مقالات وتقارير

حابى بقلم / أشرف فوزى المستشار الامنى للجريدة

حابى

بقلم / أشرف فوزى المستشار الامنى للجريدة

نهر النيل تطور نتيجة للاتصالات المتبادلة بين عدد من

الاحواض والانهار المنفصلة, فالنيل معروف بانه مر بالعديد من

التغيرات منذ ان بدأ بحفر مجراه في أواخر عصر الميسونين.

اتخذ النيل شكله الحالي منذ 10 الف سنه فقط اثناء الحقبة

الرطبة التي سادت افريفيا بعد انحسار الحقبة الجليدية الأخيرة.

تعتبر نهر النيل من أطول أنهار العالم إذ يقطع مسافة حوالي

6671كم، وهو نهر عابر يمر بعدّة دول جميعها لها شراكه في

مائه، وخلال مرحلة قطعه لهذه المسافات يمر هذا النهر ببيئاتٍ

جافّة، ولولا أنّ منابعه غنيّة بالأمطار صيفاً وشتاءً لإنخفض

منسوب المياه فيه وقلّت أهميته. يجتمع نهر النيل في عاصمة

السودان، الخرطوم ويتكون من رافدين رئيسيين يقومان

بتغذيته وهما: النيل الأبيض من هضبة البحيرات (بحيرة

فكتوريا)، و”النيل الأزرق” من إثيوبيا بحيرة (تانا )

يمر نهر النيل بتسع دول إفريقية هي مصر والسودان واوغندا

والكنغو وتنزانيا وروندا وكينيا وإثيوبيا

 تقع منابع نهر النيل في هضبة البحيرات في أوغندا، وتنزانيا،

وبرواندي، وهي بحيرات فيكتوريا، وألبرت واد وارت ضمن

الدائرة الاستوائية التي يسودها أمطار دائمة وغزيرة على مدار

العام ممّا وفر للنهر مصدر مياه دائم. وبعد خروج النهر من

الدائرة الاستوائية تتناقص كميات الأمطار إذ ينتقل إلى بيئات

ذات أمطار صيفية. لنهر النيل أهمية كبيرة منذ القدم،

يرجع الفضل لنهر النيل لوجود مصر القديمة، حيث كانت تعتمد

على النيل في توفير المياه، بسبب قلّة أمطارها.

تُعدّ الفيضانات المصاحبة لسيل النيل بسبب الأمطار الصيفية

الثقيلة في إثيوبيا هي سبب خصوبة التربة في أحواض النيل.

ساعد وجود نهر النيل على ازدهار التجارة في القدم، حيث كان

النيل أسهل وأسرع وسيلة للسفر من مكان إلى آخر

يعتمد الصيادون عليه من ناحية الثروة السمكية؛ إذ يضم أنواعاً

متعددة من الأسماك.

توليد الطاقة الكهربائية من خلال بناء السدود.

[فقد أدى ازدياد عدد البشر الذين يعيشون في واديه الى تلوثه

واستنفاد مياهه، بينما يهدد التغير المناخي بازالته بالمرة

ويخشى كثيرون من ان التنافس حول مياه النيل المتضائلة قد

يؤدي الى اندلاع نزاعات اقليمية بين الدول

يُعرف أنّ لنهر النيل دوراً بارزاً في نشوء الحضارة المصريّة

القديمة، فهو شريان الحياة المصريّة، فقد عرّف المؤرخ اليونانيّ

هيرودوت مصر بقوله (مصر هبة النيل)، لذلك نجده أنّه من أهمّ

ركائز تلك الحضارة التي سُميّت نسبةً له بحضارة وادي النّيل،

والتي قامت على ضفافه وحول مجراه، فكانت مصر القديمة

تشمل اثنين وأربعين إقليماً، منها عشرين إقليماً في المنطقة

الشّمالية، وقد شكلّت مملكة مصر السّفلى واثنان وعشرون منها

في المنطقة الجنوبيّة التي شكلّت مملكة مصر العليا، إلى أن تمّ

توحيد المملكتين عام أربعة آلاف قبل الميلاد على يد الملك

الفرعوني مينا.

قدّس المصريّون القدماء نهر النيل وعبدوه، وأسموا فيضانه

بالإله (حابي) لأنّه أساس وجودهم، فمنه استمدّوا التنظيم في

مرافق حياتهم، فقد تعلّموا حساب الأيّام والسّنين وقسّموا

فصول السّنة، كم ساهم في بناء طرائق تفكيرهم، وتكيّفهم مع

محيطهم، والبحث عن الحلول في درء خطر فيضانه العظيم،

والمخطوطات القديمة المصريّة حافلة بأساطير وقصص عن نهر

النّيل الذي هو رمز الحياة والخصب والتّنقل، وخير مصر الوفير،

وتقول إحدى النصوص: (من يلوّث ماء النيل، سيصيبه غضب

الآلهة).ولقد لقّب المصريون القدماء هذا النهر بعدّة ألقاب منها:

ربّ الأسماك، وواهب الحياة، وجالب الخيرات، وخالق الكائنات،

وربّ الرّزق العظيم، كما ارتبط النهر بمفاهيم العالم الآخر لديهم،

فكانوا يتركون المراكب والشّباك، وأدوات الصيد الخاصّة

بالمتوفي في المقابر، وفي الوقت نفسه كانوا يكتبون في

سجلّات من يتوفى منهم ما إذا كان قد احتجز مياه النيل في حياته أو لوثه

ازدهرت الزراعة حول نهر النيل خصوصاً في منطقة الدلتا ذات

التّربة الخصبة، والتي تكوّنت بفعل التقاء روافد النيل، مما أدّى

لتراكم طبقات من التّربة الغرينيّة على ضفافه، الأمر الذي تنبّه

له المصريون وعرفوا فوائده فاستغلوه في الزراعة، وقد كانوا

ينتظرون الفيضان الكبير الذي كان يحدث مرّة في العام،

وسجّلوا أيّامه وراقبوا منسوب مياهه من حيث الارتفاع

والانخفاض الذي ارتبطت فيه قيمة الضّرائب التي كانت تُجبى

من المزارعين، فحين كانت تُغطّى حقولهم بالمياه والطمي كان

يبدأ موسمهم الزّراعي، فبنوا السّدود حوله وحفروا التِرَع من

أجل الرّي، كالّترعة الطويلة التي كانت تُستجَر منها مياه النّهر

إلى منطقة الفيوم، والمعروفة باسم (بحر يوسف)، وقد عرفوا

الشادوف واستخدموه لنقل مياه النيل وريّ أراضي المناطق

البعيدة، فكان قدماء المصريين أفضل شعوب الأرض تكيفاً

واستغلالاً لمقدراتهم البيئيّة.

اوللأسف فإن نهر النيل يزداد تلوثاً مع الزمن، فى غياب تنفيذ

جاد للقوانين، ومن أهم مصادر تلوث مياه النيل:

1- النفايات الصناعية: وتعتبر نفايات المصانع ومخلفاتها، من

أخطر مصادر تلوث المياه على الإطلاق، فهذه المركبات فى

الغالب تكون سامةً جداً وتقتل الحياة السمكية وتلوث المياه

2- مخلفات المصانع: تؤدى مخلفات المصانع، إلى قتل البكتيريا

التى تقوم بتنقية المياه عن طريق تحليل الرواسب، وتسمم

الثروة السمكية، وبالتالى تسمم الإنسان الذى يتغذى على تلك

الأسماك.

3- المخلفات الزراعة: ومنها رواسب الأسمدة والمبيدات

الكيميائية التى تستخدم بكثرة فى المحاصيل الزراعية.

4- الحيوانات والأسماك النافقة: يقوم العديد من مربى الأسماك

بالتخلص من اسماكهم النافقة عن طريق إلقائها على جوانب

الطرقات، أو فى مياه نهر النيل والترع الرئيسية والفرعية، الأمر

الذى ينذر بكارثة بيئية جديدة، إلى جانب الأسماك النافقة

نتيجة تلوث المياه.

5- بقع الزيت ومياه الصرف: تعتبر تسريب بقع الزيت فى نهر

النيل من أخطر الملوثات التى تؤدى على الفور إلى نفوق كميات

كبيرة من الأسماك وتلويث مياه الشرب.

 أن مياه الصرف الصحى، تمثل الخطورة الأكبر على نهر

، إنه لم يعد هناك وقت، لترك مياه النيل تتعرض للتلوث ويتم

هدرها، بشكل مستمر، خاصة أن العالم كله مقبل على فقر مائى،

ومصر بالأخص.

 ضرورة الإسراع فى إصدار قانون موحد لنهر النيل، أن النيل

هو شريان الحياة فى مصر، ومن ثم يجب حمايته

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى