أسرة ومجتمعمقالات وتقارير

التواضع في زمن الكِبر

كتب/ عبدالله ياسر البهنسي

عزيزي القارئ التواضع خُلق عظيم ،وسمة الطيبين ،أقصر الطرق التي توصلنا إلى قلوب الأخرين، وترفع درجاتنا إلى الله، فالتواضع ابتسامة صادقه فحينما يصل الإنسان إلى مرحله عاليه من فهم الذات ومعرفة قدر النفس فإنه يعرف كيفية ترويضها وتهذيبها و تعويدها على التواضع فكما نعرف أنه لا يتواضع إلا من كان يعرف قدر نفسه ولا يتكبر إلا من كان يعرف بنقصه ويحاول أن يواريه وراء التعالي والتفاخر فالرسول (صلي الله عليه وسلم) كان في قمة التواضع فمن نحن لنتكبر؟؟! وهنا يخطر ببالي قول الشاعر في وصفه الرائع للمتواضعين ونبذه للمتكبيرين
ملأى السنابل تنحني بتواضع
والفارغاتُ رؤوسُهن شوامخُ
حيث نجد أن كثيرا من النماذج البشريه تتخذ من التواضع اسلوب في التعامل مع مختلف المواقف فتعالج الأمور بحكمه و تستمع للصغير قبل الكبير ولا تقمع رأيا مهما اختلف معها و لا تغتر بمنصب أو جاه بينما هناك نماذج أخرى ترتفع تكبرا و رؤوسها فارغه وهي تظن نفسها هي الأفضل فتكون شخصيه متعجرفه متكبره وليس لها قابليه للاستماع للآخر و يعتقدون أن آرائهم هي الصواب و ما دون ذلك خطأ و جُرم عظيم فالتواضع صفة العبد المؤمن حيث يقول الله في الحديث القدسي “الكبرياء ردائي والعظمة إزاري ”
و وسعة رحمة الله بالمتكبرين أن جعلهم يعيشون مع بقية البشر ، و يأكلون من نِعمه و يستلذون بأطيب ما خلق ، مع أنهم يتكبرون على خلقه و نِعمه و المُتكبرين إذا أردت أن تلخص شخصيتهم في كلمة هي (الأنا) و لذلك ترى المُتكبرين يسعون دوما لِنفش ريشهم في كل محفل و يقول فيهم سبحانه وتعالى :-
” و لا تمشي في الأرض مرحاً إنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولا ” ويحاولون التحليق مثل الدخان و الارتفاع بأنفسهم في مراقع الطرقات
و لا تكن كالدخان يعلو تكبرا
على طبقات الجو و هو وضيع
اللهم اجعلنا من عباد الرحمن الذي قال فيهم “و عباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا و إذا خاطبهم الجاهِلون قالو سلاماً”

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى