غير مصنف

التنفس خلال قراءة القرآن..حكمه والرد على القراء الذين يُحللونه!

التنفس خلال قراءة القرآن..حكمه والرد على القراء الذين يُحللونه!

كتب: المستشار هشام فاروق
عضو شرف نقابة القراء
ورئيس محكمة استئناف الإسكندرية...

صارت ظاهرة واضحة الآن ، ولم تكُن موجودة في أجيال القراء القديمة! التنفس

أثناء مُواصلة التلاوة! عدد – بات يتزايد! – مِمَّن لا يخشون الله مِن قراء اليوم

صاروا يفعلون ذلك! فإذا لامهم أو نصحهم أحد تبجَّحوا وقالوا بلسان واحد:وما

الذي يمنع ذلك؟! هات لنا آية أو حديثا يُحَرِّم التنفس خلال التلاوة! ومع الأسف

فإن الكثيرين لا يتمكنون مِن الردِّ عليهم! ولكني اليوم أفعل!

فأقول – والله الموفق والمُستعان -:قارئ القرآن مُقيَّد في تلاوته بحدود لا

يستطيع أن يتخطاها – ولو كان يقرأ بالقراءات العشر المُتواترة – رسمتها بدقة

أحكام وقواعد علم التجويد! فالمسألة – في القراءة – ليست بالمزاج ولا بالهوى!

فالقارئ الذي يقرأ على الملأ فرض عين عليه الالتزام بأحكام وقواعد التجويد!

ويأثم بتركها! وهو لا يستطيع الإتيان بشيء مِن عند نفسه! خاصة أنه يقتدي به

غيره!
وعلم التجويد لا يعرف إلا ثلاثة أوقاف فقط:الوقف والسَّكْت والقطع!

أولا:الوقف اصطلاحا في علم التجويد:قطعُ الصوت على الكلمة زمنا يسيرا

يتمكن فيه القارئ مِن التنفس عادة بنيَّة استئناف القراءة ؛ ويكون الوقف في

رؤوس الآي وأوساطها ، ولا يكون في وسط الكلمة ولا فيما اتصل رسما.

ثانيا:السَّكْت اصطلاحًا:قطعُ الصوت زمنا يسيرًا على الكلمة القرآنية مِن غير

تنفس بنيَّة استئناف القراءة مقداره حركتان ، وهو مُقيَّد بالسماع والنقل. قال

الإمام الحافظ أبو شامة المقدسي في “إبراز المعاني”:الإشارة بقولهم “دون

تنفس” إلى عدم الإطالة المؤذنة بالإعراض عن القراءة.

ثالثا:القطع اصطلاحًا:قطع القراءة رأسًا وتركها كُلِّيَّة والانصراف عنها والانتقال إلى أمر آخر خارجي لا علاقة له بها ؛ فإذا عاد إليها مرة ثانية استُحِب له أن يستعيذ. ولا يكون قطع القراءة إلا في أواخر السور أو على رؤوس الآي على الأقل.

إذن بعد أن عرفنا هذا فما هو الحُكم الشرعي للتنفس أثناء مُواصلة القراءة؟! هو حرام! وللتحريم سببان:

(1) لا يوجد هذا الاستمرار في القراءة مع التنفس في علم التجويد! وهذا العلم مِن علوم القرآن الأساسية لتعلقه بكيفية قراءته! وهو مِن صلب الدين! فمَن

يقرأ – بهذا الشكل – يكون قد ابتدع في علم التجويد! ويكون – مِن ثم – مُبتدعا في الدين! والابتداع في الدين حرام حُرمة مُغلظة! وله إثم كبير يفوق أكثر الذنوب!

(2) التنفس خلال القراءة هو غش وخديعة للمُسلمين المُستمعين ، إذ يخدعهم القارئ ويوهمهم – على خلاف الحقيقة – بأنه طويل النفس! وهو مِن قبيل المكر السيء ، إذ يهدف القارئ مِن ورائه إلى إظهار نفسه – بالزور والباطل –

بمظهر الأفضل مِن غيره مِن القراء ليأتي به الناس في الليالي والعزاءات دون غيره! والغشاش المُخادع الماكر لا يصلح بالأحرى أن يكون قارئا لكتاب الله! فالغش والمكر والخديعة كُلُّ ذلك في النار! وهي حرام حتما! يقول الله

تعالى:”وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ”(فاطر-43) ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:”المكرُ والخديعةُ في النارِ”(حديث صحيح بمجموع طرقه) ويقول أيضا:”مَن غشَّنا فليس مِنَّا”(صحيح)

فها قد قرعت أسماعهم بالدليل لكي يكون عليهم حُجة يوم القيامة! ولينتهِ مَن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد!

 
 
 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى