مقالات وتقارير

البطالة بين الرقمنة والجائحة


بقلم /   نجلاء الشامي

اتجه العالم الى تبنى التقنيات  لتحويل خدماتها التقليدية الى خدمات إلكترونية وهذا أثر  تأثيراً إيجابيا ً على المؤسسات وحقق العديد من المميزات منها السرعة في الحصول على البيانات وتحسين العمل الإداري بشكل عام وأصبح هنا علاقة بين استخدام المؤسسات للأنظمة التكنولوجية ومدى تطورها  ، وبشكل عام أصبحت التكنولوجيا كالسيل الذى يأخذ في طريقه كل شيء، وأصبح لا خيار لدينا الا ان نقف ونتصدى لهذا السيل حتى نلحق بقطارالتنمية المتسارع .وبالاطلاع على تقرير منظمة العمل الدولية 2020 تبين ارتفاع عدد من الشباب سن15:24 (NEET) وهم العاطلين عن العمل وغير المنتظمين بالمدارس أو التدريب المهني يواجهون المخاطر الأكبر بفقدان وظائفهم بسبب الأتمتة وأن الأكثر تأثراً الإناث منهم .

ثم يأتي اجتياح فيرس كرونا للعالم ليضخ أزمات جديدة في العالم العربي وتسجل المنطقة أعلى مستويات فوارق في الدخل ، بالإضافة الى رعاية صحية متدنية وتعليم غير لائق ومستويات عالية من البطالة و عدم المساواة بين الجنسين وهذا وفق تقرير هيئات الأمم المتحدة العاملة في المنطقة وعلى رأسهم اللجنة الاجتماعية والاقتصادية لفريق آسيا ( الإسكوا) كما أكد التقرير أن هناك صعوبة في تحقيق خطة التنمية المستدامة  لعام 2030 النسبة للكثير من البلدان العربية ويتوقع البنك الدولي انخفاض النشاط الاقتصادي بنسبة 7% وانكماش الأسواق  الناشئة والاقتصاديات النامية بنسبة 2.5%  ،كم يتوقع انخفاض دخل الفرد بنسبة 3.6مما يلقى الملايين في هوة الفقر المدقع .

وبحسب تقرير منظمة العمل الدولية فإنه من المتوقع أن يشهد العالم تقليصاً في الوظائف وتعرض 25 مليون وظيفة للتهديد وتأثر 2.7مليار عامل أي 4 من كل 5 من القوة العاملة ومن أكثر القطاعات تأثراً قطاع الغذاء والفنادق، قطاع البيع بالجملة والتجزئة ، قطاع خدمات الأعمال والإدارة و قطاع التصنيع ، ما يشكل نسبة 37.5% من التوظيف العالمي .

ومن هنا نجد أن العالم بحاجه الى صفحة اقتصادية جديدة، تدفع كل المجالات  الى مسار جديد ، مسار جديد لتحقيق تقدم علمي ومعرفي يخدم الظروف الراهنة ، مسار يخلق وظائف لائقة لإنعاش الاقتصاد الذى تأثر على كل المستويات ، مسار تعليمي جديد يخدم المتطلبات الحالية ، مسار خدمي  جديد للحكومات ، توحيد الجهود الإقليمية والمحلية  للحفاظ على المشروعات التي تدعم الاقتصاد في العالم بأكمل ، فتح أفاق جديدة للتعاون المثمر بين دول العالم ودعم المناطق الأكثر تأثراً ،

وتوجيه جهود المؤسسات التطوعية الى مسارات تدعم الشعوب العالقة في هوة الفقر.

                                           

                                     

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى