ثقافة وفن

النجمة والمتابعين – قصة قصيرة

كتب / محمود عمرون


اعدت بث مباشر، على فيسبوك كانت قد اعلنت عنه
ستة الاف متابع واكثر، فى طريقها للنجومية
تذكرت البداية، احداهن اخبرتها على موقع رشق المتابعين
«موقع يقوم بعمل متابعات عشوائية، بهدف تقوية الحسابات»
«سوف تكونين نجمة مشهورة، ولك متابعين»
عملت بجد، لمدة عامين، سبع ساعات يوميا
اصبح الان لديها متابعين من كل العالم
ماذا تريد اكثر
تناولت رشفة من مشروبها، وهى تتابع التعليقات
«بحبكم كلكم»
التعليقات تتوالي، كل عشرة ثوان و اقل، انتظروا قليلا، لا يمكنني المتابعة
كانت قد رصدت للبث ثلاثين نقطة، تسارع اللصوص للحصول عليها والغاء تفاعلهم!
النجمة لا تشعر بذلك، فالعداد مستمر للاعلى، عملت بجهد اكبر لضمان نقاط اضافية لتغطيه البث
تكاليف الانتاج، والشهرة!
فوتوسيشن القادم سوف يكون على البحر
سوف تحصد اضعاف هذا العدد
السينما قريبة، تشعر بمتابعة اهل الفن
لم يتصلوا بعد، لكن تشعر بان ذلك قريب
سوف تشترى فيلا، فى بيفرلى هيلز
وسيارة اخر موديل و مجوهرات
وبودى جارد وسيمين
تراجعت فى مقعدها، صوت امها من المطبخ
«تعالي ساعديني»!
انا اصعد سلم المجد، سوف تعرفون قيمتي غدا
اوشك البث ان ينتهى، دخل هذا الشاب الحاقد، قامت بحظره مرتين
كل مرة ياتي من حساب مختلف
يحاول احباطها
«اخبارك يا نجمة»
فكرت فى تجاهله، الا ان صورتها فى اعين المتابعين سوف تهتز
لن تسمح له
«انا بخير»
قفزت لتعليق اخر فى اخر القائمة، وعدت صاحبه بصورة شخصية
المتستفز جاء هنا، كتب: يا نجمة
ملعون ابوك، ماذا تريد
ضحك، النجمة فقدت اعصابها
تماسكت، اخرج من صفحتي
– لا استطيع، احدهم اغلق الباب
خمسة تفاعلوا باضحكني فى الدقيقة الاولى على التعليق
وهى تراقب في غيظ
ارسلت اليه خاص، تشتمه
عاد للبث المباشر يستفزها
النقاط تتناقص، مصاصوا الدم ينتزعون النقاط بسرعة البرق
وصلت النقاط للصفر فتوقفت الاشعارات
هذا الولد هكر حسابي
ظلت تبكي حتى الصباح!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى