غير مصنف

هل تعلم معنى لو عدته لوجدتنى عنده ؟؟؟؟

بقلم / محمـــــــد الدكـــــــــرورى
جاء الاسلام بالشريعه السمحه وبالاخلاق الحميده وجاء نبى الرحمه لكى يهدى الناس الى الطريق المستقيم ولكى يخرجهم من الظلمات الى النور فدعى الإسلام إلى الفضائل من الأخلاق، واعتنى بجميع ما يتعلَّق بالحياة البشرية سواء أكان ذلك يتعلَّق بالتعاملات الاجتماعية من خلال تواصل الناس فيما بينهم …
أو المالية الاقتصادية من خلال ما يتعلَّق بالبيع والشراء وغير ذلك، أو حتى الجوانب الأخلاقية من خلال دعوته إلى الطيب من الأخلاق ونبذ كل ما فيه إساءةٌ أو امتهانٌ للأشخاص، وبناءً على ذلك فقد جاءت النصوص القرآنية والأحاديث النبوية في معظمها تدعو إلى فضائل معينة، وتنهى عن أمور سيئة أخرى ..
وكان من بين تلك الفضائل ما يتعلَّق بزيارة المريض في مرضه والاطمئنان عليه وتخفيف ما يُعانيه من آلام وأسقام …
والمقصود بعيادة المريض هى ان عيادة المريض في اللغة لها عدة معان، وهي مأخوذة من العَود، والعَود هو: الرجوع إلى الشيء بعد الانصراف عنه، وهذا الانصراف إما أن يكون انصرافاً بالذات أو انصرافاً بالقول والعزيمة ..
فقال الله سبحانه وتعالى: (رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ)، ويُطلق العود أيضاً على الطريق القديم الذي يعود إليه السفر، ومن العَود أيضاً: عيادة المريض، والعيادة كذلك تعني: الزيارة وهي تعني الافتقاد …
وقد سُمّيت الزيارة بالعيادة؛ لأنّ الناس فيها يُكرّرون الزيارة ويرجعون مرةً تلو مرة ومعنى المرض أنّه حالة يخرج فيها الشخص عن طبائعه تُلحق الضرر به، ويظهر الضرر المترتِّب على المرض من خلال شعوره بالآلام، أو ظهور الأورام عليه ..
وهي ما يُعرف بأعراض المرض وقيل ان المرض كل ما خرج به الإنسان عن حد الصحة من علة، أو نفاق، أو تقصير في أمر، والفاعل مريض وجمعه مرضى وقيل ايضا ان المرض إظلام الطبيعة، واضْطِرابُها بعد صَفائها واعْتدالها، والمرَضُ الظُّلْمةُ
والمرَضُ في القلب فُتُورٌ عن الحقّ، وفي الأَبدان فُتورُ الأَعضاء، وفي العين فُتورُ النظرِ، وعين مَريضةٌ فيها فُتور وزيارة المريض لها فوائد كثيرةٌ عديدة، وقد جاء بيان أثرها وفضلها في العديد من النصوص النبوية الصحيحة، والتي تدعو إلى زيارة المريض وتُحبّب فيها …
ومن أبرز وأهمِّ تلك الفضائل هى ان الذي يعود المريض يكون في معية الله -عز وجل- وجالساً في معيته، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: يَا ابْنَ آدَمَ، مَرِضْتُ فَلَمْ تَعُدْنِي، قَالَ: يَا رَبِّ، كَيْفَ أَعُودُكَ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ، قَالَ: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ عَبْدِي فُلاَنًا مَرِضَ فَلَمْ تَعُدْهُ، أَمَا عَلِمْتَ أَنَّكَ لَوْ عُدْتَهُ لَوَجَدْتَنِي عِنْدَهُ …) …
وإنّ في إضافة المرض إلى الله -سُبْحَانه وَتَعَالَى- لا يعني كونه مريضاً على الحقيقة، إنّما يُراد به تشريف العبد وتقريبه من الله عند زيارة المريض، أمّا مَعْنَى قوله (وَجَدْتنِي عِنْده)؛ أَيْ أنّه سيجد الأجر والمثوبة والكرامة عند المريض الذي يزوره وايضا صلاة الملائكة على من يزور المريض واستغفارها له …
فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: (ما مِن مسلِمٍ يعودُ مُسلِمًا غدوةً إلَّا صلَّى عليهِ سبعونَ ألفَ ملَكٍ حتَّى يُمسيَ، وإن عادَهُ عشيَّةً إلَّا صلَّى عليهِ سبعونَ ألفَ ملَكٍ حتَّى يُصبِحَ، وَكانَ لَه خريفٌ في الجنَّةِ)….
وكذلك نزول الرحمة والمغفرة على من يزور المريض؛ فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: (من عاد مريضًا خاض في الرحمةِ، حتى إذا قعد استقرَّ فيها) والسعادة والنعيم ثوابٌ من الله سبحانه وتعالى لمن يزور المريض ويعوده …
فقد ورد في الأثر عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: (إنَّ المُسْلِمَ إذا عادَ أخاهُ المُسْلِمَ، لَم يزلْ في خُرْفَةِ الجنَّةِ حتَّى يرجعَ) وفي زيارة المريض معرفةٌ لنعم الله على العبد، ودواء لقسوة القلوب…..

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى