مقالات وتقارير

المرأة .. العمل .. الحرية

كتب دكتور فوزي الحبال
بالامس القريب تحدثت في مقالي الاخير عن المرأة والبيت واليوم عن المرأة والعمل والحرية وفقدان هيبتها ، اصبحت النساء تعتقد ان سندها في الحياه هو شغلها ودراستها وليس زوجها قبله اهلها .
قال الدكتور مصطفى محمود زمان لم تكن المرأة في حاجة إلى أي مجهود لاجتذاب الرجل ، فهو دائما مجذوب من تلقاء نفسه ، كان مجذوبا و يتلصص وراءها من ثقوب الأبواب ومن ثقوب البراقع ، ويقف ملطوعاً بالساعات في الشوارع على أمل أن يظهر ظلها من خلف شيش النافذة أو تظهر يدها وهي تمتد إلى القلة أو أصيص الزهر .
كان مجذوباً لأنه لم يكن يعثر لها على أثر كان يعيش في عالم كله من الرجال ويعمل في عالم كله من الرجال .
وكانت المرأة تظهر شحيح نادر لا تظهر في الطرقات ، ولا تظهر في المدارس ، ولا في المكاتب ، وإنما تختبئ في البيوت داخل عباءات وملاءات وجلاليب طويلة ، ولم يكن هناك طريق للوصول إليها سوى أن يتزوجها على سنة الله ورسوله بدون معاينة وبدون كلام كثير ، ولم تكن المرأة في حاجة إلى ترويج بضاعتها لأنها كانت رائجة تتزاحم عليها المناكب ، ويأتيها الزواج حتى الباب .
ولكن الظروف الآن تغيرت تماماً ، خرجت المرأة من البيت إلى الشارع ، والحقيقة أننا نحن الذين ضحكنا عليها وأخرجناها بحجة الحرية والتحرر والنهضة النسائية إلى آخر اللعبة التى لعبناها لتخرج من خدرها ونتمتع برؤيتها بكم قصير وصدر عريان وأخيراً بالمايوه ، كل هذا ببلاش بدون زواج .
ولم نكتف بهذا بل أزحنا عن كاهلنا نصف أعمالنا ووضعناها على أكتافها ، وتعالي جاء دورك يا شريكة العمر ، وصرخت شريكة العمر فقلنا عيب فين الكفاح أنت إمرأة عظيمة مكافحة ، بطلة ، قديسة ، إنسانة حرة ، ولدت حرة ، وتعيشين حرة ، ولا نستطيع أن نحتكر شرف العمل والكفاح لنا وحدنا لقد جاء الوقت الذي تنتزعين فيه راية العمل والكفاح من أيدينا برغم أنفنا ، والحقيقة أن الحكاية لم تحدث برغم أنفنا ، وإنما بتدبيرنا .
ونتيجة هذا التطور، كانت نتيجة خطرة ، لقد بدأنا نشبع من رؤية النساء بالروج والشورت والمايوه ، ولم تحمل لنا الحياة الجديدة متعة الرؤية فقط ، وإنما حملت لنا أيضاً متعة أخرى هي الهزار والمزاح بحكم الزمالة في العمل ورفع الكلفة والجري واللعب وتناول الغداء معا والعشاء معا والذهاب إلى السينما والمشارب والمطاعم .
وهكذا فقدت المرأة هيبتها وأصبحت قريبة وسهلة وهذه السهولة أبعدت فكرة الزواج من ذهن الشباب أكثر وأكثر ،
وعندما اصبحت المرأة تشارك الرجل في عمله وكفاحه وعرق جبينه ، أصبح لها مثله الحق في أن تروح عن نفسها وتستمتع وتقضي وقتا طيباً لذيذاً ، تنسى فيه العمل و مشاكله .
ولكن كيف تستمتع والرجل لا يريد الزواج ويهرب منه ،
لا مفر إذن من أن تتنازل عن تمنعها التقليدي وتسمح له بالاقترب منها او غير ذلك .
أعطت المرأة نفسها للرجل وهي تبكي في حرقة وتقول إنها تفعل ذلك بسبب الحب والغرام له وحده تقول إنها لحظة ضعف ولن تعود إلا إذا كانت هناك وعود وعهود .
ولكن الرجل الخبيث غالباً ما يسمع هذا الكلام من أذن ويخرجه من أذن أخرى ، وينام على هذه اللذة المجانية وينسى حكاية الزواج أكثر وأكثر .
وتثور المرأة وتهدد وتوعد ثم تلجأ إلى القطيعة ، ولكن الديك الشبعان ينام في الشمس ولا يحرك ساكناً .
لقد بدأ عصر خطير في الحب إسمه عصر الرجل ، الرجل هو الذي بدأ يجلس الآن على عرش الدلال ، وينام على سلبية لذيذة ويترك الفتاة تجري خلفه وتغازله .
.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى