الأخبارصحة

المواطن العالمي و أهداف" التنمية المستدامة" 

 

المواطن العالمي و أهداف” التنمية المستدامة”

د. مها أباظة تكتب

قد يخطيء الكثير في تعريف المواطنة بأنها حب الوطن في حين أن المواطنة هي علاقة تبادلية بين الوطن و المواطن و التي يتحدد بموجبها عدة أمور من الحقوق و الواجبات بينهما، و ذلك الشعور القوي بالانتماء و الوطنية لن يحدث إلا بعد معالجة الأسباب الجذرية التي تؤرق المواطن بشكل قطعي و من منظور شامل.. لكن هذا المصطلح الجديد الذي نجده يتداول في بعض الدول المتقدمة و خاصة الولايات المتحدة الأمريكية و هو “المواطن العالمي” فهل ندرك معناه؟

إن الهدف المبدئي لتعليم المواطنة العالمية هو التربية الفكرية و الثقافية للجميع و الإحساس بالإنتماء للإنسانية بأكملها ، ومساعدة الدارسين على أن يصبحوا مسؤولين ومواطنين عالميين فاعلين لتولي أهداف حيوية لمجابهة وحل التحديات العالمية، وأن يصبح كل فرد في وطنه مشارك فعال على مستوى عالمي و جعله في حالة استدامة وهو نوع من التعلم المدني الذي يتيح للأفراد المشاركة في المشاريع والتصدي للقضايا العالمية ذات الطبيعة الإجتماعية، أو السياسية، أو الإقتصادية، أو البيئية.

أشارت أول مبادرة تعليم عالمي للأمم المتحدة أنه ” ليس الغرض من التعليم هو تخريج أفراد قادرين على القراءة، والكتابة، لكن التعليم يجب أن يتطلع بدوره المركزي لمساعدة الأفراد على العيش في مجتمعات آمنة تسودها العدالة .” ووفقاً للأمم المتحدة، يوفر تعليم المواطنة العالمية، فهم ومهارت تساعدهم في حل التحديات الفكرية في القرن ال 21 ، والتي تشمل التغير المناخي، والصراع، والفقر، والمجاعة، وقضايا المساواة والإستدامة.

يقود عمل اليونسكو في هذا الحقل أجندة التعليم 2030م ، وهو الهدف 4.7 من أهداف التنمية المستدامة(أهداف التنمية المستدامة حول التعليم)، والتي تناشد الدول التأكد من أن كل الدارسين قد تم تزويدهم بالمعرفة والمهارات لتطوير التنمية المستدامة لديهم ضمن أهداف أخرى مثل : استدامة التعليم ، وحقوق الإنسان ، و حماية التنوع الثقافي، و ثقافة السلام و نبذ العنف.

وفقًا لنظرية” جون كوفمان” يمكن لأيًا كان أن يجيد مهارة ما طالما أنّه يحبها ويرغب بتعلمها بعد عشرين ساعة من التدريب المكثف المخطط له جيدًا”، لكننا في هذا المقال نركز على العالمية وليس مجرد إجادة ممارسة المعرفة وهذا هو تحديدًا ما قضى جون عقودًا سعيًا وراء معرفته، سنوات وهو يحقق ليعرف دور الجهد والممارسة والمعرفة في صناعة أفضل الأشخاص على اختلاف مجالات تميزهم، لذلك كان لابد أن نلقي الضوء حول سعي الدول المتقدمة إلى تطور الإنسان فكريا كتكليف و تدريب و هذا سيؤدي بدوره إلى العالمية و المشاركة في المحافل الدولية ليصبحون في مصاف الدول المتقدمة.. و يبقى التساؤل : متى نتقدم مثل تلك الدول؟ الإجابة واضحة : ليس أمامنا سوى العمل و التثقيف و نقل الخبرات و التجارب الناجحة للأجيال القادمة للاستفادة منها و التعلم من سلبياتها ، و أن يكون هدفنا الحقيقي هو الوطن ثم الوطن ثم الوطن و ليس المصالح الشخصية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى