غير مصنف

اللحظات الأخيرة في حياة الرائد "شبل" ضحية "حادث الصحراوي"

اللحظات الأخيرة في حياة الرائد “شبل” ضحية “حادث الصحراوي”
كتبت/مرثا عزيز 

كعادته كل يوم، يقود الرائد خالد شبل سيارته ليتفقد الحالة الأمنية بطريق

القاهرة الإسكندرية الصحراوي، يعود في النهاية إلى نقطة تمركزه بكمين

“بوابة الرسوم” لكن صبيحة ذلك اليوم كانت رحلته الأخيرة بعدما فقد حياته

في حادث تصادم مروع.
الثالثة فجر الثلاثاء، عاد الضابط بإدارة تنفيذ الأحكام في مديرية أمن الجيزة إلى

مبنى شرطي مخصص لأفراد تأمين الطريق الصحراوي قبيل أمتار من محطة

تحصيل الرسوم “كارتة” بعد جولة تفقدية للحالة الأمنية بواسطة سيارته في

سيناريو يومي. 


ما أن أعلن المؤذن موعد صلاة الفجر، أسرع الضابط الشاب إلى أداء الصلاة،

ثم توجه إلى سيارته لأخذ قسط من الراحة مع تبقي ساعتين على موعد انتهاء

خدمته لكنها كانت راحة أبدية، إذ فاضت روحه إلى بارئها بعد اصطدام سيارة

نقل بجدار المبنى الشرطي ومن بعدها سيارة إسعاف وسيارة الضابط.


يروي مصدر أمني مسؤول كواليس اللحظات الأولى لتلقي البلاغ المشؤوم،

مشيرا إلى مشرف غرفة عمليات نجدة قطاع أكتوبر تلقى إشارة من الخدمات

المعينة بطريق القاهرة الإسكندرية الصحراوي بوقوع حادث ووجود متوفى

ومصابين، وأخطرت غرفة النجدة قسم شرطة ثاني الشيخ زايد.


الخامسة فجرا، انتقل العميد عمرو حافظ مأمور قسم شرطة ثاني الشيخ زايد

إلى محل الواقعة على رأس قوة أمنية ضمت الرائد أحمد صبري ومعاونيه الرائد

محمد المسلمي والنقيب إبراهيم حسن تزامنا مع دفع اللواء هشام صادق مدير

الحماية المدنية بالجيزة بسيارات إطفاء وفريق إنقاذ يقوده العميد خالد المراكبي.
يتذكر المصدر اللحظات الأولى لدى وصوله موقع الحادث بقوله: “المشهد كان

صعب جدا عربية الضابط كانت محشورة بسبب قوة اصطدام السيارة النقل”

مضيفا أن رجال الإطفاء بذلوا جهدا مضاعفا للسيطرة على الحريق الذي اندلع

بمقدمة السيارة النقل وجزء من سيارة الإسعاف.


مع انتهاء عملية الإطفاء عمد رجال الشرطة مدعومين بقوات الإنقاذ البري إلى

إخراج جثة الضابط من سيارته ليصف المصدر الأمر: “الجثة كانت سليمة

مافيهاش غير كدمات في العين والرأس ماحدش كان مصدق بسبب صعوبة

الاصطدام”.


يشير المصدر -الذي طلب عدم نشر اسمه- إلى أنه لم يعهد سرعة في إنهاء

إجراءات متوفى مثل الرائد “شبل” قائلا: “رئيس النيابة جه بنفسه وخلص كل

حاجة في الطريق والجنازة تم التجهيز ليها بشكل سريع وإنهاء الدفن في وقت

قصير” مختتما حديثه: “كله كان حاسس إن خالد بيجري على مكانه في الجنة

ربنا يرحمه”.


في الوقت نفسه أكد مصدر مطلع على التحقيقات أنه جرى تقديم الرعاية

الطبية اللازمة لسائق سيارة النقل المتسبب في الحادث، وأنه سيخضع

لتحليل مخدرات للتأكد من تعاطيه أي مود مخدرة في أثناء القيادة من عدمه قبيل مثوله للتحقيق.


تخرج الرائد “شبل” في كلية الشرطة عام 2004، وبدأ حياته المهنية بمديرية

أمن الجيزة؛ فهو “ابن الجيزة” وشغل عدة مناصب طوال عمله في إدارات

متنوعة بالمديرية تنوعت ما بين قسم مكافحة النشل ومكافحة جرائم النصب

وإدارتي الطرق والمنافذ وتنفيذ الأحكام. وهو متزوج ولديه من الأطفال ثلاث: ولدان وبنت.
ثورة حب وعرفان انطلقت عبر صفحات ضباط الشرطة التي اتشحت غالبيتها

بالسواد حزنا على وفاة زميلهم، الأمر الذى بدا جليا في حضور عدد كبير منهم

لمراسم دفنه بالمقابر الواقعة بطريق الفيوم في نطاق مدينة السادس من أكتوبر.
يوضح أحد الضباط-طلب عدم نشر اسمه- أن الرائد شبل كان يتمتع بحب

واحترام الجميع منذ التحاقه بالعمل الشرطي، يتذكر مزاملته 4 سنوات طوال فترة الدراسة بكلية الشرطة.
“كان قلبه حاسس، يقول الضابط وهو يشير إلى آخر ما نشره شبل على

حسابه على فيسبوك: “يارب أنزل علينا لطفك أينما ذهبنا ويسر لنا الخير كلما

طلبنا وأرزقنا من حيث لا نحتسب”.

اللحظات الأخيرة في حياة الرائد "شبل" ضحية "حادث الصحراوي"
 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى