ثقافة وفن

تجافى عن عيوبٍ لا تبيدُ

بقلم مصطفى سبتة
تمهَّل حينَ يأتيكَ القصيدُ
وقد يجري إلى فمكَ الرَّصيدُ
فقلبٌ قد حوى علماً أصيلاً
وأخلاقاً نبا عنها الشَّديدُ
يُقدِّمُ كُلَّ محبوبٍ بشعرٍ
تجافى عن عيوبٍ لا تبيدُ
أُعيذكَ من جهالةِ مَنْ تصدَّى
لقولِ الحقِّ في شعرٍيصيدُ
ومن قد كانَ في زمن المعاصي
يجاري من عدوٍّ ما يكيدُ
ألا إنَّ الحياةَ بغيرِ فهمٍ
ولا خُلُقٍ كأحلامٍ تبيدُ
وشعرٌ لا يداخلُهُ بليغٌ
من القولِ المنمَّقِ لا نريدُ
إذا ما كانَ في وصفٍ تألَّى
على شوق المُعنَّى إذ يجيدُ
ويعطي ما يزيدُ الحقَّ معنى
وفي كُلِّ المحافلِ قد يسودُ
وأصدقُ ما يكونُ لمن تسامى
عن المرذولِ في قولٍ يذودُ
وخاطَ لكلِّ موصوفٍ ثياباً
لسترٍ قد يُزينُ ولا يَحيدُ
فلا إغواءُ في غزلٍ صريحٍ
ولا في الفخر مَكذوبٌ عتيدُ
ولا للمدحِ من غيرِ اختبارٍ
لممدوحٍ فقد ترديه غيدُ
أترثي مَن قضى في غيرِ حقٍّ
ولم يعرف أُصولاً قد تُفيدُ؟!!
وتعصي اللهَ في شعرٍ وتأبى
مراجعةً لما يحوي المديدُ
لبحرِالشِّعر غرقى لا جدالٌ
وميزانُ الهوى قد لا ينودُ
جميلُ اللَّفظ والمعنى مداوٍ
مريضَ القلبِ من حُبٍّ يقودُ
نفوسُ الخلقِ تأبى مَنْ تَعَالى
بكبرٍ ليسَ يُرضاه الحميدُ
فكن متواضِعاً تُرضي كريماً
ومن أعلى خصالاً قد يرودُ
ولا يأسى على ماضٍ تولَّى
فما من حادثٍ يمضي نعيد ُ
ولو أنَّ الحياةَ لها مدارٌ
لدارَ الخلقُ فيها إذ تميد
على وترٍ لدائرةِ المنايا
سيبقى الحُبُّ يطلبُهُ الخلودُ
إذا فُنيَت حياةٌ لا مُعيدٌ
سوى الخلاَّقِ إذ يبقى الودودُ
فلا تُقسِم بغيرِ الله يوماً
فذا كفرٌ كما قالَ المريدُ
ولا ترفق بفعلٍ قد تعدَّى
وذا المفعولُ من فعلٍ حرودُ
تخيَّرْ كُلَّ معنى من صحيحٍ
وَخُضْ في حكمةٍ مما تُجيدُ
وبالميزانِ فاحكم كُلَّ بيتٍ
فلا كسرٌ يجيءُ ولا يعودُ
أُعيذكَ من رزايا النَّحو مهما
تكن في مريةٍ مما يشيد
وختمٌ بالصَّلاةِ على رسولٍ
تُزيلُ غشاوةً عمَّا تُفيدُ
فصلِّ على الحبيبِ وكن مطيعا
لمن في نُصحِهِ خيرٌ مديدُ

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى