غير مصنف

دور الإعلام في مكافحة الفساد

دور الإعلام في مكافحة الفساد
بغداد : شريف هاشم
يلعب الإعلام دوراً أساسياً في مكافحة الفساد والتصدي لهذه الظاهرة التي باتت منتشرة في مجتمعاتنا من خلال ما يقوم به من وظيفة كشف المستور كون الفساد يحدث بالخفاء ، فالمفسد بطبيعة الحال لا يستطيع ارتكاب جرائمه على الملأ ومهمة الإعلام هي إظهار الحقيقة وكشف ما يحدث بالخفاء ، وان وسائل الإعلام (المقروءة والمسموعة والمرئية) بوصفها تمثل السلطة الرابعة وبالتالي فهي تشكل سلطة شعبية تعبر عن ضمير المجتمع وتحافظ على مصالحه الوطنية وبذلك تقع عليها مسؤولية كبرى في مكافحة الفساد والتصدي لهذه الظاهرة الخطيرة والتي لابد في سبيل تحقيق هذه الغاية أن تتحلى بالموضوعية وحس المسؤولية لترصد وتكشف وتتابع أية مخالفات وممارسات فاسدة ، بعيداً عن التشهير والتحيز ، ولا يخفى علينا القدرة التأثيرية لوسائل الإعلام على المجتمع وبالتالي هذا يعطيها أهمية خاصة في قدرتها على التصدي للفساد ومحاربة المفسدين كون الإعلام يتوجه مباشرة لأفراد المجتمع للوصول إلى مجتمع خالي من الفساد.
ولابد أن تمارس وظيفتها الرقابية في مواجهة أي خروج عن القانون أو أي خرق للقوانين أو أي توظيف شخصي للقانون يؤدي مصالح شخصية للمفسدين ، وتكون عيون الإعلام متيقظة لأي شبهة فساد.
دور وسائل الإعلام في محاربة الفساد :
بعد أن بينا تأثير الإعلام على أفراد المجتمع يتضح لنا قوة وخطورة الدور الذي تلعبه وسائل الإعلام في محاربة الفساد والتصدي له وتلعب دورها في مكافحة الفساد على النحو الآتي:
1 – نشر الوعي الوقائي والأخلاقي بين أفراد المجتمع بالتعاون مع هيئة مكافحة الفساد.
2- تنظيم حملات توعية للرأي العام لدعم مكافحة الفساد.
3- نشر الدراسات المتخصصة بهذه الظاهرة.
4- تسليط الضوء على مشكلات الجهاز الحكومي.
5- كشف معوقات تحسين الأداء المؤسسي الحكومي .
6- متابعة الندوات والمؤتمرات التي تختص بموضوع الفساد ونشر التقارير عنها وإعطاءها أهمية خاصة .
7- متابعة الإجراءات الحكومية الخاصة بمحاربة الفساد .
8- نشر تجارب الشعوب الأخرى التي نجحت بالحد من هذه الظاهرة ومحاولة تسليط الضوء عليها .
9- المتابعة الجديـة لقضايا الفساد المثارة وتتبعها للوصول إلى حل نهائي لها.
10- التوعية بأهمية تحقيق الإصلاح الإداري والحاجة للإصلاح وبيان ضرورة تكاتف الجميع للوصول للإصلاح الإداري المنشود .
11- الشفافية في كشف كل ممارسات الإدارات الفاشلة وإثارة قضايا الفساد وايلاءها الأهمية القصوى بوضعها على سلم أولوياتها واعتبارها من الأهداف الأساسية للإعلام.
إن مثل هذا الجهد يحتاج من الإعلامي إلى:
1- عدم المحاباة أو الخوف من الجهات المتنفذة.
2- استخدام طرق ووسائل جديدة في محاربة الفساد وعدم التراخي في متابعة قضايا الفساد.
3- إيمان الإعلامي برسالته الإعلامية وأن يكون صاحب مبدأ لا يتنازل عنه أبداً وتحمل الضغوطات التي قد يتعرض لها الإعلامي للتخلي عن قضيته.
كما ويتطلب من المؤسسات الصحافية تنظيم دورات تدريبية وتأهيلية في الصحافة الاستقصائية في مواضيع الفساد وطرق وأساليب كشف جرائم الفساد للعاملين بها من أجل تطوير قدراتهم وإثراء معلوماتهم وأن يكون على قدر لمواجهة المفسدين لاسيما أن المفسدون أناس متخصصون فالمفسد غالباً ما يكون على معرفة واسعة.
كما يتطلب من الجهات الحكومية التعاون الكامل مع وسائل الإعلام وعدم إخفاء المعلومات اللازمة عن الإعلاميين من قبل المؤسسات العاملة .
ويتطلب من الدولة ضمان حرية الإعلام والحق في الحصول على المعلومة الذي يعتبر من الأمور الضرورية لمكافحة الفساد مما يفتح المجال واسعاً أمام الإعلام في ممارسة دوره عن طريق الالتزام بالموضوعية في تقديم المعلومات .
العقبات التي تواجه وسائل الإعلام:
-عدم اكتراث الجمهور وعدم متابعة وسائل الإعلام للقضية المطروحة .
-عدم الاعتماد في بعض الأحيان على مصادر معلومات موثقة واقتصارها بالاعتماد على تناقل المعلومات مما يؤدي لعدم مصداقية بعض وسائل الإعلام كذلك مبالغة من قبل بعض وسائل الإعلام في نقل الحقائق.
-عدم التنسيق بين المؤسسات الرسمية وأجهزة الإعلام : إذ لو كان هنالك تنسيق لتمكنا من القضاء التام على تلك الظاهرة ، حيث يواجه الإعلاميين عدم التعاون من بعض كبار الموظفين كونها تتعارض والمصالح الشخصية للموظف الفاسد ومن هنا تحدث الصدامات مع وسائل الإعلام .
-عدم التنسيق بين أجهزة الإعلام : فبعض الجهات الإعلامية هدفها جذب أكبر عدد من الجمهور إليها وتحقيق مصالح خاصة وليس القضاء على الفساد فكل يهمه مصلحته وليس المصلحة الكبرى الهادفة لمحاربة الفساد والقضاء عليه.
-سوء اختيار نوعية وسائل الإعلام : حيث هناك وسائل إعلام أهدافها رخيصة ومصالحها شخصية بحتة تؤثر على المتلقي من الجمهور مما يدفعه إلى التشكيك في صدق بقية وسائل الإعلام .
-ﻋﺩﻡ ﻭﺠﻭﺩ ﺩﻭﺭ ﺇﻋﻼﻤﻲ ﺤﻘﻴﻘﻲ ﻟﺘﻭﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﻭﺍﻁﻥ ﺒﺨﻁﻭﺭﺓ قضايا ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﻭﻜﻴﻑ ﻴﻤﻜـﻥ مواجهة الفساد والتصدي له.
خـلاصة:
فالإعلام إذا توجه وجهة صحيحة وإذا كان الإعلاميين أصحاب رسالة ومبدأ يكون أحد الوسائل المهمة لمكافحة الفساد والقضاء عليه ويكون مرآة صادقة تعكس الحقيقة ويكون بمثابة ضمير حي للشعب إذ أنه يتوجه لأفراد المجتمع مباشرة كما يساهم بشكل ايجابي بتطهير المجتمع من بعض المعتقدات السلبية الراسخة في أذهان بعض الناس .
فمن خلال إعلام صادق نزيه مهمته كشف الحقائق قد نتمكن من القضاء على الفساد والوصول إلى مجتمع ينبذ الفساد ويحاربه ويعتبر أي فعل فساد فعل إجرامي يتوجب العقاب .
ان الاعلام قد يقوم بدوره وعمله ولكن في النهاية ينصدم بالواقع بسبب طبيعة نظام البلد في تأثيرات الأحزاب والشخصيات فتغلق القضية ولا تكون هناك نتائج في التحقيقات للأسف .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى