مقالات وتقارير

مكانة مصر التاريخية

مكانة مصر التاريخية
كثيرا ما تتردد عبارة “مصر أم الدنيا” على ألسنة الناس عندما يشيرون إلى دور هذا البلد العربي الكبير في خدمة الأمة العربية والإسلامية، وكذلك عندما يشيرون إلى مكانة مصر التي تبوأتها عبر مراحل التاريخ المختلفة، فلماذا كانت مصر أم الدنيا بتعبير الناس، وما هي أبرز ما تميزت به تلك الدولة العربية عن غيرها.
حضارة مصر
تعود حضارة مصر إلى آلاف السنين، فقد سكن هذه البلاد الكثير من الأمم والحضارات، وكان أبرزها قديماً حضارة المصريين القدماء أو الفراعنة، فشواهد التاريخ وما وصل إلينا من آثار تاريخية لتدل على حكم التطور الذي وصلت إليه حضارة المصريين القدماء، فقد اشتهر عندهم الأدب والشعر، وكانت لديهم لغتهم الخاصة التي كانوا يكتبون بها، كما عَرَف الفراعنة ورق البردى الذي استخدموه في مجال الكتابة والبناء، وكان المصريون القدماء من أشهر الأمم عبر التاريخ التي تميزت في بناء المسلات والأهرامات التي ظل سر بنائها لغزاً يحير العلماء، كما عرف المصريون قديماً أسلوب تحنيط الموتى، حيث كانوا يؤمنون بالحياة بعد الموت، لذلك اهتموا بحياة الأموات وتكفينهم للحفاظ على أجسادهم صحيحة سليمة.
في العهد الإسلامي والفاطميّ
وقد فتحت بلاد مصر أيام الخليفة الراشد عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، حينما توجه عمرو بن العاص إليها ليفتحها فدخلها منتصراً وعاملها أهلها الأقباط معاملة حسنة، وفي العهد الإسلامي كانت مصر من أكثر الأمصار شهرة بسبب الخيرات التي كانت فيها، وفي العهد الفاطمي الذي حكم مصر لأكثر من ثلاثمئة سنة أنشئ الجامع الأزهر ليكون منارة للعالم الإسلامي وخير رافد للعلماء في شتى علوم الدين، كما أنشأ دار الحكمة كذلك ليكون قبلة الباحثين من كل مكان .
في العصر الحديث
وفي العصر الحديث في بدايات القرن العشرين، كان لمصر دور كبير في إحياء نزعة الثورة والتحرر من عتق الظالمين، ومن أشهر الثوارات؛ ثورة أحمد عرابي، وسعد زغلول، وغيرهم التي سعت للاستقلال عن المستعمر الأجنبي .
وفي الجانب الأدبي كانت مصر رائدة في هذا المجال حيث ظهر فيها الكثير من الأدباء والشعراء؛ مثل نجيب محفوظ، ومصطفى صادق الرافعي، وأحمد شوقي، وكذلك المفكرون من أمثال؛ رفاعة الطهطاويّ، ومحمد عبده .
وفي الجانب الفني كان لمصر دور كبير في إنشاء السينما العربية، ورفدها بالكثير من الأفلام التي كان لبعضها رسالة وهدف نبيل، ومن الناحية العسكرية فلا يستهان بدور مصر الكبير في ردع العدوان الإسرائيلي في حرب رمضان 1973، ويعد جيش مصر من أقوى الجيوش العربية وأكثرها جاهزية .
وكما أبدع المؤرّخ اليوناني هيرودت في التّعبير عنها بمقولته الشهيرة مصر هي هبة النيل. نعم فأصل وجودها هو نهر النيل وعزيمة وحب أولادها لتلك الأرض التي وهبتهم المعنى الحقيقي للحياة منذ قديم الزّمان فتلك الأرض العظيمة هي أرض الحضارة والتّاريخ العريق فلقد كانت أوّل أرض يقوم عليها حضارة من أعظم الحضارات التي مرّت على تاريخ البشريّة ألا وهي الحضارة الفرعونيّة القديمة والتي لا تزال آثارها شامخة حتى الآن تشهد عن عظمة المصريّين القدماء التي تحدّت كل الصّعاب وظلّت صامدة في وجه الزّمان وتقلباته فهيا بنا نتعرّف على موقعها وحدودها الجغرافيّة ومكانتها التاريخيّة والسياسيّة والسياحيّة بين دول العالم أجمع.
الموارد الطبيعية :-
تتمتع مصر بالعديد من الموارد الطبيعية، فمن الموارد المائية بها ساحلي البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط، إضافة إلى وجود 10 بحيرات طبيعية منها بحيرة المنزلة وبحيرة البرلس وبحيرة قارون إضافة إلى بحيرة ناصر الصناعية، بالإضافة إلى مورد المياه العذبة الرئيسي وهو نهر النيل الذي يمتد بطول مصر وينتهي بشطريه رشيد ودمياط، ويبلغ حجم الموارد المائية المتاحة عام 2000 / 2001 حوالي 68 مليار متر مكعب يستخدم منها في الزراعة نحو 85% سنويا، وفي الصناعة 9.5% وفي الشرب 5.5%، ساهم وجود نهر النيل أيضا في انتشار الرقعة الزراعية على طول ضفتيه، كذلك يوجد بمصر سلاسل جبلية تمتد في جبال البحر الأحمر وجبال سانت كاترين في سيناء، وتوجد مساحات واسعة تتمثل في الصحراء الشرقية والغربية
(والتي تتميز بوجود عدد من الواحات بها مثل: سيوة والفرافرة والداخلة والخارجة ) بالإضافة إلى صحراء سيناء التنوع في التضاريس والأماكن الجغرافية ساهم أيضا في توفر العديد من الثروات الطبيعية مثل الحديد والذهب والمنجنيز والفوسفات، وكذلك الأحجار مثل: الجرانيت والبازلت والرخام والحجر الجيري ورمل الزجاج، بالإضافة إلى الفحم والبترول والغاز الطبيعي.
الجيولوجيا والأحياء
ساهم تعاقب العديد من الحقب والعصور الجيولوجية على مصر في وجود العديد من الأماكن الجيولوجية والمحميات الطبيعية وجعلها واحدة من أكثر دول العالم في التنوع الجغرافي والأحيائي. يوجد في مصر العديد من المحميات وقامت اليونسكو بضم 30 موقعاً في مصر إلى قائمة التراث العالمي،
ومن أهم هذه المناطق:
محمية رأس محمد بسيناء، والتي تتميز بالشواطئ المرجانية والأسماك الملونة والسلاحف البحرية المهددة بالانقراض والأحياء المائية النادرة، وجزيرة تيران التي تبعد حوالي 6 كم من ساحل سيناء الشرقي وهي من الجزر والشعاب المرجانية العائمة وتتكون من صخور القاعدة الجرانيتية القديمة وتختفي تحت أغطية صخور رسوبية. محمية الزرانيق وسبخة البردويل بشمال سيناء والتي تعد أحد المفاتيح الرئيسية لهجرة الطيور في العالم من أوروبا وأسيا خلال الخريف متجهة إلى أفريقيا كما تقيم بعض الطيور في المنطقة بصفة دائمة وتتكاثر فيها. تم تسجيل أكثر من 270 نوعاً من الطيور في المحمية، محمية الغابة المتحجرة بالمعادي بمحافظة القاهرة وتزخر منطقة الغابة المتحجرة بكثافة من السيقان وجذوع الأشجار المتحجرة ضمن تكوين جبل الخشب والذي ينتمى إلى العصر الأوليجوسينى ويتكون من طبقات رملية وحصى وطفلة وخشب متحجر وهي غنية بدرجة ملحوظة ببقايا وجذوع وسيقان الأشجار الضخمة المتحجرة التي تأخذ أشكال قطع صخرية ذات مقاطع أسطوانية تتراوح أبعادها من سنتيمترات إلى عدة أمتار وتتجمع مع بعضها على شكل غابة متحجرة، وادي الحيتان هي منطقة للحفريات في الشمال الغربي لمحمية وادي الريان يرجع عمرها إلى حوالي 40 مليون عام وهذه الحفريات لهياكل متحجرة لحيتان بدائية وأسنان سمك القرش وأصداف وغيرها.
كذلك محمية بحيرة قارون بالفيوم وتعدّ من أقدم البحيرات الطبيعية في العالم وهي البقية الباقية من بحيرة موريس القديمة والتي اشتهرت عالمياً بتوافر رواسب حفرية بحرية ونهرية وقارية يرجع عمرها إلى حوالي 40 مليون سنة، وادي دجلة بمحافظة القاهرة من الأودية الهامة التي تمتد من الشرق إلى الغرب بطول حوالي 30 كم، ويمر بصخور الحجر الجيري الذي ترسب في البيئة البحرية خلال العصر الأيوسينى بالصحراء الشرقية (60 مليون سنة)، ويضم الوادي مجموعة من الكائنات الحية الحيوانية النادرة، محمية سيوة الطبيعية بمطروح الغنية بالمقومات السياحية المتميزة وتتميز أيضا بوجود أكثر من 40 نوعاً من النباتات البرية التي تشمل أنواع طبية ورعوية وغيرها، وكذلك حوالي 28 نوعاً من الحيوانات البرية الثديية ومنها أنواع نادرة مهددة بالانقـراض وأيضاً 32 نوعاً من الزواحف وحوالي 164 نوعاً من الطيور بالإضافة إلى أعداد كثيرة من اللافقاريات والحشرات.
وأكتشف مؤخرا منطقة نيزك جبل كامل بالوادي الجديد التي أعلنت محمية طبيعية، وقد تم اكتشاف نيزك جبل كامل في فبراير 2010 أثناء الرحلة الاستكشافية الجيوفيزيقية التي ضمت فريق من الباحثين، تقع منطقة فوهة نيزك جبل كامل أعلى تكوينات الحجر الرملي المتكون من الكوارتز آرنيت والتي يرجع عمرها إلى العصر الكريتاسى السفلى يعلوه طبقة محدودة (سنتيمترات) من الرمال شمالاً وبأسفله توجد صخور القاعدة من عصر ما قبل الكمبري ويحيط بالمنطقة العديد من الجبال ومسارات الأودية الجافة القديمة مما يعطى للمنطقة مظهرًا جماليًا فريدًا.
وهكذا إنتهي الجزء الأول , يتبع للجزء الثاني إن شاء الله …
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى