مقالات وتقارير

بداية التلوث المرئي

بداية التلوث المرئي
بقلم أ.د/منى فتحى حامد

من أول الصباح إلتقيت بصورة لوجهها و هي تلقب نفسها بالملكة ، ترسم بملامح شفتيها

شكلاً لابتسامة البطة ، تعجبت و اندهشت ألهذه الدرجة ، انحلالا فكريا و ثقافيا و بصرياً

من أمس للغد و بينهما اليوم الحالى المطلق عليه « انهاردة »…

و الكل مصفقاً لها و متبادلاً معها الإعجابات و التهانى و عبارات المدح و المجاملة…


فأخذنى الفضول لمعرفة تلك سمات الشخصية ، وجدتها من بيئة ثقافية و اجتماعية

منحدرة ، لا تمت للعولمة و الماضى و التقاليد و الإنفتاحية بأي صلة ، جائت بها إلينا امرأة لها وَجهَة اجتماعية و كلمة ، تساءلت نفسي فلماذا أتت بها ؟
بعدما أثار فضولى الإستنكار و الدهشة ….
و كان الوصول للإجابة ليس به أي صعوبة ، بل ترادفات لمعاني و مفاهيم ضالة و غائبة …
حرباً علينا يا سادة لقتل الفكر و العلم و إنارة الفن و الإبداع و التحلى بالنبوغ و الموهبة

و الفطرة ،


فتلك الملقبة بالملكة ، ماقتةً للقراءة و القلم و الورقة ، محرابها المال الوفير مع الأكثر

جهلاً و صمتاً ، فبالمال تنال الرفعة و الدرجة لتظهر بصورة الرقي أمام المجتمع، مليكة

للجمال و للصفوة ، ما تهتم بتخريب ذوات العقول المشاهدة للكاميرا ، لا تتفادى أخطاءً لُغوية أو تصحيحاً للأساليب و المعاملة ..


كل ما تهتم به المظهر الخارجى جيداً ، فمن هذا تنال الترحيب وتلقى الدعوات لأى مناسبة…..


واأسفاه على ظهوركِ يا تلك المرأة ، فلن أهاب أن أُمثلكِ بالتلوث السمعى و البصري

تعليماً و مشاهدة ، فكل ما تمتلكينه لغيركِ هو التقليد و المراقبة حتى تصلين لأهدافك المرجوة …


لكنك صدقاً أدخلتِ ذاتكِ بالمصيدة ، من بداية الضحى للظهيرة حتى المساء ،

للفكر و المحور هامشية باهتة ، ما بكِ ابداعا أو أى مهارة …


فللوصول لمقصورتي الملائكية ، لابد أن تتحلين بتاج التعليم و أكاليل الثقافة ،

بقناديل الرقي و بشموع البساطة ، التواصل قديماً و حديثاً مع الممارسة و التهيئة

و المتابعة و التطرق للتربية للمقارنة ، فبكل هذا نستمد النجاح و الإزدهار

و مزيداً من التميز و المكافأة …
وقتها تتميزين حقاً بأن تلقبين بالملكة أيتها الحالة البدائية….

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى