غير مصنف

لماذا تغير تكتيك الإرهابيين في حادث الدرب

كتبت:مرثا عزيز
تمكن رجال الأمن مساء أمس الاثنين، من إحباط مخططات أحد العناصر الإرهابية، لتنفيذ تفجيرات خلال المرحلة المقبلة، بعد ملاحقته في منطقة الدرب الأحمر، والذي فجر نفسه بمجرد وصول رجال الأمن إليه، الأمر الذي أدى إلى استشهاد 3 من رجال الشرطة، فيما أصيب ضابطان و3 مدنيين.
وتأتي هذه الواقعة بعد فترة هدوء في عمل الجماعات الإرهابية خاصة على صعيد العمق الداخلي للدولة، والتي أرجعها بعض الخبراء والباحثين في شأن الحركات الجهادية، إلى موجة ثانية لنزوح شباب الإخوان إلى جماعات التكفير، متوقعين زيادة وتيرة مثل هذه العمليات خلال الفترة المقبلة، ومحذرين من التجنيد الإلكتروني لعناصر جديدة غير مُدرجة على قواعد بيانات الأمن.
موجة النزوح الثانية
اعتبر الدكتور محمد جمعة، الباحث في مركز الأهرام للسياسات الأمنية والاستراتيجية، أن العملية تعبر عن موجة نزوح ثانية من شباب الإخوان إلى التنظيمات الإرهابية وتحديدًا معسكر السلفية الجهادية.
وقال جمعة، إن الموجة الأولى لنزوح شباب الجماعة وانضمامها للجماعات التكفيرية كانت عام 2015.
وأكد الباحث بمركز الأهرام، أن العناصر الإرهابية بدأت في أكتوبر الماضي الخروج من فترة سكونها، وكان نتيجة ذلك ارتفاع وتيرة العمليات الإرهابية منذ نوفمبر الماضي.
خطة المسارات البديلة
وقال أحمد عطا، الباحث في شأن الجماعات الإرهابية، إن عملية الدرب الأحمر في إطار خطة المسارات البديلة للجان النوعية المسلحة، لافتًا إلى وجود منهجية مُغيرة للتكليفات التي تنفذها هذه اللجان وأسلوب المواجهة.
وأوضح عطا، أن هذه المنهجية قائمة على عناصر جديدة غير مدرجة على أجندة الأمن السياسي، والقيادي علاء السماحي، المسئول عن توجيه تدريب وتكليف اللجان النوعية من اسطنبول، ولذلك نجد أن المُنفذ ليس من مجموعة الصعيد ولا الدلتا بعد نجاح جهاز الأمن الوطني خلال العام الماضي في تصفية اللجان النوعية في الدلتا والصعيد.
وأشار إلى أن المُنفذ اتبع أُسلوب استخباراتي مسلح من خلال إخفاء تام لوجهه واستخدام دراجة والتحرك وسط منطقة سياحية كثيفة السكان مثل الأزهر، وهذا يعبر عن مشروع تفخيخي مكتمل ومكلف ومدرب من الخارج من خلال التجنيد الإلكتروني، وهذا يقود إلى تطوير في منهجية العمليات الإرهابية من حيث اختيار العناصر.
وتابع الباحث في شان الجماعات المسلحة: “تغير الشكل وأسلوب التنفيذ واختيار المنطقة الجغرافية حتى يكون لها رد فعل إعلامي قوي وتأثير مباشر على السياحة، ولكن ما أخشاه هو الدفع بتنظيم (شتات الرّق) وهو تنظيم نسائي مسلح كان تابعًا لداعش وجميعهن قادمات من أوروبا، وهو أسلوب تنظيم داعش في تفخيخ النساء وسط المناطق ذات الكثافة العددية مثل المولات والكافيهات”.
خطة المدائن
وأضاف أحمد عطا، أن التنظيم الدولي لجماعة الإخوان وضع خطة تعرف بـ “خطة المدائن” مثلما حدث في ميدان بلازا كاتلونيا في إسبانيا، وهو ما يوحي بوجود تحرك نحو المناطق ذات الكثافة العددية والتي يغلب عليها الطابع الترفيهي، وفي نفس الوقت لعب التجنيد الإلكتروني دورًا في الدفع بعناصر جديدة غير مدرجة على أجندة الأمن السياسي مما صعب الأمر على الأجهزة الأمنية، لافتًا إلى أن هذا العمل والتحرك الذي وقع أمس يقف خلفه دعم استخبارتي مكتمل الأركان.
وأكد أن الفترة المقبلة ستشهد تزايدًا عدديًا ونوعيًا في المثلث الجغرافي بنطاق (الإسكندرية – القاهرة – الجيزة) في إطار خطة المسارات البديلة للتنظيم الدولي، ويمتد هذا الأمر حتى نهاية العام الجاري.
ردًا على المحاكمات
وقال عطا، إن هذا الأمر يأتي ردًا على سلسلة المحاكمات الأخيرة، وأحكام الإعدام التي صدرت، وأدت إلى جعل التنظيم الدولي، ينتشر عالميًا بشكل أوسع، من خلال التواصل مع أجهزة استخباراتية معادية لمصر، ويلعب بمهارة على الزمن والمكان لإحداث تأثير قوي.
ورأى أحمد بان، الباحث في شأن الحركات الإسلامية، أن البعد عن النمط التقليدي في شكل العناصر الإرهابية دافعه التمويه، إلى جانب أن أشكال العناصر الإرهابية في الصحراء وملابسهم وغيرها لابد وأن تختلف عن المدينة، وذلك لطبيعة المنطقة نفسها.
وأوضح بان، أن منفذ عملية الدرب الأحمر، لا يمكن أن يكون من عناصر الإخوان التقليديين، لأن أجهزة الأمن لديها قواعد بيانات كاملة عن هذه العناصر.
داعش وذهنية التفخيخ
وأكد الباحث في شأن الحركات الإسلامية، أن ذهنية التفخيخ لا توجد لدى جماعة الإخوان، لكنها موجودة لدى تنظيم داعش واستخدمها كثيرًا، مستبعدًا لجوء عناصر أذرع الجماعة المسلحة ومنها حسم أو غيرها إلى التورط في هذا التفجير.
وأشار إلى أنه برغم حصار داعش في الفترة الأخيرة، وتراجعه على المستوى العمليات الميدانية، إلا أنه ينشط بشكل كبير في عمليات التجنيد الإلكتروني. الأحمر؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى