اخبار عالمية

صفقة القرن الجنين الميت حتما

صفقة القرن الجنين الميت حتما
.بقلمي.أ.أيمن حسين السعيد..سورية

نشر موقع رويترز في 23 /4/2019خبرا مفاده: قال جاريد كوشنر كبير

مستشاري البيت الأبيض يوم الثلاثاء أنه سيتم الكشف بعد إنتهاء شهر رمضان

في حزيران/ يونيو عن خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي طال انتظارها

لكسر الجمود من أجل إيجاد حل بين الإسرائيليين والفلسطنيين.

وأدلى كوشنر صهر ترامب وأحد معدي الخطة الرئيسيين بهذه التصريحات خلال

منتدى لمجلة Timeتايم الأميريكية في واشنطن دون الخوض في التفاصيل.

تسعى الإدارة الأميريكية الحالية بشخص ترامب جاهدة لتصفية القضية

الفلسطينية كونها عائقا أمام مخطكاتها للمنطقة وحرصا منها على امن وكيان

دولة اسرائيل وفق رؤيتها إلا أن صفقتها هذه بغض النظر عن تفاصيلها محكوم

عليها بعدم الولادة وفشل العملية حتى ولو كانت قيصرية لأن جنينها بالأصل

ميت فكيف ينعشون جنينا ميتا والروح فقط هي بأمر الله.وذلك للإعتبارات التالية:
أولا: أن الإدارة الأميريكية همشت القضية الفلسطينية تماما وجعلتها أشبه

بصفقة تجارية، وهو سلوك يزيد من تعقيدها، ولا يمكن أن يؤدي إلى حل، وما

عجز عنه دهاقنة السياسة الأمريكية طوال عقود مضت لن ينجح به رئيس

اخرق أرعن أو مستشار غر في السياسة.

ثانيا:قضية فلسطين قضية محورية جوهرية لدى العرب والأمة الإسلامية

وموروثاتها الثقافية تقول وبشكل واضح وجلي لا لبث فيه، لا يمكن التنازل عن

شبر واحد من فلسطين فكيف وهي الأرض المباركة مسرى الرسول وكنيسة

المهد لذلك فلا صفقة ترامب ولا حل الدولتين ولا المبادرة العربية في بيروت

لعام 2002 ولا غيرها من المبادرات قادرة على التنازل عن فلسطين مهما

تنازل وفرط حكام العرب فيها بخنوعهم وبلا أي نتيجة تذكر.
ثالثا:طوال عقود خلت من سعي الغرب لوضع حلول للقضية الفلسطينية وسعيها للحفاظ على كيان دولة اسرائيل المزعوم.
باعتباره قاعدة متقدمة في جسد الأمة العربية وخنجرا مسموما في خاصرته

ا إلا أن تلك الحلول دائما كانت تصطدم بتعنت الحكومات الإسرائيلية وصلفها

وتجبرها وتكبرها وتعنتها حتى عن التنازل عن الأرض مقابل السلام وأقصد

الجولان والضفة الغربية وغزة وما احتل من اراض اردنية هي مؤجرة لها بحسب

اتفاق بينها وبين الحكومة الأردنية(اتفاق وادي عربة) لأن قادة الحكومات

الإسرائيلية يرون الواقع الراهن والحالي أفضل لهم في ظل انبطاح معظم وتآمر

الحكام العرب وخاصة الخليجيين على القضية الفلسطينية وتفريطهم بها فلا

يقبلون بأي حل مهما كان شكله أو اسمه ولما حاول رابين المضي بعملية

السلام مقابل الأرض وكان سيعيد الجولان السورية وباقي الأراضي المحتلة

 

لعام 1967 كان مصيره القتل بالإضافة إلا ان الشارع الإسرائيلي أصبح أكثر يمينية وتشددا وتطرفا.

اسرائيل لم تتعداهم إلى الشعوب وبقيت الشعوب تتطلع إلى حقيقة واقعية

وليست وهمية أو فانتازيا سياسية أن فلسطين أرض عربية محتلة وأن اتفاقيات

كامب ديفيد وأوسلو ووادي عربة لم تستطع تسويق كيان اسرائيل كدولة وكيان وعليه مهما كانت نتائج صفقة القرن هذه فلن تغير من الواقع شيئا ولن يستطيع

ترامب أن يحدث فجوة في التاريخ والجغرافيا والثقافة التي تزداد يوما بعد يوم

بفعل المقاومة الإسلامية وقدرتها على تصنيع صواريخ محلية قابلة للتطوير

وتدك بها هذا الكيان الذي يفر شعبه كالجرذان إلى الملاجيء خوفا ورعبا، لن

يستطيع ترامب مع تنامي الوعي والمقاومة واستحضارها لفلسطين ضد عمالة

سلمان وبن زايد وغيرهم بإذن الله ففلسطين حاضرة في وجدان وثقافة جميع

الشعوب العربية وبناء على ذلك فصفقة ترامب محكوم عليها بالفشل هذا إن لم

تولد ميتة بالأصل ومع ذلك ورغم كل الإعتبارات سالفة الذكر فإنه لا يسقط عن

كاهل الأمة العربية قوادا وشعوبا واجب التحرك لإفشال هذه الصفقة التي

ستفتت دولهم إلى دويلات طائفية من أجل خاطر وعيون إسرائيل كونها دولة

يهودية وتطالب بالاعتراف بها من الجميع كدولة يهودية وقد اعترف بها كدولة يهودية سرا وعلنا بعض القادة العرب الذين لا شرف لهم ولت ذمة ولا ضمير

وسيحاسبون إن عاجلا أو آجلا دنيويا أو في الآخرة لخيانتهم الأمانة الملقاة ع

لى عاتقهم بما يخص فلسطين وكذلك شعوبهم. كما لا يسقط من جيوشها

ومقاومتها واجب التحرك لتحرير فلسطين كاملة من رجس الغاصبين.

بقلمي: أ.أيمن حسين السعيد. الجمهورية العربية السورية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى