مقالات وتقارير

في ذكري رحيل المشير ابو غزالة ٦ سبتمبر ننشر مقتطفات من كفاحة و علاقتة بقضية الكربون

في ذكري رحيل المشير ابو غزالة ٦ سبتمبر

ننشر مقتطفات من كفاحة و علاقتة بقضية الكربون المتهم بها الرئيس المعزول محمد مرسي

كتب / احمد الجندي

ولد عبد الحليم أبو غزالة في 15 يناير 1930 في قرية زهور (قبور) الأمراء بمركز الدلنجات. والده كان موظفاً في البريد ووالدته مان اسمها مبروكة. وبعد دراسته الثانوية في مدرسة دمنهور الثانوية حصل على شهادة التوجيهية عام 1946، وكان ترتيبه الثالث عشر على المملكة المصرية. التحق بالكلية الحربية وتخرج منها في 1 فبراير 1949 وكان ترتيبه الأول على الدفعة، وهي الدفعة التي ضمت حسني مبارك.

بدأ الضابط الشاب من 13 شارع المهدي بحلمية الزيتون، الذي سكن فيه المشير ” أبو غزالة ” منذ أن كان ضابطاً صغيراً. وشارع المهدي هو شارع صغير خلف مسجد الشيخ بخيت بميدان حلمية الزيتون بنى فيه الضابط الشاب ” ثروت ” منزلاً من ثلاثة طوابق سكن في الأخير منها ولم يأنف من تلك الحارة الضيقة والتي لا يزيد عرضها عن أربعة أمتار حتى بعد أن وصل إلى رتبة اللواء.

وربما كان أهل الحي يتحدثون فخراً عن ” سيادة اللواء ” طوال عشرتهم معه إلا أنه لم يجد في نفسه ما يستحق الفخر. ففي التواضع يكمن مفتاح شخصية هذا الرجل البسيط الذي يلعب كرة القدم مع جنود معسكره.

التحق بسلاح المدفعية. وفي عام 1951 كان نقيباً في سلاح المدفعية متمركزاً في سيناء؛ وفي زيارة له إلى القاهرة تم تجنيده في تنظيم الضباط الأحرار. سافر إلى الإتحاد السوڤييتي في الفترة من 1957 حتى 1961 ، فيمعهد المدفعية والهندسة في مدينة پنزا Penza لمدة 18 شهر ثم إلى موسكو حيث التحق بأكاديمية ستالين حيث حصل على إجازة القادة Kandidat Nauuk وتعنيدكتوراه العلوم لتشكيلات المدفعية عام 1961. وعقب عودته من روسيا عمل في فرع التعليم بمدرسة المدفعية ثم تولى رئاسة هذا الفرع خلال حرب 1967.

في ديسمبر 1968، كان أبو غزالة برتبة عقيد ويقود مدفعية أحد التشكيلات الضاربة على جبهة غرب القناة، وقد ردد صحفيون أجانب ومصريون اسمه كثراً، كما ردده كثير من أعضاء مجلس الشعب والوزراء الذين زاروا الجبهة. فقد كان يترك لدى مقابليه تأثيراً حسناً لحديثه الواعي وتحليله لأسباب الهزيمة ومسئولية القيادتين السياسية والعسكرية معاً، ويعود الزوار وهم في دهشة من جرأة هذا الضابط وحديثه الخطير. توقع كثيرون أن يـُقبض على أبي غزالة أو أن يحال للتقاعد. وبالفعل قام الفريق أول محمد فوزيبالاشتراك مع اثنين من معاونيه اللواء أحمد إسماعيل ونائبه وقتها محمد الجمسي بوضع اسم العقيد أبو غزالة في كشف المعاشات الذي سيصدر في يناير 1969.

عرف أبو غزالة بما اُعد له فلم يتراجع وقال: إنني حزين لأنني سأحرم من تنفيذ ما أريد تطبيقه بين ضباطي وجنودي ومن فرصة القتال ضد اسرائيل فوق سيناء، وليس من الضفة الغربية فقط. عند عرض وزير الحربية (محمد فوزي) لنشرة المعاشات (والترقيات) على الرئيس جمال عبد الناصر (تنفيذاً لتعليمات رئيس الجمهورية منذ سبتمبر1967)، قام عبد الناصر بشطب اسم أبو غزالة من قائمة المحالين للمعاش، وقال لمحمد فوزي: أنا أعرف ماذ يقول أبو غزالة عني وعن عبد الحكيم عامر بل وعنك أيضاً. ولكنه يبقى من الرجال القلائل الصادقين. لا نفرط فيه ولا في مثله من الضباط. ولاتدع الغضب منهم يخفي عنك صورتهم الحقيقية.

الواقعة يستبعدها رفيق دربه، اللواء منير شاش.

وفي حرب اكتوبر 1973، عين قائداً لمدفعية الجيش الثانيثم عين بعد الحرب رئيساً لأركان المدفعية.

ثم اختير في عام 1978؟ ملحقاً عسكرياً في الولايات المتحدة. وأثناء عمله ملحقاً عسكرياً في أمريكا حصل على دبلوم الشرف من كلية الحرب الأمريكية (كارلايل) عام1979، ويعتبر بذلك أول شخص غير أمريكي يحصل على هذا الدبلوم. وفي 27 يونيو 1979 اختير مديراً للمخابرات الحربية. وقد ظل يعمل ملحقاً عسكرياً بواشنطن مدة ستة أشهر بعد صدور قرار تعيينه مديراً للمخابرات الحربية، ثم عاد للقاهرة لاستلام المنصب.

وفي 15 مايو عام 1980 عين رئيساً لأركان حرب القوات المسلحة ورقي إلى رتبة فريق. وفي 1 اكتوبر 1981 وافق المؤتمر الثاني للحزب الوطني على تعيينه عضواً بالمكتب السياسي بالحزب. وبعد أيام قليلة عين وزيراً للدفاع والإنتاج الحربي في الوزارة المصرية التي تشكلت برئاسة حسني مبارك.

وفي أبريل 1982 صدر قرار ترقية الفريق أبو غزالة إلى رتبة مشير، حيث أصدر قرار الترقية الرئيس حسني مبارك. وفي 1 سبتمبر صدر قرار تعيينه نائباً لرئيس الوزراء ووزير الدفاع والإنتاج الحربي.

وفي سبتمبر 1985، عين نائباً لرئيس الوزراء ووزير الدفاع في وزارة علي لطفي. وفي نوفمبر 1986 عين نائباً لرئيس الوزراء ووزير الدفاع في وزارة عاطف صدقي. وفي اكتوبر استمر أبو غزالة في نفس المنصب في وزارة د. عاطف صدقي الثانية. وفي أبريل 1989 ترك وزارة الدفاع وعين مساعداً لرئيس الجمهورية. ول وهو أيضا خريج اكاديمية الحرب بأكاديمية ناصر العسكرية العليا بالقاهرة عام 1972.

وحصل على درجة بكالوريوس التجارة وماجستير ادارة الاعمال من جامعة القاهرة. وكان يجيد عدة لغات هيالإنگليزية والفرنسية والروسية.

تدرج عبد الحليم أبو غزالة في المواقع القيادية العسكرية، وعين وزيراً للدفاع والانتاج الحربي وقائداً عاما للقوات المسلحة عام 1981. رقى إلى رتبة المشير عام 1982، ثم أصبح نائباً لرئيس مجلس الوزراء ووزيراً للدفاع والانتاج الحربي وقائداً عاما للقوات المسلحة منذ 1982 وحتى1989. شارك في حروب فلسطين والسويس يونيه وأكتوبر1973, وحصل على العديد من الاوسمة والانواط والميداليات والنياشين.

وقدم العديد من المساعدات للعساكر المصرية وجنود الصف والضباط واهتم بمظهر ومكانة الجندى المصرى ومدى أهميته من أجل حماية الوطن.

أشرف أبو غزالة على التصنيع الحربي. وبالإضافة للمصانع الحربية والهيئة العربية للتصنيع فقد أنشأ أبو غزالة مصانع وزارة الدفاع، ومنها مصنع 200 الخاص بتجميع الدبابة أبرامز أ1، ومصنع 99 المتقدم. ومع اندلاع مقاومة المجاهدين للغزو السوڤييتي لأفغانستان واندلاع الحرب العراقية الإيرانية، قد ازدهر الانتاج الحربي لمصر في عهد أبو غزالة لتتعدى صادرات مصر العسكرية بليون دولار عام 1984

قضية تهريب الكربون-وإقالته

في يونيو عام 1988، ألقت السلطات الأمريكية بكاليفورنيا القبض على عالم الصواريخ الأمريكي المصري (عميد أ.ح.) عبد القادر حلمي بتهمة تجنيده من قِبل المشير عبد الحليم أبو غزالة وزير الدفاع المصري آنذاك للحصول على مواد هندسية محظورة لبرنامج الصواريخ المصري بدر 2000. حلمي عمل على تصدير مواد صواريخ أمريكية محظورة إلى مصر. الخطة تم احباطها في يونيو 1988, عندما ألقي القبض على ضابط عسكري مصري في بلتيمور وحوكم بتهمة تحميل غير قانوني لشحنة “كربون-كربون” على متن طائرة نقل عسكرية متجهة للقاهرة. وبعد ذلك بعام, اعترف حلمي بإذنابه في تهمة واحدة في التصدير غير القانوني لنحو 420 رطل من الكربون-كربون. الحكومة المصرية أصرت على الحصانة الدبلوماسية للضباط المصريين المتورطين. إلا أن حلمي حـُكم عليه في يونيو 1989 بالسجن لمدة 46 شهراً وبغرامة قدرها 350,000 دولار.

كما صودر من حساباته معظم المليون دولار التي قال الإدعاء أنها كانت دفعات من ضباط المخابرات المصرية عن طريق بنوك سويسرية. جيمس هوفمان, زميل حلمي الذي ساعد على التصدير, حـُكم عليه بالسجن 41 شهراً وبغرامة 7,500 دولار. القاضي الذي حكم في القضية في كاليفورنيا “قيل” أنه وصف مخطط حلمي للحصول على مواد حساسة لصناعة الصواريخ الأمريكية بأنها “مؤامرة كبيرة ومعقدة ومتداخلة” طورتها مصر بدعم مالي من العراق. الرئيس مبارك طرد المشير أبو غزالة من منصبه مباشرة بعد طلب المحكمة الأمريكية استجواب المشير أبو غزالة في أبريل 1989.

في أبريل 2013 زعم الفريق حسام خير الله، وكيل أول جهاز المخابرات العامة السابق، والمرشح الرئاسي في الانتخابات الرئاسية 2012، وأحد الأطراف الرئيسية في قضية الكربون-كربون، أن الطرف الثالث، ويقصد به من وشى بعبد القادر حلمي، هو الرئيس المعزول محمد مرسي. وامتنع خير الله عن ذكر تفاصيل العملية لكون مرسي لم يزل في الحكم في ذلك الوقت.

وكذلك، في يوليو 2013، اتهم الكاتب يوسف القعيد، الرئيس المعزول محمد مرسيبأنه لعب دوراً استخبارياً لصالح المخابرات الأمريكية، أثناء دراسته في ساوث كارولينا للإيقاع بالمهندس عبد القادر حلمي.

غضب أمريكي وطلب إقالته
في أبريل 1989، أثناء الزيارة السنوية الأبريلية التي كان الرئيس حسني مبارك يقوم بها لواشنطن، أخذه الرئيس الأمريكي آنذاك، بوش الأب، إلى حديقة البيت الأبيض وأخذا يمشيان ثم سأله فجأة: “ما أخبار عبد الحليم أبو غزالة؟” فرد الرئيس مبارك مندهشاً: “ما هو ده الراجل بتاعكم”، فرد بوش بحسرة: “كلا إنه ليس رجلنا، ومن الأفضل أن يترك منصبه في أسرع وقت.”

إقالة أبو غزالة
الرئيس مبارك طرد المشير أبو غزالة من منصبه مباشرة بعد طلب المحكمة الأمريكية استجواب المشير أبو غزالة في أبريل 1989. إلا أن ردود الفعل الأمريكية والمصرية للحادثة لم تأثر على المعونة الأمريكية لمصر والبالغة 2 بليون دولار من المساعدات العسكرية والاقتصادية كل عام.

توفي عن عمر يناهز ال 78 وذلك مساء السبت 6 سبتمبر2008 ميلادية الموافق 6 رمضان 1429 هجرية فيمستشفى الجلاء العسكري بمصر الجديدة عن عمر 78 عاما بعد صراع مع مرض سرطان الحنجرة

. وقد شيعت جنازته يوم 7 سبتمبر في جنازة عسكرية من مسجد آل رشدان، حضرها الرئيس الأسبق حسني مبارك ورئيس الوزراء وعدد من المسئولين.

حصل المشير أبو غزالة على عدد من الأوسمة هي:

وسام التحرير عام 1952.
وسام ذكرى قيام الجمهورية العربية المتحدة عام 1958
وسام نجمة الشرف 1974
وسام الجمهورية العسكري من الطبقة الأولى عام 1974
قلادة النيل عام 1989.
الأنواط
نوط الجلاء عام 1955
نوط الإستقلال عام 1956
نوط النصر عام 1957
نوط التدريب من الطبقة الأولى عام 1971
نوط الخدمة والمهارة عام 1979
أهم مؤلفاته

تاريخ فن الحرب(أربعة أجزاء). وهي عمل موسوعي رفيع المستوى
دراسته الرائعة لحرب الصحراء ومؤلفه عن حرب الخليج الثانية وعلاقتها بالأمن القومي .
“وانطلقت المدافع عند الظهيرة” عن دور المدفعية التاريخي في حرب اكتوبر 1973.
القاموس العلمي في المصطلحات العسكرية
ترجمة كتب أجنبية
حرصاً منه على مواكبة العرب لروح وتقنيات العصر، فقد قام المشير أبو غزالة بترجمة عدة كتب منها

كتاب عن استخدام الطرق الرياضية في الحرب الحديثة.
كتاب ” بعد العاصفة ”
الترجمة الشهيرة للكتاب القيم الحرب وضد الحرب وهو يتحدث عن أسرار وعوامل البقاء في القرن الواحد والعشرين .
كما وضع المشير أبو غزالة أيضاً مقدمة موجزة لكتاب “نصر بلا حرب ” الذي ألفه الرئيس الأمريكي السابق “نيكسون ” إلا أني اعتقد أن في مقدمته كانت الإشارة إلى مفتاح فهم حقيقة الكتاب.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى