محلية

الشيخ محمود علي البنا لا يريد أن يقرأ!  

الشيخ محمود علي البنا لا يريد أن يقرأ!

كتب: المستشار/ هشام فاروق

عضو شرف نقابة القراء

ورئيس محكمة استئناف الإسكندرية.

كان القارئ الكبير الشيخ محمود علي البنا رحمه الله من ظرفاء القراء! بل قل:ابن نكتة! فقد طُلب الشيخ في منتصف الثمانينيات الأول للقراءة في عزاء أحد أقارب عمدة إحدى قرى مركز طنطا بمحافظة الغربية ؛ وكان أثقل شيء على الشيخ هو أن يُطلب منه القراءة عصرا ؛ ذلك أنه يكون قادما من سفر حيث كانت إقامته بالقاهرة فضلا عن حرارة الجو في أحيان كثيرة خاصة مع تقدمه في السن ؛ فكان ذلك مُزعجا للشيخ الذي كان يُحبذ القراءة ليلا بعد أن يكون قد استراح وتغدَّى وانكسرت حرارة الجو! لكن قراءة العصر كانت – وما زالت – مهمة عند الأهالي في عزاءات محافظات الدلتا خصوصا ، فهم يحرصون عليها! فكان الشيخ يُقلل بقدر الإمكان من وقت قراءة العصر بخلاف قراءة الليل! وصل الشيخ البنا إلى مكان سرادق العزاء فوجد أصحاب العزاء قد أتوا بقارئ من الناحية ليقرأ لحين وصوله وتوليه القراءة فوجدها فرصة! جلس على الدكة بجوار قارئ الناحية الذي كان يقرأ ، فتأهب هذا القارئ لختم تلاوته ليتولى الشيخ البنا القراءة! ولكن هيهات! فكلما أراد قارئ الناحية ختم تلاوته والتصديق قال له الشيخ البنا:الله! ما شاء الله! جميل! استمر! اقرأ! أنا عاوز أسمعك! فكان قارئ الناحية يُطيع الشيخ البنا ويأخذه الإعجاب بنفسه وبقراءته مادام الشيخ البنا ذاته مُعجبا بها ويُثني عليه! فاضطر عمدة القرية – الذي كان واقفا لتلقي العزاء – أن يُرسل أحد الخفراء ليطلب من قارئ الناحية ختم تلاوته لأن الناس كانوا يريدون سماع الشيخ البنا! تكرر الأمر مرتين! وفي كل مرة كان الشيخ البنا يقول لهذا القارئ عندما كان يهم بختم التلاوة تنفيذا لطلب العمدة:سيبك منهم! أنا عاوز أسمعك! استمر! ظل قارئ الناحية يقرأ بتشجيع الشيخ البنا ؛ فترك العمدة مكانه في تلقي العزاء وقام ماشيا بطول السرادق وخلفه طابور الخفراء حتى وصل إلى الدكة – بجيشه الصغير السائر خلفه! – فقال لقارئ الناحية:انت مش حتخلص قراءتك بقى والا أشدك أنزلك من فوق الدكة! وهنا أخذت النكتة الشيخ البنا ؛ فقال لقارئ الناحية:أيوه يا أخي ما يصحش كده! الرجل بعت لك مرتين قبل كده! سكت قارئ الناحية صاغرا ونزل من على الدكة وتولى الشيخ البنا القراءة للفترة الوجيزة المتبقية! وبعدما أنهى الشيخ البنا قراءته تمت دعوته للغداء في منزل العمدة ؛ أما قارئ الناحية فكان سيتغدَّى مع الأهالي! لكن الشيخ البنا كان قد “نقح” عليه ضميره! فأصر على أن يتغدّى معه قارئ الناحية في منزل العمدة لمُصالحته! وعندما جلسا بمفردهما أمام صواني الغداء سأل قارئ الناحية الشيخ البنا:يا مولانا أنا من ساعة ما انت جيت وأنا عاوز أصدَّق وانت تقول لي:استمر! فضحك الشيخ البنا وأخبره بالسر قائلا:أصل أنا كبرت يا بني ومش قادر على قراءة العصر دي! فظل قارئ الناحية يضحك حتى أنه لم يستطع تناول الغداء من كثرة الضحك!

الشيخ محمود علي البنا لا يريد أن يقرأ!   

الشيخ محمود علي البنا لا يريد أن يقرأ!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى