غير مصنف

أحلام طائرة بقلم عبير صفوت 

احلام طائرة
بقلم عبير صفوت

استباحت ام سلامة قطوف من العمر غضونة ، حتي قالت وهي ترثي

علي حالها من الحدث المهول ، و الفعل المستنكر لها ، الذي بات ابنها

سلامة ، يفكر فية ذات الأمر بجدية ،حتي لم تري الا يديها ملوحة بعنف

وصدمة مهولة : سلامة…سلامة…تذكر امك يا سلامة ، تذكر امك يا بني

وثب ما بين الأجفان عن قهر الزمن ، الحد يلاقية في محني طارئة ، حين

تشدق سلامة : إن الأزمة بدت الحلقوم يا سادة ، تمضع سلامة بتلك

الكلمات يتنكر لها : دعيني وشأني .

حين اقتربت الأم من هذا الضريح مكللة بالدعاء والتمتمة والهمس ، داعية

، تحتضن بكفوفها كلاتا وجهها :اللهم ارحم موتنا ، اللهم امين يارب

العالمين .

جهرها صوت سلامة ، صارخا : المستقبل ، المستقبل ايها الاقوام

المستبقل .

بكت ام سلامة بنواح قائلة : كيف هانت عليك امك يا سلامة ؟!

لا يري سلامة غير المستقبل ، متحفزا : المستقبل المال الحرية ، هل

تعي الأمر ؟!

بكت ام سلامة متأثرة باللحظة ، جاثرة علي الألم : بلادك الأولي يابني .

سلامة ينفعل بكل قوة : لو كان بها معاونة ، كنت ما تفكرت الهجرة .

تشعر ام سلامة بحزن شديد : هنا الله وهناك الله يا ولدي .

سلامة يضحك ثائرا : انتهت المحنة يأم سلامة انتهي الفقر ، ذهب الأيام

المؤلمة وولت ، بل القادم افضل .

ام سلامة : لو لم ادرك انك بني ، لقلت عنكم اصحاب الجحود .

سلامة يضحك بسخرية : جحود ، جحود ، ام سلامة الجحود في كل مكان

ام سلامة تبتهل : القادم في يد الله يابني .

سلامة يصر : فليغير قوما بانفسهم .

سلامة…سلامة…لا تذهب ياسلامة ، امك هنا بهذه الارض ياولدي ، وطنك

ووطن اجدادك

سلامة يلوح للام قائلا : تذكري الافتخار الذي ساعود يوما بية ، تذكري

سلامة يأم سلامة .

مسحت ام سلامة دمعة قاسية بعد نشيج ادام ساعات ، وهي تخاطب

الضريح الذي امامها في باستكانة : سلامة كيف حالك يابني ؟!….الان هل

هدأت ياسلامة ، كيف تتوجع بقلبي يا سلامة؟! .. لماذا ياحبيبي؟! لماذا

؟!…ليس لي في الدنيا غيرك ، انت حظي من هذه الدنيا يا سلامة ،

أحفظة يارب .

تتذكر ام سلامة ذلك المشهد : ابنك رجل يام سلامة وسيد الرجال ، ابدا لا

تبكي .

ام سلامة تطمأنة وتتملي من ضريحة :حاضر يا سلامة ، حاضر يابني ،

ماذا ان كنت سمعت حديثي ؟!….لكنت بمكان اخر .

استعدت ام سلامة لرحيل ، بعد ان سلمت امرها لله ، حيث كانت تراودها

الخيالات وهي تسمع صوت سلامة يتردد في الفضاء مع السلامة يام

سلامة مع السلامة ياما ، ابنك ادها يام سلامة ادها .

نظرت ام سلامة خلفها نظرة اخيرة تخامرها الحسرة باكية ، وتمصمص

شفاها : ياعيني عليك يابني .

أحلام طائرة بقلم عبير صفوت 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى