعتبرت ما كان عاديا جداً في خضم اشغالها في المزرعة وهمومها الأخرى
مما أضاف ذلك من حزني وبكائي وانزوائي في فراشي حتى عودة أبي
علم أبى ما جرى لحالي ، ودون أن يستفسر عن فحوى الموضوع ، هبط إلى فراشي ووضع في أحضاني مجموعة دنانير ورقية ، سرعان ما غضبت و قذفت بها خارج الغطاء ، وصرخت :
لا أريدها لا أريدها ، انها لا تنفع ، أريد قروش حديدية كي تقبلها المعلمة الأم
ضحك والدي عاليا واخذ الدنانير وخرج مدة طويلة
عاد منتصف الليل ناولني صرة تحتوي على القروش الكثيرة وكان قد استبدل الدنانير من صديق له يسكن في القرية المجاورة ،
انتظرت الصباح وذهبت باكرا للمدرسة انتظر قدوم معلمتي عند طرف السور الخارجي بجانب البوابة الضخمة لاختفي من عيون التلميذات وترافقني خلسة إلى السوق
وعندما حضرت هرعت إليها والقيت صرة القروش التي لم تحملها يديّ من الثقل
لكنها!!
ضحكت ببرود مستهترة ، وابتعدت قائلة :
” حبيبتي”
بالأمس كان عيد الأم .
مريم حوامدة ،
#محنتي مع الكائنات .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى