مقالات وتقارير

إجعلني ذكرى قصه قصيره 

إجعلني ذكرى
قصه قصيره
بقلم : أسماء عبد الفتاح
كنت أتعمد النظر إليها لفترات طويله وبشكل ملحوظ كي ألفت إنتباهها ،

لذا كنت أتعمد كل يوم أن أخرج في نفس ميعاد عملها حتى أراها وهي ذاهبه

إلى العمل ، فيتلاقى ناظرينا ، فأسبح خلالهما في عالم الأحلام ، عالم خاص بنا

لا يوجد به سوانا .، علها تشعر بما يحمله لها قلبي ، فتتلاقى القلوب وتتوحد الروح .
لا أدري ما جذبني إليها ، لعل نظرة الحنان والحب التي تطل من عينيها ، أشعر

بعلاقه قويه تربطني بها رغم أنه لم يجمعنا حديث أو لقاء ، فهي تقطن بالشارع

المجاور لنا ، كنت حينها في الثانويه العامه ، وكانت هي في الجامعه ، رأيتها

وهي عائده من جامعتها وكأني أراها للمرة الأولى ، تولد بداخلي شعور غريب ،

شعور جديد أشعر به لأول مره ، أشعر برغبه شديده في رؤيتها كل يوم ، في

النظر إليها والتدقيق في ملامحها ، تراودني في أحلامي نتحدث طويلا لا نلقي

للوقت بالا نضحك ونشدوا ، ثم يلازمنا الصمت فتتحدث العيون ، فتفشي

الشوق والحنين .
إستمر ذلك سبعة سنوات ، لم ينقص فيهما شوقي إليها ، وحنيني إلى النظر

في عينيها بل إزداد ،
أشعر وكأنها ما زالت تراني طفلا ، ذلك الشعور يضايقني ، أردت فقط أن تكف

عن النظر إلى على هذا النحو علها تشعر بما يخبئه له قلبي .
فالتحقت بعمل وأنا في عامي الجامعي الأخير حتى تراني رجلا يعتمد عليه ، أردت فقط أن تتناسي فارق السن بيني وبينها حينها سوف يذوب السور

الحديدي الذي يفصل قلبينا وسوف تملأ السعاده روحنا ، أردتها أن تكن مثلي فأنا لم أرى تلك الأعوام السبع التى كانت الحاجز بيني وبين أحلامي ، بل لم

أري غير الحب الذي ينبثق من نور وجنتيها ، وعيناها السوداوان ذات الأهداب الطويله اللاتي أذوب بهما عشقا .

لم أتمنى غير أن تشعر بي فتتلاقى قلوبنا ، وتتوحد أرواحنا ، وننسى سوي

ا الزمان ونخرج عن حدود المكان ، لنكون معا .

لذا قررت أن أكسر ذلك الصمت ، وأهدم ذلك السور الذي يفصل بيننا ، وأفصح لها عما يخبئه قلبي منذ أعوام طويله .

ولكن ما زال التردد والخوف يعتلي أفكاري ، ولكن لا فائده من التأخير ، لابد أن تعلم ما يحمله لها قلبي ، لذا خرجت كعادتي في نفس موعد عملها ، وتسابقنا الخطى سويا ، حتى وصلت إلى العربه التى ستذهب بها إلى العمل وأنا خلفها

مباشرة ، لا تستطع عيناي أن تبصر سواها ، وكان صنع قدير فلم يعتلي العربه سوانا ، يالا فرحتي فقد جاء ذلك الوقت ، الذي نجلس فيه سويا بمفردنا ،

وأصبحت عيناي تحيطها من كل جانب ، وهي تهرب من نظراتي ، يعتليها الخجل ، تنظر إلي بطرف عينيها ، فتجرحها نظراتي ، فتعود سريعا تسدل جفونها إلى

أسفل العربه يكسو جبهتا إحمرارا يزيدها جمالا وعفه ، فينطق لساني وقلبي على حين غرة مني ……إلى أين تهربين ، لقد إنتظرت تلك اللحظة طويلا ألا تشعرين ، ألا تخبرك نظراتي عما يحمله لك فؤادي ، لا أدري ولكن لا أتحمل أن

يمر يوما بدون رؤياكي ، فأنت أنشودتي في هذه الدنيا ، فبك أحيا وبدونك تغادرني أنفاسي .
بل أشعر ولكن لا أصدق ، فكنت أكذب عيناي ، وأمازح حدثي لائمة له ” كيف تعتقد هكذا ،فهو لا ينظر لى نظرة إعجاب ، بل لعل وجهي يذكره بشخص ما ،

أو لعل تلك لازمة فيه غير مقصوده ” لم أصدق يوما أن تنظر لي نظرة حبيب أو

عاشق ولن أصدق ذلك ، لذا لا تعترض طريقي مرة أخري ، وأبعد تلك الوساوس عن ذهنك .
” تقول ذلك والدمع يغالب مقلتيها “.
لم ولن أصدق أنك لا تشعرين بي بل أني أعلم أنك تبادلينني نفس الشعور .

ما هذا الهراء الذي تتفوه به ألاتدرك فارق السن بيني وبينك ألا تعلم أني أكبرك بسبع سنوات ؛
إلا كأخي الأصغر .
أعلم أنك تكذبين أري ذلك في عينيكي التي تأبى مواجهتي فلا تقتلي تلك المشاعر الصادقه التي تجمعنا ،تناسي معي الزمان

فإبتسمت إبتسامه يعلوها الإستنكار ” نتناسى الزمان !!!!!!” ، وماذا نفعل مع الأهل والأصحاب والجيران ،نحن لا نعيش بمفردنا ، بل نحن جزء من مجتمع يحمل أفكار وعادات ،

فأجبت بلهفة ونبرة يكسوها الخوف والأمل : سنغير تلك الأفكار ونجدد تلك العادات ، فعندما نجتمع سيهون كل شئ .
نغير !!!!!! نغير ماذا ….فهذه عقائد ترسخت بمجتمعنا وأفكار تكرثت عبر السنين ،
ولا تنسي أهلك ، الذين لطالما إنتظروا تلك الفرحه أبهذه البساطه تهدم أحلامهم ، فنحن لا نعيش لأنفسنا بل نعيش لهم وبهم ،

ما زالت أذناي تستمع إليها والدمع يسيل من مقلتاي ، وهي تكمل حديثها قائلة : سيظل فارق السن حاجزا بيني وبينك إلى الأبد .

ثم صمتت برهة من الوقت وقالت بعينين دامعتين ” صدقني لا ادري إن كان فارق السن هو السبب أم لاني لم أستطع أن أراك إلا هكذا “

إذهب فحتما ستجد من تراك بعين عاشق وستذوب بك حبا ، وستجد فيها حبك وملاذك وستتذكر تلك الأيام وتبتسم وسأصبح ذكرى جميله ، فإجعلني ذكرى ، تبتسم عندما تراود عقلك .

حينها إستيقظت على نداء طفلي ” أبي ……أبي….. إستيقظ الأن ……”
أجل ….أجل …..لقد إستيقظت ….ماذا بك أيه المشاغب .

لقد رأيتك تبتسم أثناء نومك يا أبي ، فلماذا كنت تبتسم ، هل كنت تحلم بي أم بأمي “

كنت أحلم بكما أنتما الإثنان أيها المشاغب .
حقا يا أبي ، نعم يا حبيبي .

بينما أحادث نفسي قائلا ” نعم ….لقد أصبحت ذكرى جميله ، وبسمه تعترض شفتاي في كل وقت “

 
إجعلني ذكرى قصه قصيره 
 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى