مقالات وتقارير

أماكن لا نعرفُها!بقلم/أحمد حجاج

أماكن لا نعرفُها!

بقلم/أحمد حجاج

يُمر بنا الزمن كما الرحى تطحن الأيام دون أن يوقفها شئ، وتأخُذنا

الحياة في مضمارها لنجري ونلهث كأننا نعيش في دوامة لا تنتهي!

وحين نقف من أجل إلتقاط الأنفاس، نكتشف إننا لم نشعُر بما فات من

السنين المحسوبة من أعمارنا كأننا نعيشُ غُرباء في أماكن لا نعرفُها،

ولا نجد ما يُعيدُنا من غربتنا، أو من يُرمم أضلاعنا التي حطمتها

الصراعات، أو من يحتضن ضعفنا، أو من يُشاركنا أوجعانا، أو من يُخفف عنا همومنا!

هكذا يسيرُ بنا الزمن، نتخبط في جدران أنفُسنا، ونتوه في أفكارنا،

ونسيرُ في طُرق لا نعرف نهايتها، ونخّاف من المجهول وما تحملهُ لنا

الأيام، فنشعُر بالإنكسار والخيبة بعد أن إنفصلت أرواحنا عن أجسادنا،

وفقدنا الثقة في إنفُسنا، وإستلسلمنا لصراعات الحياة وقشورها

ومغرياتها الواهية التي لا تُعبر عن الإنسان الساكن فينا كما فطرهُ الله!

ومن المؤسف إننا نتمادى على نفس المنوال حتى نصل إلى مرحلة

نفسية مُذرية، فتنتابنا حالة من التناقُض العجيب، فيمتزج بداخلنا الكذب

والصدق، الحُب والكُراهية، الصدق والخداع كأننا لم نتعلم مما فات حتى

إننا نبتعد أكثر وأكثر عن حقيقة ذواتنا! فيتعظم فينا الشعور بالندم

والأسف على أحوالنا، وتختلط علينا الطُرق حتى إننا نتساءل أي الطريق

نجاة؟!

وا أسفاه! لقد بدلنا وغيرنا هويتنا لتتناسب مع وهم مصالحنا الخاصة

كأننا لسنا نحن، كأننا أطياف بشر لا وجود حقيقي لنا بعد أن لبسنا أقنعة

الزيف والخيبة لوجوه غريبة عنا، وبدل أن نُثبت وجودنا بالحب والصدق

والإجتهاد والسعي لتحقيق أمانينا، صرنا مُجرد مسوخ بشرية لا معالم

لها، وجثث هامدة لا تتحرك إلى الأمام، وصار الظلم والجفاء والأنانية

يُخيم على سماء حياتُنا، وبات مفهوم الحرية والتحرُر مُجرد معاني

مطاطة نستخدمُها كي نُبرر لأنفُسنا إننا على صواب!

وبعد أن يُرهقنا السير في دروب التيه والعتمة، وتتشرد نفوسنا في

أشياء غريبة ما أنزل الله بها من سُلطان، نُحاول بشتى الطُرق أن ننجو

بأنفُسنا قبل فوات الآوان، وتستمر محاولتنا حتى نُدرك مفهوم الحياة

وماهيتها الحقيقية التي تكمُن في المعاني الروحية من حُب وصدق

وخير وجمال، وكل ما يتصف بالمعاني الإنسانية الجميلة التي وهبنا

أياها ربنا سبحانه وتعالى.

وحينما نُدرك تلك المعاني السامية، ستعود أرواحنا إلى أجسادنا من

جديد، وتعود إلينا الثقة في أنفُسنا وفي الحياة كي نُحقق أحلامنا،

ونسترد إنسانيتنا وسعادتنا، ومازالت الحياة تفتح لك أبواب الأمل

والسعادة الحقيقية، فادخل دون تردد!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى