مقالات وتقارير

اللقاء الأخير

اللقاءالأخير

كتب/محسن رجب جودة

عمت الفرحة أرجاء البيت لاقتراب موعد زفاف ابنتهم الوحيدة سلوى فقد عاد

خطيبها محمود من السفر وها هو بعد ساعات قلائل سيطرق بابهم لتحديد

موعد الزفاف…….ظهرت الفرحة بشكل واضح على محبوبته سلوى التي كانت

تنتظر هذه اللحظة بفارغ الصبر …….وأخذت تصف وترتب أدوات زينتها وتحاول

انتقاء الثوب المناسب لكي ترتديه ووقع اختيارها على ثوب فضفاض يضيق

قليلا عند الوسط محلى بخيوط ذهبية اللون وقامت بارتدائه ونظرت إلى نفسها

في المرآة ياترى هل مازالت فاتنةكما كان محمود يطلق عليها لقب يا فاتنتي أم

تغيرت نظرته إليها……فما زالت فاتنة بكل ما تحمله الكلمة من معان فهي

جميلة رقيقة تزخر بإنوثة طاغية لا حدود لها نظرة واحدة إلى عينيها تفجر في

أعماقك المزيد والمزيد من الأماني وأول تلك الأماني أن تحتويها بين ذراعيك

وتضمها إلى صدرك بقوة لتحاول جاهدا أن تخفيها عن العيون المحيطة بها

وتدفعك لحمايتها قبل أن تستنجد أو تستغيث بك فيوجد بها شيىء خفي يجذبك

إليها …….عيناها نبع للحيوية والجمال فمها قطعة تحاكي فاكهة الفردوس

تتمنى أبد الدهر أن تأكل منه أبتسامتها آسرة جذابة شعرها ينسدل على

كتفيها في نعومة ورقة ……..فكم حلمت بليلة الزفاف التي ستكون أجمل

ليالي العمر ولفيف من الأهل والأحبه يباركون هذا الزفاف …..فيالروعة الأحلام

فقد أقتربت أحلامها من الحقيقة …تذكرت قوله حبنا أبدي …حبنا أقوى من كل

شيىء….تذكرت عندما تسللت أصابعه إلى أصابعها وهو يحتضنها في حنان

ودفء قائلا لها أحبك …….ما أجملها من أيام …..ولكنها أفاقت من ذكرياتها

الجميلة عندما تذكرت الكابوس الذي يطاردها في أحلامها تذكرت نعيق الغراب

فوق رأسها …تذكرت وجهها الذي أصبغته الدماء ………أفاقت من هذا كله على

صوت أخيها الصغير ينادي عليها لتجد دموعها منهمرة كالفيضان وهي لا تدري

…..وجدت أخيها الصغير يبكي بشدة سألته في حنان ما يبكيك ….عمو محمود

عمل حدثه على أول الطريق والكل ذهب إلى هناك ولم يخبروك…….لم

تستوعب ما قاله من الوهلة الأولى فسألته محمود من …….عمو محمود

خطيبك….وقعت الجملة عليها كالسهم الخارق الذي أصاب قلبها في مقتل

وهي تصرخ قائلة محمود…..انطلقت كالسهم مسرعة إلى مكان الحادث

ودموعها تسبقها وكان قلبها يضطرب بشدة ينتابه شعور مخيف بالفراق

……..ولاح لها محمود من بعيد والدماء تنهمر منه فاسرعت نحوه دون أن تدري

أنها على الطريق السريع وفجأة وبدون سابق إنذار إذ بسيارة تصدمها صدمة

شديدة وتفجرت الدماء وأخذت تصرخ في وهن ……محمود …….ومحمود يصرخ

هو الأخر قائلا سلوى وكلا منهما يحاول الوصول إلى الآخر زحفا …….حتى

تلامست أناملهما ………قائلا لها ألم أقل لكي لن يفرقنا إلا الموت …….قالت له

حتى الموت لم يستطع أن يفرق بيننا بل جمعنا معا …..تذكرت قوله حبنا أبدي

…وتذكرت ذلك الكابوس المزعج ……..قبلت أنامله وطبع هو قبلة أخيرة على

وجنتيها في وهن …..وهما يقولان في نفس واحد أحبك ……..وفارقت الحياة

جسديهما وانطلق طائر الموت يرفرف حولهما حاملا معه روحيهما العاشقتان

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى