مقالات وتقارير

التوحد والحرمان البيئي

 

بقلم / نانسي أحمد 

ما الفرق بين التوحد والحرمان البيئي؟
اولا لا بد ان ندرك مدى اهمية التشخيص كبداية للتدخل السليم مع اطفالنا وهناك بعض المشكلات التي تواجه الطفل مما تتسبب بصورة او اخرى في تأخر اكتسابه للمهارات سواء النمائية او الاجتماعية او اللغوية. 

فنجد ان هناك تشابه كبير بين اعراض الحرمان البيئي والتوحد،
ومنها :
القصور في التفاعل،
تأخر اللغة،
خلل في المهارات المعرفية والادراكية،

لكن ما المقصود بالحرمان البيئي؟

بيئة الطفل هي المحيط الذي يعيش فيه والأفراد الذين من خلالهم يكتسب اللغة ويمارس استخدامها وللبيئة اهمية كبيرة جدا خاصة في مرحلة الطفولة المبكرة في اول عامين من عمر الطفل ففيهم يتم تشكيل اللبنات الاولى لمهاراته الادراكية والمعرفية واللغوية والاجتماعية،
ومن هنا فالحرمان البيئي للطفل يعنى أن الطفل لا يجد الاشباع الكافي لاحتياجاته اللغوية والاجتماعية والمعرفية في معرفة الأشياء التي تحيط به ومسمياتها وممارسة الاستخدام السليم للتراكيب اللغوية في الحياة اليومية حيث ان بيئة الطفل التي يعيش فيها والأفراد الذين من خلالهم يكتسب الطفل لغته غير محفزة، ولا تشبع احتياج الطفل اللغوي والمعرفي والاجتماعية بمعرفته لكل مايحيط به من مسميات للأشياء واستخداماتها وتجربته لها واللعب بها في حياته اليومية وذلك بيكون نتيجة لانشغال من يعيش معهم عنه
وعدم اعطائه الوقت الكافي لمحاورته و عدم توافر المثيرات المحفزة
انحسار واقع الطفل في عالم افتراضي يقوم فيه بدور المستقبل فقط ضعف التواصل مع الطفل سواء بالترهيب او التدليل الزائد
ازدواحية في اللغات المدخلة للطفل مما يشتته ادراكيا ومعرفي،

مما يسبب حدوث تأخر في نمو اللغة.
اي انه عبارة عن غياب التنبية البيئى المناسب الازم لنمو اللغة بالرغم من توافر العوامل الداخلية للطفل سواء الحسيه والعصبية الحركية و الفكرية والنفسية مما يعوق النمو اللغوى لدى الطفل)
ويشيع وجود هذة الحالات فى البيئات المحرومة اجتماعيا وثقافيا واقتصاديا وعاطفيا،
لكن ليس ضرورياً أن الحرمان أو القصور البيئي يكون لدى الأطفال الذين يعيشون في بيئات محرومة اجتماعياً ثقافياً اقتصادياً و عاطفياً. فاستعداد الطفل بختلف رغم وجود الظروف المهيئة،

أيضاً قد يكون الحرمان البيئي لدى الأطفال الذين يعانون من أمراض مزمنة تحتاج إلى علاج طويل وعمليات جراحية متكررة مثل (الخنف المصاحب لشق سقف الحلق والشفة الارنبية).

أما التوحد:
فهو احد الاضطرابات التابعة لمجموعة من اضطرابات التطور المسماة باللغة الطبية “اضطرابات في الطيف الذاتوي” تظهر في الغالب قبل بلوغ الطفل سن الثلاث سنوات، فهو اضطراب نمائي سلوكي يؤثر على تواصل الطفل الإجتماعي واللغوي مع الآخرين. وقد يصاحبة بعض الاختلال الحسي في كثير من الحالات

ومن هنا يبدو لنا ان لحرمان البيئي أعراضه تشابه التوحد لحد كبير إلا أنه الطفل طبيعيا فالحرمان البيئى مكتسب وليس فطرى او تكوينى او جينى فهؤلاء الاطفال يولدوا ولديهم الاستعداد للعزله والانطواء وعدم التواصل والتفاعل وهكذا هنا تلعب البيئه دور هام وفعال اما ان تنمي هذا ويظهر بشكل واضح وصريح واما ان تحد منه ويكون بسيط ونجد اطفال في نفس البئيه الغير منبهة ومنهم من لديه الاستعداد الفطري للعزلة ومنهم لا، وغالبا فى معظم الاحيان بيكون سببه هو انعزال الاسره ومن ثم الطفل سواء
بالسفر أو عدم الاختلاط
متابعه الطفل للالكترونيات بشكل عام
مما يسبب فى تأخر فى اللغه والادراك وفى بعض الحالات فى تأخر الحركه وكل أساليب التواصل وما أن يتم التدخل العلاجي المبكر حتى يصبح الطفل طبيعي.
وبالرغم من اختلاف خطورة واعراض التوحد من حالة الى اخرى الا ان اهم علاماته هي ضعف التواصل وحركات تكراريه و قصور فى اللغه والاجتماعيات،
الا ان جميع اضطرابات الذاتوية تؤثر على قدرة الطفل على الاتصال مع المحيطين به وتطوير علاقات متبادلة معهم

بالرغم من عدم وجود علاج للتوحد حتى الان إلا أن التدخل المبكر والعلاج المكثف قدر الإمكان يحدث تغييراً ملحوظاً في حياة الطفل وتواصله مع الآخرين.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى