غير مصنف

أخطر التوقعات في العام 2020 للعالم والدول العربية

بقلم/رافع آدم الهاشمي
أن يعرفَ الإنسانُ ما سوف يحدثُ في المستقبلِ القريبِ خاصَّةً و البعيد عامَّةً، هُوَ أَمرٌ ضروريٌّ لَهُ لا غُبارَ عليهِ أَبداً، لذا: يشغلُنا جميعاً معرفةَ الحوادث الّتي ستحدثُ في العاجل أو الآجل معاً؛ إذ أنَّنا بمعرفتنا هذه الحوادث يمكنُنا أخذَ بعض أو كُلّ الحيطةِ و الحَذرِ منها قبل وقوعها، أو على أقلِّ تقديرٍ مُمكنٍ لنا: عدم تفاجُئنا بهذه الحوادث عندما تقعُ أحداثها في التوقيت المعلوم.
مصادرُ توقُّع الأحداث المستقبليَّة كثيرةٌ؛ منها: عِلمُ الفَلك، و منها: عِلمُ الجَفر، و منها: ما ظلَّ خافياً عن الكثيرينَ و الكثيرات، مِمَّا سيتضِحُ أمامك بينَ طيِّات سطور هذا المقال.
و إذ أنَّنا على أعتاب الدخول إلى العام الميلاديِّ الجديد (2020)، لذا: فنحنُ بحاجةٍ ماسَّةٍ لأن نعرِفَ توقُّعات الفَلكِ و الجَفر للأحداث الخطيرة الّتي ستحدثُ قريباً.
عِلمُ الفَلكِ لا يُخطئُ أبداً، و كذلكَ عِلمُ الجَفر لا يُخطئُ هُوَ الآخَرُ، لذا: فالتوقُّعاتُ الصادرةُ عنهُما تكونُ صحيحةً 100% بدون مُنازعٍ لها، أمَّا: الّذي يُخطئُ في توقُّعاته هُوَ الشخصُ غيرُ العالِمِ بفنون و أسرار هذين العِلمين، أو الّذي لم يكُن لَهُ بَعدُ قُدرَةُ الولوج إلى عوالمهما الخفيَّة العميقة، لذا: ليسَ كُلُّ مَن هَبَّ و دَبَّ مِمَّن يدَّعي توقُّعاً ما، يَصِحُّ أَن يطلقَ على نفسهِ (عالِمَ فَلَكٍ) أَو (عالِمَ جَفرٍ)! و لا يصحُّ أَن نطلقَ عليهِ شيئاً مِن الوصف هذا أبداً.
مَن يُسمُّونَ أَنفُسَهُم عُلماءَ فَلَكٍ، خاصَّةً مِنَ الأَجانب الغربيين أو الأُوربيين، توقُّعوا أحداثاً خطيرةً ستحصلُ في العام (2020)، و مِن توقُّعاتهم الخطيرة هذه هي التوقُّعات الـ (15) التالية (حسب التسلسل الألف بائيّ للحروف):
(1): تبدُّلُ الكثير مِن الملوك و الرؤساء بأشخاصٍ آخرين في العديد مِن دول العالم.
(2): تصادمُ عددٍ من النُّجوم السَّماويَّة في الفضاء خارج الأرض فيما بينها تؤدِّي آثارُها إلى حدوث انفجاراتٍ هائلةٍ في كوكب الأرض.
(3): تعرُّض الرئيس الأمريكيّ دونالد ترامب لأكثر مِن محاولة اغتيال تكونُ الأخيرةُ منها ناجحةً تُضفي بهِ إلى الموت الأكيد.
(4): تعرُّض ثلاثُ حُكّامٍ عربٍ إلى الاغتيال.
(5): تعرُّض دول الخليج العربيّ و خاصَّةً دولةُ الإمارات العربيَّة إلى ضربةٍ عسكريَّةٍ موجِعَةٍ يُتَّهَمُ فيها أميرٌ خليجيٌّ شابٌّ توقِعُ المزيدَ مِن الخلافاتِ بينهُم ليتبيَّنَ لَهُم لاحقاً أَن الْمُسَبِّبَ الحقيقيَّ في هذه الكارثة و الفتنة معاً هُوَ طرفٌ أجنبيٌّ لا غير.
(6): تفاقُم الاحتجاجات الشعبيَّة العارمة في العديد مِن الدول العربيَّة و خاصَّةً في العراق و لبنان.
(7): تفكُّك الولايات المتحدة الأمريكيَّة و خروج إحدى الولايات مِن هذا الاتِّحاد بشكلٍ عَلنيٍّ أمام الجميع.
(8): حدوثُ بركانٍ هائلٍ في المغرب العربيِّ يؤدِّي إِلى حصول تداعياتٍ خطيرةٍ جدَّاً.
(9): حصولُ كسادٍ اقتصاديٍّ كبيرٍ في السِلَعِ التقليديَّة يؤدِّي إلى زيادة الفقر و تفاقُم الاضطرابات في البلدان.
(10): حصولُ هجماتٍ إرهابيَّةٍ خطيرةٍ في العديد مِن مناطق دول أُوربَّا.
(11): ذوبان المناطق الجليديَّة مِمَّا يؤدِّي إلى دمار الأرض بالكامل بعدَ غرقها بالمياه و تأثـُّرها بالتداعيات الخطيرة لهذا الذوبان.
(12): شحَّةُ المياه في جميع البلدان العربيَّة قاطبةً دون استثناءٍ تؤدِّي إِلى حدوث جفافٍ لدى الكثيرين و مِن ثُمَّ موتهم الأكيد.
(13): ظهورُ داعش في البلدان العربيَّة بشكلٍ جديدٍ مِمَّا يؤدِّي إلى جريان أنهارٍ مِن الدِّماء.
(14): ظهورُ فيروسٍ خطيرٍ يُصيبُ الجهاز التنفُسيَّ يؤدِّي إلى موت الملايين مِن الأشخاص خاصَّةً في الدول العربيَّة وَ دول أُوربَّا.
(15): نشوبُ اقتتالٍ عنيفٍ في العراق بين جميع المتظاهرين و المليشيات المسلّحة التابعة لأشخاصٍ نافذين في الحكومة العراقيَّة يؤدِّي إلى سفك الكثير مِن الدِّماءِ بينَ جميع الأطراف المتقاتلة.
هكذا يُخبِرُنا أُولئك الأجانبُ الّذين يُسمُّون أنفُسَهُم (عُلماءَ فلكٍ) وَ (عُلماءَ جفرٍ)، إِلَّا أنَّ الّذي لَم يخبروننا به حتَّى الآن هوَ:
– ما هُوَ أخطَرُ التوقُّعات في العام 2020 للعالم و الدول العربيَّة؟
جميع التوقُّعات سالفة الذكر هي توقّعاتٌ خطيرةٌ جدَّاً، لكن!
– ما هُوَ أَخطرُ توقُّعات الأحداث الّتي ستحدثُ في العام (2020) و الّتي يجهلُها الجميعُ قاطبةً بمَن فيهِم هؤلاء الّذين يُسمُّون أنفُسَهُم عُلماء؟
يُسعدُني أن أُخبرُك:
– لا داعٍ لأن يحتارَ عقلُك أو ينهارَ قلبُك هلَعاً؛ لأنَّني أنا الوحيدُ في هذا العالم الّذي أعرِفُ ما هُوَ أخطرُ التوقُّعات في العام 2020 للعالم و الدول العربيَّة، و سأُخبرُك به بعد قليلٍ طيَّ مقالي هذا الّذي بين يديك الآن، فتابع (ي) القراءة لتنكشف لك جميعُ حقائق هذه التوقُّعات.
أقولُ:
إذا افترضنا صحَّة حدوث هذه التوقُّعات، فـ:
– ما الّذي يجبُ علينا فعلُهُ تجاهَها لكي نتجنَّبَ تداعياتها الخطيرة؟
فيما يخصُّ التصادم النَّجميَّ و الانفجارات الهائلة الناتجة عنهُ:
– هل نقومُ بتشكيل فريقٍ لحلِّ النزاعات الكونيَّة و نرسلهُ إلى هذه النُّجوم كي يحاولُ الفريقُ ترضيتها و إعادة الوفاق فيما بينها مُجدَّداً؟!
لكنَّنا لا نعلَمُ بالضبط أيَّ هذه النُّجوم على خلافٍ فيما بينها، و أين مكانها بالتحديد الدقيق حتَّى يتسنَّى لفريقنا الذهابَ إليها، و كذلك: لا نمتلكُ أيَّ وسيلة اتِّصال بيننا و بينها، حتَّى رقمُ هاتفها الجوَّال لا نعرفهُ مُطلقاً، فالّذين أطلقوا على أَنفُسهم عُلماء و أخبرونا بهذه التوقُّعات لم يخبروننا بالتفاصيل الضروريَّة الأُخرى الّتي تُساعدُ فريقنا في حلِّ هذه النزاعات الكونيَّة الخطيرة!
إذاً:
– ما الّذي يتوجَّبُ علينا القيامُ به؟!
– أن نُشكِّلَ سلسلةً مِن أقوى الأجساد البشريَّة؛ لنرسلها إلى خارج الأرض كي تقومَ بإمساك الأرض جيِّداً و صَدِّ الشظايا المتطايرة مِن هذا التصادمِ النَّجميِّ المزعوم؟!
– أَم نحزُمَ أَمتعَتِنا جميعنا نحنُ البشرُ على هذهِ الأَرضِ؛ لِنترُكَ بُلداننا وَ نهاجِرُ هِجرةً أَبديَّةً إِلى كوكبٍ آخَرٍ لا تطالُهُ تداعياتُ الانفجاراتِ المزعومةِ هذه أبداً؟!
لكنَّنا لا نمتلِكُ مركباتٍ فضائيَّةٍ توصِلنا إِلى ذلكَ الكوكبِ البديلِ! وَ كذلكَ: لا نعرِفُ أَساساً أَينَ يكونُ هذا الكوكبُ البديلُ!!!
إِذاً: ليسَ أَمامنا سوى حلٍّ واحدٍ فقط، هُوَ:
– أَن نستسلمَ لمصيرنا المحتومِ الّذي هُوَ الموتُ الأَكيدُ، فتركُ العملَ وَ الأَكلَ وَ الشُربَ وَ ندفِنُ أَنفُسَنا في قبورِنا قبلَ أَن تدفِننا تداعياتُ الانفجاراتِ الهائلةِ العظميةِ!
– فهل هذا ما يُريدُه لنا هؤلاءِ الّذينَ يزعمونَ أَنّهُم عُلماء؟!!!
وَ فيما يخصُّ الكَسادَ الاقتصاديَّ المزعوم:
– ما الّذي يتوجُّبُ علينا القيامُ بهِ لنتجنَّبَ تداعياتهِ الخطيرة؟!
– أَن نوقِفَ كافَّةَ مشاريعِنا وَ نجلسُ في مساكِننا نلطمُ وجوهَنا وَ نندبُ حظوظنا العاثرة؟!
– أَن نلغيَ جميعَ أَفراحِنا وَ نُعلِنَ بدءَ دخولنا في أَحزاننا الكبيرةِ الْمُدمِّرةِ لا محالةَ، فنقتُلُ بأَيدينا كُلَّ آمالِنا وَ أَحلامنا وَ أَهدافنا مِن أَجلِ كلامٍ مزعومٍ؟!
– أَم نُشَكِّلُ فِرَقاً مُطيعةً لأَسيادِها تذهبُ نيابةً عنَّا إِلى أَصحابِ السِلَعِ غيرِ التقليديَّةِ؛ كي يُظهِروا لَهُم فروضَ الطاعةِ وَ الولاءِ لَهُم مِنَّا جَميعنا؛ مِن أَجلِ أَن يسمحوا لنا نحنُ عبيدُهُم أَن نأَكُلَ قليلاً مِن فُتاتِ موائدِ أَطعمتهِم اللّذيذةِ الفاخرة؟!
– أَم ماذا نفعلُ بشكلٍ دقيقٍ؟!!!
هذا أَيضاً ما لَم يُخبرنا بهِ هؤلاءِ الّذين يُسمُّونَ أَنفُسَهُم عُلماء!
أَمَّا فيما يخصُّ باقي التوقُّعاتِ المذكورة في أَعلاه، فليأَخذ عقلُك أَنت القياسَ على ما مرَّ سلفاً في كيفيَّةِ تعامُلنا معها استناداً إِلى المثالينِ اللّذينَ ذكرتُهما لكَ الآن.
إِذاً:
– ما حقيقةُ هذهِ التوقُّعاتِ وَ ما هيَ نسبةُ المصداقيَّةِ في حدوثها؟
– ما الّذي يجِبُ علينا فعلُهُ بشكلٍ دَقيقٍ لنتجنَّبَ هذهِ التداعيات جميعها؟
– وَ هل يُمكِنُنا تغييرُها تغييراً جذريَّاً مُعاكساً لها بالتمامِ وَ الكَمالِ؟
أَخبرتُك قبلَ قليلٍ:
– لا داعٍ لأَن يحتارَ عقلُك أَو ينهارَ قلبُك هلَعاً.
ليكُن قلبُك مُطمئنَّاً؛ فأَنا الّذي سأَخبرُك بأَجوبةِ كُلِّ هذهِ الأَسئلةِ بعدَ قليلٍ طيَّ مقاليَ هذا الّذي بينَ يديك الآن، فتابع (ي) القراءةَ لتنكشفَ لك جميعُ حقائق هذه التوقُّعات.
أَقولُ:
حينَ نُدَقِّقُ بعقولِنا (لا بعواطِفِنا) في توقُّعاتِ هؤلاءِ الأَشخاصِ، وَ نُحَقِّقُ فيها (لا أَن نُسَلِّمَ بها جُزافاً)، نجِدُ أَمامَنا النتائجَ التاليةَ بوضوحٍ كاملٍ لا يقبلُ الشَكَّ أَبداً:
النتيجةُ الأُولى:
أَنَّ هؤلاءِ الأَشخاصِ الّذين توقّعوا لنا هذه التوقُّعات، هُم عُلماءٌ حقيقيِّون، صادقون وَ لا يكذبون، وَ قَد أَجروا دراساتهِم الفَلكيَّةِ وَ/ أَو الجفريَّةِ فظهَرتَ لَهُم إِشاراتٌ توَضِّحُ شيئاً مِن هذا القَبيلِ، وَ حيثُ أَنَّ الأَشخاصَ الّذينَ يَصِلونَ إِلى هذهِ الدرجةِ مِنَ العِلمِ يكونونَ أَصحابَ شبكةِ عَلاقاتٍ واسعةٍ وَ مُهمَّةٍ أَيضاً، بما فيها أَشخاصٌ نافِذونَ في أَجهزةِ استخباراتٍ عالميَّةٍ، لِذا فقَد مَرَّر لَهُم هؤلاءِ الاستخباراتيِّونَ الأَخيارُ بعَضاً مِنَ الخُطَطِ الاستخباراتيَّةِ العالميَّةِ الّتي يرومُ تطبيقها استخباراتيِّونَ أَشرارٌ؛ سعياً لتحقيقِ مصالحِ أَشخاصٍ آخرينَ مِن ذوي القُدرةِ الماليَّةِ الْمُتحكِّمَةِ في الكثيرِ مِن مفاصلِ حياةِ الدولِ وَ الأَشخاصِ، سواءٌ كانَ ذوي القُدرةِ الماليَّةِ هؤلاءِ هُمِ رؤوسُ الماسونيَّةِ أَو غيرَهُم؛ كما يقولُ بذلكَ الكثيرونَ، وَ بالتالي: فقَد أَرادَ هؤلاءِ الاستخباراتيِّونَ الأَخيارُ إِيصالَ هذهِ الخُطَطِ إِلى ذوي الَعلاقةِ الأَخيارِ؛ كي يأَخذوا تدابيرَهُم الحازمةِ الّتي تردَعُ هذهِ الخُطَطَ عَن بَكرةِ أَبيها، وَ إِذ أَنَّ الضرورةَ تتطلَّبُ إِخفاءَ هويِّاتِ هؤلاءِ الاستخبارتيِّونَ الأَخيارَ، لذا: فإِنَّ الطريقةَ الوحيدةَ السَديدَةِ في إِيصالِ هذهِ الخُطَطِ إِلينا يكونُ عَن طريقِ عُلماءِ الفَلكِ هؤلاءِ، ليخبروننا بها على شكلِ توقّعاتٍ، باعتبارِ أَنَّهُم استطاعوا كشفها عن طريقِ عِلمِهم في الفَلكِ وَ الجَفرِ وَ ليسَ عن طريقِ تسريبِ معلوماتها مِن خلالِ أَشخاصٍ مُطَّلعينَ، وَ هذا ما يضمِنُ الأَمانَ لَهُم وَ لنا وَ للعُلماءِ هؤلاءِ على حَدٍّ سواءٍ.
بمعنىً بسيطٍ جدَّاً: هي رسالَةٌ مخفيَّةٌ يُرسِلُها أَشخاصٌ استخباراتيِّونَ أَخيارٌ إِلى صُنَّاعِ القَرارِ ذوي العَلاقةِ الأَخيارِ عَن طريقِ لسانِ هؤلاءِ العُلماءِ؛ ابتغاءَ أَخذ الحيطةِ وَ الحذرِ وَ اتِّخاذ الإِجراءاتِ الكفيلةِ بردعِ هذهِ الْمُخطَّطات، بما يضمِنُ الاستقرارَ للبشريَّةِ كُلِّها دُونَ استثناءٍ.
– وَ هل يوجَدُ شخصٌ في هذا العالَمِ يُمكِنُهُ التحكُّمَ إِلى هذهِ الدرجةِ بإِحداثِ مثلِ هذهِ الحوادثِ العَظيمةِ ذاتِ التداعياتِ الخطيرةِ على مساحاتِ دولِ العالمِ كُلِّها؟!
لعلَّ عقلك أَنت أَو غيرُك يسأَلُني هكذا سؤالٍ، فأُجيبُ قائلاً:
– نعم، يوجَدُ أَشخاصٌ لَهُم قُدرةُ التحكُّمِ في جميعِ هذهِ الأُمورِ، وَ إِليكَ الأَمثلةُ الواقعيَّةُ العمليَّةُ إِجمالاً بدونِ ذِكرِ التفاصيلِ؛ ابتغاءَ عدمَ الإِطالَةِ في الكلام.
المثالُ الأَوَّلُ:
التحكُّمُ في المناخِ (وَ الطقسُ جزءٌ منهُ)، يتمُّ عن طريق استخدامِ وسائلٍ مُعيَّنةٍ يُمكِنُها إِحداثَ الزلازلِ وَ البراكينِ وَ ذوبانَ الجليدِ وَ هطولَ الأَمطارِ الغزيرةِ وَ شحَّةَ المياهِ وَ إِحداثَ السيولِ وَ الفيضاناتِ وَ الحرائقِ وَ الأَعاصيرِ وَ الزوابع وَ غيرَ هذا الكثير الكثير، وَ من هذهِ الوسائلِ استخدامُ مادَّة الكيمتريل، يمكنك أَنت البحث عنها في الإِنترنت لاكتشافَ تفاصيلها الدقيقةِ وَ كيفيَّةِ إِمكانها التحكُّمَ الكاملَ في المناخِ وَ تداعياتهِ في جميعِ الأَصقاعِ وَ البقاع.
المثالُ الثاني:
نشرُ الأَمراضِ التنفُسيَّةِ الخطيرةِ يمكنُ إِحداثُها عن طريقِ تلويثِ الهواءِ بفيروسٍ تمَّ تطويرُهُ في مُختبراتٍ خاصَّةٍ بهذا الشأَنِ، وَ بالطبعِ لَن يتمَّ نشرُ هذا الفيروسِ ما لَم تقُم هذهِ المختبراتُ أَوَّلاً بصناعةِ لُقاحٍ مُضادٍّ لَهُ؛ يضمِنُ لصانعيهِ وَ مموليهِم قُدرتهم على التخلُّصِ منهُ أَثناءَ انتشارِهِ، وَ في الوقتِ ذاتهِ أَيضاً يُعطيهمِ القُدرةَ على امتلاكِ ثرواتٍ هائلةٍ منَ المالِ لاحقاً عندَ بيعهِ فيما بعدَ انتشارهِ بوقتٍ هُم يُحدِّدونهِ؛ تحتَ ذريعةِ اكتشافِهم العلاجَ الناجِعَ لهذا الفيروسِ القاتلِ الفَتَّاكِ، مِمَّا يجعلِ الْمُصابينَ بهِ على استعدادٍ كاملٍ لإِعطاءِ مُمتلكاتهِم مِنَ أَجلِ الحصولِ على هذا اللُقاح.
المثالُ الثالثُ:
الاغتيالاتُ وَ دَفعُ الشعوبِ للثوراتِ طلباً لحقوقهِم المسلوبةِ على أَيدي الفاسدينَ وَ الكسادُ الاقتصاديُّ في السِلَعِ التقليديَّةِ وَ انهيارُ بورصةِ الأَسُهُم وَ غيرها، كُلُّ هذهِ أُمورٌ يمكِنُ التحُكّمُ بها عبرَ مؤامراتٍ شيطانيَّةٍ قميئةٍ يتمُّ تدبيرها مُسبقاً في مطابخٍ سريَّةٍ بعيدةٍ عَنِ الأَنظار.
إِلى غيرِها منَ الأَمثلةِ العمليَّةِ الواقعيَّةِ الّتي تُري الناظرينَ إِليها أَنَّها تداعياتٌ لأَحداثٍ طبيعيَّةٍ، وَ هيَ في حقيقةِ الحالِ قَد تمَّ ارتكابُها على أَيدي جُناةٍ مُحترفينَ معَ سبقِ الإِصرارِ وَ الترصُّد.
باختصارٍ شديدٍ: هؤلاءِ الْجُناةُ الْمُحتَرِفونَ يوهِمونَ النَّاسَ أَنَّ الفاعِلَ الحَقيقيَّ لهذهِ الأَحداثِ الخطيرةِ هُوَ: الله، وَ بالتالي: فإِنَّ اللهَ هُوَ المسؤولُ عن جميعِ هذهِ التداعياتِ، وَ لأَنَّ النَّاسَ لا يُمكِنُهُم مُقاضاةُ اللهِ، لذا: ما على النَّاسِ سوى أَن يرضخوا لهذه الحوادثِ طوعاً وَ يستسلِموا لتداعياتها دُونَ أَيِّ مُقاومَةٍ أَوِ امِتناع! في حينِ أَنَّ الواقعَ الّذي غيَّبَهُ الْجُناةُ الْمُحترِفونَ هؤلاءِ عنِ النَّاسِ الغافلينَ عن هذهِ الحقائقِ الخطيرةِ، هُوَ: أَنَّ اللهَ عَزَّ وَ جَلَّ بريءٌ مِن أَيِّ تُهمةٍ، وَ مُنَزَّهٌ مِن أَيِّ شَينٍ جُملةً وَ تَفصيلاً، وَ لا يصدرُ مِنَ اللهِ الإِلهِ الخالقِ الحَقِّ إِلا الْحُبُّ وَ الخيرُ وَ السَّلامُ، وَ ما عدى هذهِ الأُمورُ الثلاثةُ فإِنَّهُ يصدرُ من وَ/ أَو عنِ المخلوقاتِ ذات العَلاقةِ دُونهُ هُوَ تقَّدسَت ذاتُهُ وَ تنزَّهت صِفاتُهُ، وَ أَنَّ الفاعِلَ الحَقيقيَّ لها هُوَ مُرتكبيها هُؤلاءِ لا سِواهُم، الّذينَ أَخفوا أَنفُسَهُم عَن أَعُينِ القانونِ بأَساليبهِم الشيطانيَّةِ الخبيثةِ هذه، مُستغلّينَ غفلةَ النَّاسِ وَ إِشغالِهم بأُمورٍ ما أَنزلَ اللهُ تعالى بها مِن سُلطانٍ أَبداً، بما فيها إِشغالِهم بتقاتُلِهِم مِن أَجلِ تأَمينِ مُتطلّباتِ البقاءِ، وَ تنافُسِهِم مِن أَجلِ توفيرِ مُستلزماتِ الارتقاء.
النتيجةُ الثانيةُ:
أَنَّ هذهِ التوقُّعاتُ عبارةٌ عن تمريرٍ مقصودٍ مِن أَشخاصٍ استخباراتيِّينَ أَشرارٍ، سواءٌ كانَ هذا التمريرُ قدَ تمَّ عبرَ استغلالِهم الأَشخاصَ الاستخباراتيينَ الأَخيارَ دونَ عِلمِ الأَخيارِ بهذا الاستغلالِ، أَو قَد تمَّ على أَيدي استخباراتيينَ أَشرارٍ أَيضاً، أَو حتَّى قَد تمَّ بعلمِ هؤلاءِ الّذينَ يُسمُّونَ أَنفُسَهُم عُلماءً، أَو حتَّى دونَ عِلمِ هؤلاءِ العُلماءِ، إِلَّا أَنَّ الغرضَ مِن تمريرِ هذهِ التوقُّعاتِ هُوَ تهيئَةُ الأَرضيَّةِ الْمُناسِبَةِ لعقولِ النَّاسِ وَ جعلِهم يُصدِّقونَ هذا التمريرَ على أَنَّهُ حقيقةً تمَّ ارتكابُها بفعلٍ صادرٍ مِنَ اللهِ، مِمَّا يجعلِ النَّاسَ غافلينَ عن مُرتَكبي هذهِ الحوادثِ حينَ حصولها، وَ بالتالي: يظلُّ الْجُناةُ هؤلاءِ بعيدونَ عن أَعيُنِ القانونِ فلا تطالُهُم العدالَةُ في الدُّنيا مُطلقاً (وِفقَ رؤيةِ هؤلاءِ الْجُناةِ الْمُحتَرِفونَ)، مِمَّا يجعلِ النَّاسَ بذلكَ في هَرَجٍ وَ مَرَجٍ يُشغِلانهُم عَنِ الْمُخطِّطينَ الحَقيقيينَ لهذهِ الحوادثِ وَ عَن مُنفِّذيها الواقعيينَ، كأَن يُريدونَ القيامَ بتجاربٍ نوويَّةٍ فيدَّعونَ مُسبقاً حدوثَ تصادمٍ نجميٍّ في السَّماء، وَ هكذا دواليك منَ أَلاعيب الخِداع.
باختصارٍ شَديدٍ:
هؤلاءِ الْجُناةُ الْمُحتَرِفونَ، يعملونَ وِفقَ قاعِدَة ما أُسَمِّيها أَنا شخصيَّاً بـ (قاعدة الطِشتِ وَ الحصى)، وَ الفِكرةُ بسيطَةٌ جدَّاً، إِلَّا أَنَّها خطيرةٌ فوقَ تصوُّرِ المتصوِّرينَ في تطبيقاتها العمليِّةِ على أَرضِ الواقعِ، وَ هذهِ القاعِدَةُ هي إِحدى مُبتكراتيَ الشخصيَّة غيرِ المسبوقةِ مُطلَقاً، وَ تتلخَّصُ في التوضيحِ التالي السهلِ البسيطِ:
ضَع (ي) أَنت بينَ ساقيك طِشتً مملوءً بالماءِ، بغضِّ النظرِ عن حجمِ وَ شكلِ الطشتِ هذا، وَ بغضِّ النظرِ أَيضاً عَن طبيعةِ الماء الّذي فيهِ، نقيَّاً كانَ أَو ملوَّثاً، وَ اجلُس (ي) على كُرسيٍّ عِندَ أَيِّ نُقطةٍ مِن نُقاطِ أَطرافهِ أَيَّاً كانت، كُلُّ ما عليك هُوَ أَن ترميَ الحصى وَ تُراقِب (ين) تداعياتهُ، هكذا بكُلِّ بساطةٍ، ارمِ (ي) أَنت الحصى في الماءِ عندَ النقطةِ الّتي أَمامك، وَ ستُحدِثُ الحصى اندفاعاتٍ في ماءِ الطِشتِ تصِلُ حركاتُها (آثارُها) إِلى أَقصى ما يُمِكنُها الوصولَ إِليهِ في جميعِ أَرجاءِ الطِشتِ، وَ كُلّما كانت رميتُك الحصى أَكثر قوَّةٍ، كانت اندفاعاتُ الماءِ أَكثرَ، وَ بالتالي: أَصبَحَ وصولُ حركاتها (آثارها) إِلى درجةٍ أَكبرٍ وَ أَوسعٍ أَيضاً، وَ كُلّما حدَّدت أَنت زاوية رميك الحصى، مستقيماً، أَو مائلاً بدرجةٍ مُعيَّنةٍ، تغيَّرت حركَةُ الاندفاعاتِ بالاتِّجاهِ الّذي يُريدُهُ عقلُك وَ قلبُك معاً، وَ الهدفُ مِن رميك الحصى هُوَ: أَن تطالَ اندفاعاتُ الماء كُلَّ شيءٍ في الماءِ تصِلُ إِليهِ هذهِ الاندفاعاتُ، دُونَ أَن تعلَمَ هذهِ الأَشياءُ أَنَّ السببَ في وقوعِ التأَثيراتِ (التداعياتِ) عليها هُوَ الحصى، وَ أَنَّ الْمُسَبِّبَ الواقعيَّ لها هُوَ أَنت (رامي الحصى) وَ ليسَ الله!
لك أَنت أَن تضعَ (ي) قارباً ورقيَّاً في ماءِ الطِشتِ هذا، لتتضحَ لك مدى التأَثير الواضحِ (الخَفيِّ) الّذي تُحدِثُ الحصى في تغييرِ اتِّجاه وَ سرعةِ مسيرِ هذا القاربِ في ماءِ الطِشتِ الّذي بين ساقيك أَنت، لذا: فأَنت الْمُتحَكِّمُ بجميعِ حركاتِ الأَشياءِ الموجودةِ في الطِشتِ، بتحكُّمك بقوَّةِ وَ زاويةِ وَ حجمِ الحصى الّذي ترميهِ (ترمينهُ) أَنت في الماء.
– هل رأَيت أَنت بساطَةَ قاعدتي هذهِ (قاعدة الطِشتِ وَ الحصى) وَ مدى خطورة تداعياتها في تطبيقاتها العمليَّةِ على أَرضِ الواقع الْمُعاشِ؟
وَ الشيءُ ذاتُهُ يحصلُ في كافّةِ المستويات، السياسيَّةِ وَ الاقتصاديَّةِ وَ النَّفسيَّةِ وَ غيرها.
فلاحِظ (ي) وَ تأَمَّل (ي) وَ تبصَّر (ي) وَ تدبَّر (ي) حماك الله مِن كُلِّ سوءٍ وَ مكروه!
النتيجةُ الثالثةُ:
أَنَّ هؤلاءِ الّذينَ يُسمُّونَ أَنفُسَهُم عُلماءً مُتخصِّصونَ في عِلمِ الفلكِ وَ أَسرارهِ، هُم فعلاً علماءٌ حقيقيِّونَ، وَ لا ارتباطَ لهم بأَيِّ شخصٍ استخباراتيٍّ، سواءٌ كانَ الاستخباراتيُّ هذا منَ الأَخيارِ، أَو حتَّى كانَ مِنَ الأَشرارِ، وَ إِنَّما قَد توقُّعوا حدوثَ هذهِ الحوادثِ الخطيرَةِ؛ بناءً على آرائهم الشخصيَّةِ وَ استناداً لِمُجرياتِ الأَحداثِ السياسيَّةِ وَ الاقتصاديَّةِ الجاريةِ الْمُعاصِرة؛ اعتماداً على القاعدةِ المنطقيَّةِ البديهيَّةِ الَّتي تقولُ بـ (التوالدِ الموضوعيِّ للأَحداث)، وَ بالنتيجةِ، فإِنَّها تبقى مُجرَّدُ توَقُّعاتٍ لا أَكثرَ وَ لا أَقلَّ من هذا، أَيّ: قد تحدثُ، وَ قد لا تحدثُ، قَد تكونُ، وَ قَد لا تكونُ، فإِن حدثت فكانت، قالَ هؤلاءِ العُلماءُ حينها:
– أَنَّهُم هُم مَن توقُّعوا حدوثها فأَصابوها بتوقُّعاتِهم.
وَ إِن لَم تحدث فما كانت، قالوا آنذاك:
– هيَ مُجرَّدُ توَقُّعاتٍ، وَ لَم نقُل لَكم أَنَّها حقائقٌ ثابتةٌ تستوجِبُ الحدوث، وَ التوقُّعاتُ تبقى مُجرَّدُ توقُّعاتٍ قَد تُصيبُ وَ قَد تُخطئُ أَيضاً.
وَ بالتالي: فلا أَحدَ يستطيعُ مُقاضاةَ هؤلاءِ العُلماءِ لعدمِ صِدقِ توقُّعاتهِم، على أَيَّةِ حالٍ مِنَ الأَحوالِ؛ إِذ أَنَّ الْمُلامَ وَ الْمُقصِّرَ في تصديقِ هذهِ التوقُّعاتِ هُوَ: أَنت، نعم أَنت؛ لأَنَّك أَنت الشخص الّذي آمنَ بحدوثِها وَ عاشَ في دوَّامةِ تداعياتها الفكريَّةِ وَ النَّفسيَّةِ وَ العَصبيَّةِ وَ غيرها، لِمُجرَّدِ أَنَّك سمعت بكلمةِ (توقُّعات)!
مِمَّا مرَّ سلفاً، نستخلِصُ جوابَ السؤالِ الأَهمِّ على الإِطلاق:
– ما هُوَ أَخطرُ توقُّعاتِ الأَحداثِ الّتي ستحدثُ في العامِ (2020) وَ الّتي يجهلُها الجميعُ قاطبةً بمَن فيهِم هؤلاءِ الّذينَ يُسمُّونَ أَنفُسَهُم عُلماء؟
فأَقولُ جواباً إِليك ضمن تسلسلِ التوقّعاتِ ليكونَ هُوَ بالرقمِ الْمُتَممِ لها:
(16): أَخطَرُ التوقُّعات في العام 2020 للعالمِ وَ الدول العَربيَّة، هُوَ أَنَّك تتوقع (ين) حدوث هذهِ التوقُّعات السلبيَّةِ الخطيرةِ؛ لأَنَّ جميعَ التوقُّعاتِ السلبيَّةِ الّتي مَرَّ ذكرها في أَعلاهُ، وَ الّتي زعمَ بها أُولئك الأَشخاصُ، إِنَّما تتركُك في إِحساسٍ كئيبٍ يُحيطُهُ الشعور منك بالعَجز الْمُطلَقِ تجاهها، وَ بالتالي: ستكونُ مانعاً لك عن القيامِ بأَعمالك اليوميَّةِ وَ مشاريعك الْمُستقبليَّةِ مِمَّا يؤدِّي هذا السكونُ الطوعيُّ منك إِلى تعطيلِ عجلةِ الحياةِ برُمَّتها فيما يخصُّك وَ يخصُّ الْمُتعلّقينَ بك بمَن فيهم مُجتَمعُك أَنت، في الوقتِ الّذي تسيرُ فيهِ عجلةُ حياةِ أُولئك الجُناةِ الْمُحترفينَ على قدمٍ وَ ساقٍ، وَ بالتالي: تكونُ (ين) أَنت مِنَ الخاسرينَ وَ يكونونَ هُم مِنَ الرابحين.
إِذاً:
– ما الّذي يجِبُ علينا فعلُهُ بشكلٍ دَقيقٍ لنتجنَّبَ هذهِ التداعيات جميعها؟
الجوابُ هُوَ:
أَن نمارِسَ حياتنا بكُلِّ ما في داخلنا مِن قُوَّةٍ في تحقيقِ آمالنا وَ أَحلامنا وَ أَهدافنا فيها، وَ أَن نبتعدَ كُلِّيَّاً عن هذهِ التوقّعاتِ السَّلبيَّةِ بزيادةِ ثقتنا باللهِ الإِلهِ الخالقِ الحَقِّ، وَ بأَنفُسِنا أَيضاً، فنعمُلُ على نشرِ وَ ترسيخِ الْحُبِّ وَ الخيرِ وَ السَّلامِ فيما بيننا جميعاً، بغضِّ النظرِ عَن عِرقِ أَحدِنا أَو انتمائهِ أَو عقيدتهِ، بأَن نجعلَ الإِنسانيَّةَ منهجنا الدائمَ في التعامُلِ معَ إِخوتنا وَ أَخواتنا في هذهِ الأُسرةِ الإِنسانيَّةِ الواحدةِ الكَبيرةِ، وَ هذا لَن يتحقَّق إِلَّا إِذا جعلنا عقولَنا في أَيدينا نحنُ، لا أَن نجعلها في أَيدي ذوي العمائمِ وَ اللحى مِن سُفهاءِ الدِّينِ كهنةِ المعابدِ الْمُتأَسلمينَ لا الْمُسلمينَ وَ مَن حذا حذوهُم مِن أَتباعِهم وَ أَذيالِهم الْمُنافقينَ وَ الْمُنافقاتِ؛ إِذ:
– أَكثرُ الآمالِ وَ الأَحلامِ في زماننا هذا وَ قبلهُ أَيضاً، باتَت حَراماً عَلينا نحنُ الأَتقياءُ خاصَّةً وَ على الكثيرينَ غيرنا عامَّةً، وَ صارَت حلالاً لأُناسٍ مُحَدَّدينَ دُونَ سِواهُمُ، على رأَسهِم أُولئكَ سُفهاءُ الدِّينِ كَهنةُ المعابدِ الْمُتأَسلمينَ لا الْمُسلمينَ؛ الّذينَ احتَرَفوا تجارَةَ الوَهمِ بامتيازٍ شنيعٍ، فصاروا يَعيثونَ في البلادِ وَ العِبادِ فساداً وَ إِفساداً كيفما يشاؤونَ، وَ قَد ساعدَهُم بذلكَ جَهلُ الجاهلينَ وَ نِفاقَ الْمُنافقينَ وَ أَطماعُ الطامعينَ وَ فسادُ الفاسدينَ، فحَسبُنا اللهُ فيهِم وَ نِعمَ الوكَيلِ.
وَ كما يُقالُ (وَ هُوَ ليسَ حديثاً نبويَّاً):
– تفاءلوا بالخيرِ تجدوه.
ثُمَّ عن هذهِ التوقُّعاتِ الخطيرةِ المزعومة:
– هل يُمكِنُنا تغييرُها تغييراً جذريَّاً مُعاكساً لها بالتمامِ وَ الكَمالِ؟
الجوابُ هُوَ:
نعمٌ بالتأَكيدِ يُمكِنُنا ذلكَ؛ لأَنَّ مقاليدَ الأُمور في حقيقتها بيدِ الإِلهِ الخالقِ الحَقِّ، وَ هذا يعني أَحدَ أَمرينِ لا ثالثَ لَهُما مُطلَقاً:
الأَمرُ الأَوَّلُ:
أَنَّ اللهَ قادِرٌ على التغييرِ لأَيِّ شيءٍ في أَيِّ وقتٍ يشاءَهُ هُوَ دُونَ مراعاةٍ منهُ لتداعياتِ هذا التغييرِ؛ وِفقَ قاعدةِ أَنَّهُ يمحو ما يشاءُ، وَ هذا ما يؤمِنُ بهِ الجاهلونَ وَ الحمقى مِمَّن لا يعرفونَ حقيقةَ الله، فإِن كنُت أَنت مِن هذهِ الفئةِ (وَ لا أَظنُّك منها)، يتوجَّبُ عليك تركَ هذهِ التوقُّعاتِ السلبيَّةِ برُمَّتها؛ لأَنَّ اللهَ يمكنهُ تغييرها إِذا شاءَ ذلكَ، وَ إِذا لَم يشاءَ لها التغييرَ فيتوجَّبُ عليك التسليمَ لِما يشاءَهُ اللهُ فيها وَ فيك وَ في كُلِّ شيءٍ، تسليماً طوعيَّاً دونَ اعتراض.
الأَمرُ الثاني:
أَنَّ اللهَ قادرٌ على التغييرِ لأَيِّ شيءٍ في أَيِّ وقتٍ يشاءَهُ هُوَ معَ مراعاةٍ منهُ لتداعياتِ هذا التغييرِ؛ وِفقَ قاعدةِ السَببِ وَ النتيجةِ، وَ هذا ما نؤمِنُ بهِ نحنُ المؤمنونُ الموَحِّدونَ باللهِ، فإِن كُنت أَنت من هذهِ الفئةِ (وَ أَظنُّك منها)، توجَّب عليك (أَيضاً) تركُ هذهِ التوقُّعاتِ السلبيَّةِ برُمَّتها؛ لأَنَّ اللهَ عَزَّ وَ جَلَّ قَد منحنا جميعَ الأَسبابِ الّتي لو أَخذنا بها بحذافيرِها لاستطعنا إِحداثَ التغييرِ الإِيجابيِّ المطلوبِ، بل وَ تغييرِ الأَشياءِ السلبيَّةِ تغييراً جذريَّاً مُعاكساً لها بالتمامِ وَ الكَمالِ.
إِذاً:
علينا أَن نكونَ إِيجابيينَ، وَ أَن نتمسَّكَ بأَوامرِ وَ وصايا نبيِّنا الصادق الأَمينِ محمَّدٍ بن عبد الله الهاشميِّ (عليهِ السَّلامُ وَ روحي لَهُ الفِداءُ)، حيثُ قالَ:
– “لا عَدْوَى وَ لا طيرةَ وَ لا هامةَ وَ لا صَفرَ، وَ فِرَّ مِنَ المجذومِ كما تَفِرُّ مِنَ الأَسَدِ”.
[رواهُ الأَلبانيُّ رحمةُ اللهُ تعالى عليهِ في السلسلةِ الصحيحةِ: تسلسل (783)].
وَ قالَ أَيضاً (روحي لَهُ الفِداءُ):
– ” لا عَدْوَى، وَ لا صَفَرَ، وَ لا هامَّةَ، خَلَقَ اللهُ كُلَّ نَفْسٍ، فكَتَبَ حياتَها وَ مَوتَها وَ مُصيباتِها وَ رِزقَها”.
– [رواهُ الأَلبانيُّ رحمةُ اللهُ تعالى عليهِ في السلسلةِ الصحيحةِ: تسلسل (1152)].
وَ قالَ عليهِ السَّلامُ:
– “أَخْوَفُ ما أخافُ علَيْكُم ما يُخْرِجُ اللَّهُ لَكُمْ مِن زَهْرَةِ الدُّنْيا”
قالوا:
– وَ ما زَهْرَةُ الدُّنْيا يا رَسولَ اللهِ؟
قالَ:
– “بَرَكاتُ الأرضِ”.
قالوا:
– يا رَسولَ اللهِ، وَ هل يأتي الخَيرُ بالشَّرِّ؟
قالَ:
– “لا يأتي الخَيرُ إلّا بالخَيرِ، لا يأتي الخَيرُ إلّا بالخَيرِ، لا يأتي الخَيرُ إلّا بالخَيرِ، إنَّ كُلَّ ما أنبَتَ الرَّبِيعُ يَقتُلُ، أو يُلِمُّ، إلَّا آكِلَةَ الخَضِرِ، فإنَّها تَأكُلُ، حتَّى إذا امتَدَّت خاصِرَتاها استَقبَلَتِ الشَّمسَ، ثُمَّ اجتَرَّت و بالَت و ثَلَطَت، ثُمَّ عادَت فأكَلَت، إنَّ هذا المالَ خَضِرَةٌ حُلوَةٌ، فمَن أخَذَهُ بحَقِّهِ، و وَضَعَهُ في حَقِّهِ، فَنِعمَ المَعُونَةُ هُوَ، و مَن أخَذَهُ بغيرِ حَقِّهِ، كانَ كالَّذِي يَأكُلُ و لا يَشبَعُ”.
“رواهُ الإِمامانِ البُخاريُّ وَ مُسلمٌ رضوانُ اللهِ تعالى عليهِما في صحيحيّهِما، صحيحُ البخاريُّ: التسلسل (6427)، وَ صحيحُ مُسلمٍ: التسلسل (1052)”.
فهؤلاءِ الْجُناةُ الْمُحترِفونَ، مِن مصاديقِ قولهِ الشَّريفِ:
– “مَن أخَذَهُ بغيرِ حَقِّهِ، كانَ كالَّذِي يَأكُلُ و لا يَشبَعُ”!
فهُم قَد أَخذوا المالَ بغيرِ حَقِّهِ، فصاروا كالّذي يأَكلُ وَ لا يشبَعُ أَبداً، وَ أَمَّا نحنُ العابدونَ المؤمنونَ الموحِّدونَ باللهِ، فمِن مصاديقِ قولهِ الشَّريفِ:
– “فمَن أخَذَهُ بحَقِّهِ، و وَضَعَهُ في حَقِّهِ، فَنِعمَ المَعُونَةُ هُوَ”..
فنحنُ قَد أَخذنا المالَ بحَقِّهِ، وَ وضعناهُ في حَقِّهِ، فكانَ وَ يكونُ وَ يبقى كائناً إِلى الأَبدِ نِعمَ المعونةِ هُوَ لنا وَ لغيرنا على حَدٍّ سواءٍ دُونَ استثناءٍ، وَ هكذا يجبُ أن نكونَ جميعُنا في جميعِ البقاعِ وَ الأَصقاع.
وَ للهِ دَرُّ الإِمامِ الشافعيِّ مُحمَّد بن إِدريس (عليهِ السَّلامُ وَ روحي لَهُ الفِداءُ)؛ إِذ قالَ:
إِذا أَصبَحتُ عِندي قوتُ يَومي
فَخَلِّ الهَمَّ عَنّي يا سَعيدُ
وَ لا تَخطُر هُمومَ غَدٍ بِبالي
فَإِنَّ غَداً لَهُ رِزقٌ جَديدُ
أُسَلِّمُ إِِن أَرادَ اللَهُ أَمراً
فَأَترُكُ ما أُريدُ لِما يُريدُ.
وَ في مقالاتيَ القادمةِ إِن شاءَ اللهُ سأَكشِفُ لك المزيدَ مِنَ الحقائقِ الّتي تأَتيك تباعاً على صفحاتِ هذا المنبرِ الحُرِّ النزيه.
أسألُ اللهَ تعالى لك و لي و للجميع حياةً هانئةً مُنعَّمةً بالاستقرارِ و الرخاء، راجياً منك مُشاركة هذا المقال مع جميع أصدقائك و معارفك؛ ليكونَ حجرَ خيرٍ قويٍّ تُلقيه يدُك في طشتِ حياتك الدُّنيويَّةِ هذه؛ فتصلُ الحقائقُ الّتي فيه إلى الجميع قاطبةً، و بالتالي يكونُ حجَرُ الخيرِ القويِّ هذا قَد ألقتُهُ يدُك في طشتِ حياتك الأُخرويَّةِ كذلك، و بهذا الخيرِ تعُمُّ الجميعَ نسائمُ الْحُبِّ وَ الخيرِ وَ السَّلامِ فتُغدِقُ الآفاقَ بصوتٍ صادحٍ قائلاً دُونَ انقطاعٍ:
– بالْحُبِّ يحيا الإِنسان.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى