محلية

عجائب الزمان! استكبار قارئ القرآن وعدم قبوله النصيحة!

عجائب الزمان! استكبار قارئ القرآن وعدم قبوله النصيحة!

كتب: المستشار/ هشام فاروق

عضو شرف نقابة القراء

ورئيس محكمة استئناف الإسكندرية.

أكثرُ الناس – لجهلهم بدينهم – لا يُحِبُّون

النُصْح ولا الناصِحين ويأنفون مِن النصيحة

خاصة إذا كانت في الدين! ولكن حامِل القرآن

لا ينبغي أن يكون مِثلهم! ذلك أن الله تعالى

وصف أولئك بالمُنافقين الظالِمين المُجْرمين!

وبئس ما وُصِفوا به! فهو يقرأ ذلك آناء الليل

وأطراف النهار ويحفظه عن ظهر قلب! يقول

الحق تبارك وتعالى:”وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا

أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ

عَنْكَ صُدُودًا”(النساء-61) ويقول في

وصفهم:”وَيَقُولُونَ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا

ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُولَئِكَ

بِالْمُؤْمِنِينَ * وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ

بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ”(النور-47؛48)

ثم يقول:”أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ

يَخَافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ

أُولَئِكَ هُمَ الظَّالِمُونَ”(النور-50) ويقول

أيضا:”وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآَيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ

عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى

قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آَذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِنْ

تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى فَلَنْ يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا”

(الكهف-57) ويقول:”وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ

بِآَيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ

مُنْتَقِمُونَ”(السجدة-22) ، ووصفهم بالموتى

والصُمِّ والعُمْيان ، وكرَّر ذلك في كتابه العزيز ،

فقال جلَّ وعلا:”إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلَا تُسْمِعُ

الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ * وَمَا أَنْتَ بِهَادِي

الْعُمْيِ عَنْ ضَلَالَتِهِمْ…”(النمل-80؛81) ، وقال

مُؤكِّدا:”فَإِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ

الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ * وَمَا أَنْتَ بِهَادِ الْعُمْيِ

عَنْ ضَلَالَتِهِمْ…”(الروم-52؛53)! ولقد جمع الله

هؤلاء المُنافقين الظالِمين المُجْرمين إلى

الكافرين في مَعِيَّة واحدة في نار جهنم جميعا

فقال تعالى:”إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ

فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا”(النساء-140) ، ثم يقول في

مَصير هؤلاء يوم القيامة:”إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي

الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا”(النساء-145)

فعارٌ على قارئ القرآن أن يُعْرض عن النصيحة

أو يُهْمِلها فلا ينتفِع ولا يعمل بها! فما بالكم بمَن

لا يقبلها أصلا استكبارا عنها! يقول الله

تعالى:”وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ

فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ”(البقرة-206)

وليَعْلم كُلُّ حامِل لكتاب الله أنه أولى الناس

بقبول النصيحة والعمل بها بل واتباع أحْسَنها!

إذ هو أولى بالبشارة التي يُبَشِّر الله بها عباده

إذ يقرأ قوله تعالى:”فَبَشِّرْ عِبَادِ * الَّذِينَ

يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ

هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُواْ الْأَلْبَابِ”

(الزمر-17؛18) ولأن تلك علامة الإيمان

الأكيدة! يقول الله تعالى:”وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى

تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ”(الذاريات-55)

 

عجائب الزمان! استكبار قارئ القرآن وعدم قبوله النصيحة!
عجائب الزمان! استكبار قارئ القرآن وعدم قبوله النصيحة!
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى