اخبار عالمية

رغم الملء .. إثيوبيا لم تسحب أي مياه من النيل

كتب : سيد يمني

بالرغم من إتمام المرحلة الأولى من ملء السد، لم تسحب إثيوبيا أي مياه من النيل حتى الآن، لكنها ببساطة لم تسمح بمرور مياه الأمطار، بحسب أنتجي ديخانز، مراسلة شبكة إي آر دي الألمانية في نيروبي، التي قالت لإذاعة دويتشلاند فونك الألمانية، إنَّ إثيوبيا فضّلت تخزين المياه في موسم الأمطار، نظرًا لأنَّ السد حاليًا في مرحلة البناء، وكان يجب ممارسة ضغط معين على جدرانه.

وأضافت ديخانز: «هذا يعني أنه حتى الآن لم تسحب إثيوبيا أي مياه من النيل، لكنها ببساطة لم تسمح بمرور مياه الأمطار».

واستطردت مراسلة شبكة إي آر دي الألمانية أنَّ مصر ردّت بعد ذلك بسخط وتأكدت إثيوبيا من أنَّ واشنطن تقف بجوار القاهرة بعد قطعها إعانات مالية كنوع من الإشارات السياسية التحذيرية، لكن تأثير هذه العقوبة في الواقع لم يتضح بعد.

وأشارت إلى أنَّ الخبراء يعتقدون أنَّ هذا النهج الأمريكي تجاه إثيوبيا قد يأتي بنتائج عكسية لأنه يضغط عليها، مما قد يجعل البلاد أقل استعدادًا لتقديم تنازلات في المستقبل.

واقتبست الإذاعة الألمانية قول ملس زيناوي، رئيس الوزراء الإثيوبي الأسبق: «إذا تمَّ بناء السدود في إثيوبيا، فسيظل مستوى النيل ثابتًا على مدار السنة، ولن يكون هناك فيضانات في الصيف ولا جفاف خلال موسم الجفاف».

وتابع التقرير: «هناك معاهدات عمرها أكثر من مائة عام تنظم كيفية استخدام مياه النيل، وفي هذه المعاهدات، كانت مصر مفضلة لأن هذا يتوافق مع ميزان القوى في ذلك الوقت».

وتنص هذه المعاهدات، على سبيل المثال، على أنه لا يُسمح لإثيوبيا ودول أخرى على النيل الأزرق أو الأبيض ببناء أي سدود دون موافقة مصر، ومع ذلك، نظرًا لأن هذه المعاهدات تعود إلى العصور الاستعمارية ، فإن معظم البلدان لم تعد تشعر بأنها ملزمة بها، باستثناء مصر، هي التي تصر فقط على أن هذه المعاهدات لا تزال سارية.

وحول فيضانات السودان، ترى إثيوبيا أن سد النهضة يمكن أن يمنع مثل هذه الفيضانات في المستقبل، وفي بداية البناء في عام 2011، برر رئيس الوزراء آنذاك ميليس زيناوي بالقول إن الدول المجاورة يمكن أن تستفيد أيضًا من هذا المشروع، وبذلك ترى أديس أبابا أنه وضع يربح فيه الجميع.

الإذاعة الألمانية نوهت بأن بناء سد النهضة كان بسبب عدم حصول ثلثي الإثيوبيين على كهرباء، لكن الدول المجاورة قلقة بشأن إمدادات المياه، وهذا أدى إلى تصاعد الخلاف.

وفي أغسطس الماضي، احتفل سكان أديس أبابا بملء المرحلة الأولى من السد على أمل ألا يضطروا قريبًا إلى إعداد طعامهم بالفحم.

  وأوضح التقرير أن إتمام بناء سد النهضة الإثيوبي في عام 2022 يعد بالفعل بإحياء إثيوبيا، لأنه يمكنه استيعاب 74 مليار متر مكعب من المياه، وبذلك يمكن أن تنتج محطة الطاقة الكهرومائية المتصلة به 6 آلاف ميجا واط من الكهرباء سنويًا، وبالتالي فإن كلا من السد ومحطة الطاقة هما الأكبر في القارة الأفريقية.

وعلى الرغم من أن الكهرباء المولدة يمكن أن تفيد السودان أيضًا، حسب الرأي الإثيوبي، إلا أن الدولة الأفريقية تحتج على المشروع، لأنه في السنوات القادمة عندما يمتلئ الخزان ستصل كمية أقل من المياه إليها وإلى مصر المجاورة لها، ونتيجة لذلك، هناك قلق متزايد بشأن إمدادات المياه الخاصة بهما.

واستمرت المفاوضات منذ شهور للتوصل إلى حل بشأن كمية المياه المسموحة لإثيوبيا وكم ستسمح للدول المجاورة، لكن حتى الآن، لم يتم التوصل إلى اتفاق ولم تنجح المحادثات إلى حد كبير.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى