الغسل الاخير أتاني بقلم مصطفى سبتة 

الغسل الاخير أتاني

بقلم 

الشاعر

مصطفى سبتة 
أتى وعدي فجسمي أفردوه

ومن درن المعاصي دلكوه
ورشوا الطيب من وسخ عليه
برفق يا صواحب غسلوه
أنيس الحي قد أمسى غريبا

بماء الدمع حزنا بللوه
ضعوا عنه حريرات وخزا
وفي ثوب رقيق كفنوه
على مهل فمرقده يطول
بحر من بكاء ودعوه

ولاتأتوا بنائحة الثكالى
على فوت المفاوز فاندبوه
بنياتي فلا ترنوا اليه
لاشفاق عليهم أخرجوه

الى قبلاتكم صلوا عليه
بلا سجد ولا ركع قلوه
وهاتولي الى جنب غوالي
على أكتاف نعش فاحملوه

وشقوا من تراب الهجر لحدا
حدا ذل ودود فاتركوه
خذوا ملكي الى حفر المبالي
ضعوا خدي على وحل ضعوه

وحلوا اللبن يا أحباب عنه
وفي رمس البرازخ غيبوه
اذا مرت ثلاث من ليال
عشية رابع أنكرتموه

فلو أبصرتمو حال الجمال
فمن قبح بدا لاتعرفوه
وقد أفلت نجائم مقلتيه
وأصمت سمعه وانسد فوه
وناداه مناد للقبور

نداءا زاجرا لاتسمعوه
بألوان من السؤلى يحار
بحجم فتيلة لا تنفعوه
كأن الصمت عن حال يبوح
لكل من اصطفى ولمن رأوه

حبيبكم المفدي في حماكم
تدشن ذكره فنسيتموه
وأبدلت الأليفة عنه بعلا

ضعيف وليده لاترحموه
تقاسمت الفرائض عنه ارثا
مقيما في المساكن بدلوه

فمن دور مشارفة وقصر
لفي ضيق واظلام فتوه
خرابا يادنا البلوى خرابا
ملاق للردى فالترسلوه