أسرة ومجتمعالطفل

الإهتمام ببرامج التدخل المبكر يعكس الإدراك المتزايد لأهمية مرحلة الطفولة المبكرة ودورها في تحديد مسار النمو المستقبلي

كتبت / د إيمان السرياقوسي

أصبحت مبررات التدخل المبكر وفاعليته أكثر من أي وقت مضى وقد أشارت البحوث أن للتدخل المبكر وظائف وقائية هامة، وأنه ذو جدوى اقتصادية، وله فوائد تعود على الطفل والأسرة.
ولاشك أن العلاقة بين تصميم البرامج وتنفيذها نجم عنه إهتمام مماثل بالكشف المبكر والتدخل المبكر، والعلاقة بينهما قوية إذ لا كشف بدون تدخل مبكر، ولا فائدة من الكشف المبكر إذا لم تكن هناك برامج.
ويرتبط الكشف المبكر ارتباطا وثيقا بالكشف عن الإعاقة..حيث يتطلب حملات توعية واسعة النطاق بهدف تشجيع المجتمع على التعرف على الأطفال المرشحين لبرامج التدخل المبكر. علاوة على ذلك فإن الكشف يسعى إلى فرز الأطفال المعوقين ويستهدف الوصول إلى الأطفال المعرضين لخطر الإعاقة حيث أن التدخل المبكر الموجه نحوهم قد يحول دون تفاقم مشكلاتهم وبالتالي الوقاية من حدوث الإعاقة لديهم.
والدافع القوى الآن نحو الوقاية الأولية بالتوعية الشاملة وليس نحو الوقاية الثانوية بعد حدوث المشكلة، وهناك الأهلية أو الاستحقاق لخدمات التدخل المبكر ودور الوالدين في الكشف المبكر.
وفى نظام الكشف المبكر غالبا ما ينصب الاهتمام في البرامج الكشفية على واحد أو أكثر من المجالات التالية: (البصر-السمع- التواصل-الوضع الصحي-النمو العام) وبوجه عام فإن التعرف على الأطفال الذين يتوقع أن يكون لديهم حاجات تربوية خاصة هو إجراء كشفي. وغالبا ما تستند البرامج الكشفية إلى الإجراءات التالية: (مبادرة من الوالدين والملاحظات المنزلية – المتابعة المنتظمة للمعلمين -رصد عوامل الخطر الطبية ) والواقع أن هناك مزايا وعيوب لكل إجراء من هذه الإجراءات.
أما عن تحديد الفئات المستهدفة من البرامج الكشفية غالبا ما توجه الجهود نحو الفئات التالية:

– الكشف عن جميع الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين يوم واحد وخمس سنوات وينفذ هذا الإجراء في موقع مركزي أو عدة مواقع في المجتمع.

– الكشف عن الأطفال من فئات عمرية معينة مثلا من يوم واحد حتى 18 شهر (أو أطفال الروضة) وهو إجراء يتناول فئة معينه، مع الاهتمام بالفئات الأخرى.
– الكشف عن الأطفال الذين يتم إحالتهم من قبل (المؤسسات – المعلمين- أولياء الأمور)
وتكون أشكال التقييم كالأتى

– الكشف: وهوإجراء تقويمي موجز يطبق على مجموعات كبيرة من الأطفال بهدف التعرف إلى الذين يحتاجون منهم إلى تقييم إضافي.

– التشخيص: وهوإجراء تقويمي معمق وتفصيلي يطبق على الأطفال الذين تم الاشتباه بنموهم أثناء عملية الكشف. والهدف من ذلك هو تحديد ما إذا كان لدى الطفل حاجات أم لا. وفى حالة وجودها فما مداها وما أسبابها ومدى الحاجة للتدخل المبكر.

– التقييم : وهو عملية جمع المعلومات لتحديد مستوى التطور الحالي للطفل وبالتالي اختيار الأهداف التي يتوخى تحقيقها. والتقييم يشمل المتابعة المستمرة وتعديل أهداف التدخل كلما اقتضت الحاجة ذلك.
وهناك علامات تحذيرية ضرورية لابد ان تؤخذ فى الإعتبار

العلامات المبكرة للضعف السمعي :
– إدارة الرأس أو الأذن نحو المتكلم. – عدم الانتباه – عدم الامتثال للتعليمات اللفظية وخاصة في الأوضاع الجماعية..التركيز المبالغ فيه على وجه أو فم المتحدث..المشكلات الكلامية .. طلب إعادة ما يقال .. السلوك الانسحابي .. إفرازات الأذن.. التنفس من الفم .. الألم أو الرنين من الأذن .. التهابات الأذن المتكررة .. التهابات الحلق أو اللوزتين.

العلامات التحذيرية للضعف البصري :

– الانزعاج من الإضاءة بشكل ملفت للنظر. – مواجهة صعوبات في التنقل في الأماكن غير المألوفة..الطلب بشكل متكرر من الزملاء أو المعلم توضيح ما يحدث ..فرك العينين بشكل ملفت للنظر.. الدماغ المفرط.. احمرار الجفون.. تغطية العين باستمرار.. إغلاق وفتح العين بشكل متكرر.. عدم القدرة على القراءة.

العلامات المبكرة للضعف الحركي/ الجسمي :
– الشعور بالإرهاق والتعب المفرط بعد تأدية الأنشطة الجسمية..التغيرات المفاجئة أو التدريجية في الصحة العامة للطفل..ضيق التنفس عند بذل مجهود جسمي بسيط نسبى ..الشكوى من الغثيان أو الصداع أو الدوار أو التعرف أو الجوع أو العطش بشكل مبالغ فيه..الشكوى من الألم في العضلات أو المفاصل والأجزاء الأخرى في الجهد الحركي.

العلامات المبكرة للصعوبات التعليمية :
– السلوك الاندفاعي التهورى ..النشاط الزائد أو الخمول المفرط ..الافتقار إلى مهارات التنظيم الصعوبات الإدراكية البصرية ..العجز عن الانتباه..عدم القدرة على حل المشكلات ..عدم القدرة على التذكر..عدم القدرة على القراءة ..صعوبات كبيرة في الحساب..عدم القدرة على استيعاب التعليمات.. قلب الحروف والأرقام والخلط بينها ..الارتباك ..التشتت .

العلامات المبكرة للاضطرابات السلوكية :
– عدم القدرة على بناء العلاقات الإجتماعية المناسبة مع الأقران والوالدين والمعلمين..تدنى مستوى التحصيل الأكاديمي ..تباين السلوك من وقت إلى آخر .. الإنسحاب الإجتماعي ..العدوانية المفرطة ..نوبات الغضب ..النشاط الجسمي المفرط ..عدم القدرة على التركيز والانتباه ..عدم إدراك نتائج الأفعال ..إظهار أنماط سلوكية غير هادفة بشكل متكرر.

العلامات المبكرة للصعوبات الكلامية واللغوية :
التكلم بطريقة غير مفهومة – التكلم بطريقة ملفته بشكل سلبي – ظهور إيماءات جسمية غريبة عند التكلم – معاناة الطفل عندما يتكلم – عدم قدرة الطفل على التعبير كلاميا أو استيعاب ما يقال له – حذف بعض الأصوات عند التكلم – التكلم بطريقة سريعة جدا أو بطيئة جدا – شعور الطفل بالإحراج عندما يتكلم.

العلامات المبكرة للصعوبات العقلية البسيطة:
بطء معدل التعلم بشكل ملحوظ – التأخر في معظم مجالات النمو – تدنى مستوى التحصيل – عدم التمتع بالكفاية الإجتماعية – التأخر اللغوي الملحوظ – عدم القدرة على تعميم المهارات ونقل أثر التدريب – عدم القدرة على التركيز- عدم الإنتباه .
حفظ الله أولادنا وبارك فيهم

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى