مقالات وتقاريرصحة

ضحايا كورونا يروون تجاربهم مع تكرار الإصابة: بعضها وصل إلى 4 مرات

مر عامين على انتشار فيروس كورونا الذي حير الجميع من علماء وأشخاص، فلم يكن أحد بمنأى عن الإصابة به، والمثير أيضًا تتكرر الإصابة أكثر من مرة لدى البعض، فيبدو أن الإصابة بهذا الفيروس المراوغ لم يكن لها قواعد.

في هذا الإطار نستعرض روايات بعض من المصابين الذين تكررت إصاباتهم بكورونا على مدار العامين، ليكشفوا عن حجم تأثرهم صحيًا منها.

  • “سامية” تصاب 4 مرات وتتأثر بكوفيد طويل المدى
    اعتادت سامية علام، ربة منزل بالعقد الثالث من عمرها، الالتزام بالإجراءات الاحترازية منذ أن ظهر فيروس كورونا بارتداء الكمامة والتباعد الاجتماعي، إضافة إلى غسل أي مشتريات جديدة.

لم يمنع حرص سامية على صحتها وقوع المصيبة حينما تعرضت في شهر فبراير 2020 وفي الشهر الأول على بدء انتشار الفيروس، للإصابة، لم يكن متوفرًا تحليلي “بي سي آر” لتتمكن من التأكد من إصابتها، لكنها لجأت بناء على توصية طبيبها إلى إجراء اختبار منزلي عن طريق التنفس ليظهر أنها مصابة.

وتعرضت في هذه المرة إلى ضيق التنفس والكحة وضعف التركيز، وهي أعراض استمرت لأكثر من أسبوعين، التزمت خلالهما بتناول أدوية وصفها لها الطبيب، إضافة إلى المشروبات الساخنة، إلى أن تعافت.

بعد عام وعقب أن توصل العالم إلى توفير لقاح مضاد للفيروس، الذي حرصت سامية على تناوله لعدم تعرضها لتلك التجربة المؤلمة مرة أخرى، لكنها بعد أن تناولت الجرعة الأولى ظهرت لديها نفس أعراض الإصابة الأولى.

توقعت أن تكون تلك الأعراض لها صلة بتناول اللقاح، فيقال إن تأثيره يشبه الإصابة، لكن اشتدت الأعراض بحدوث مشاكل في المعدة وفقدان حاستي الشم والتذوق، ليؤكد لها الطبيب بناء على تحاليل أنها إصابة بالفيروس التاجي، لتستمر على تناول البروتوكول العلاجي لمدة أسبوعين.

ومرة أخرى تزامنت الإصابة ىالثالثة مع تناولها الجرعة الثانية من اللقاح، وعانت خلال هذه المرة من أعراض الإسهال والفقدان التام لحاستي الشم والتذوق، لتلجأ في هذه المرة إلى تحليل “بي سي آر” الذي أكد إصابتها بكورونا، لتعاود لعزل نفسها من جديد وتناول البروتوكول العلاجي لمدة شهر كامل.

“كحة شديدة وفقدان لحاستي الشم والتذوق إضافة إلى احتقان في الزور وآلام بالصدر”، أعراض ظهرت على سامية خلال يناير الجاري دفعتها على الفور لإجراء تحليل “بي سي آر”، الذي أكد إصابتها للمرة الرابعة بكورونا.

وتقول: “كل إصابة كانت أسوأ من التي سبقتها، والإصابتين الثالثة والرابعة كانتا الأسوأ تيجة لتأثير المرتين السابقتين”، مشيرة إلى أنها أصيبت بكوفيد طويل المدى نتيجة لتكرار الإصابات.

وأوضحت أنها أجرت أشعة على الصدر أظهرت أنها أصيبت بتليف على الرئة وتصررها بسبب الإصابات، وكذلك تأثر جهازها المناعي، وضيق التنفس مع أي مجهود، مستطردة: “بقيت لما بأطلع سلالم ومع أي مجهود بسيط بأنهج ونفسي بيضيق مبقدرش أتحرك”.

-الفيروس يضرب إسراء 3 مرات ويفقدها الشم والتذوق
أصيبت إسراء علي، بفيروس كورونا في شهر يناير من العام الماضي 2021، وهو الشهر الذي تزامن مع مرور عام على انتشار الجائحة.

ظهرت على إسراء بعض الأعراض الشائعة لكورونا آنذاك، كارتفاع درجة الحرارة وضيق التنفس، وهو ما دفعها إلى استشارة أحد الأطباء الذين تعمل معهم كممرضة بإحدى المستشفيات، الذي نصحها بإجراء تحليل صورة الدم.

وظهرت نتيجة تحليل إسراء التي كانت في العقد الثاني من عمرها، لتشير إلى اشتباه إصابتها بالفيروس التاجي، والتزمت بعدها بالعزل المنزلي إلى أن تم تعافيها بعد 18 يومًا.

وبعد ثلاث أشهر من تعافيها من الفيروس، أي في أبريل من العام نفسه، بدأت تعاني مرة أخرى من أعراض مشابهة، استبعدت حينها الإصابة من جديد بـ”كورونا”، إلى أن ازدادت حالتها تدهورًا واشتدت الأعراض ليصطحبها مشاكل تنفسية، لينصحا الطبيب مرة أخرى بإجراء مسحة في هذه المرة.

وعادت إلى إجراءات العزل المنزلي من جديد، لكن هذه المرة استمرت مدتها 30 يومًا، كانت تتردد خلالها على المستشفى لتلقي العلاج، خاصة وأن حالتها كانت أشد في هذه المرة.

وفي شهر أكتوبر أي بعد خمسة أشهر من التعافي، وأثناء حملها في الشهور الأولى، ظهرت عليها أعراض بدت مختلفة عن المرتين السابقتين، ليدفعها الشك من جديد نحو إصابتها للمرة الثالثة بكورونا.

وأوضحت أنها كانت تعاني من سيلان الأنف والعطس الشديد، إضافة إلى فقدان حاستي الشم والتذوق، وهو ما دفعها مرة أخرى أن تجري مسحة.

لم تكن تدري في المرات السابقة سبب إصابتها خاصة وأن طبيعة عملها كممرضة تجعلها عرضة للاحتكاك بكثير من المرضى وحاملي الفيروس، لكن في المرة الأخيرة انتقلت لها الإصابة من خلال أحد الأقارب، ذلك على الرغم من أنها تحرص دائمًا على الالتزام بالإجراءات الاحترازية خاصة في ظل ظروف حملها.

وقضت مرة أخرى مدة 30 يومًا في العزل المنزلي، لكن بعد انتهاء الإصابة ظلت تعاني من تأثير الفيروس على جسدها، الذي أصبح أكثر عرضة لالتقاط العدوى، إضافة إلى استمرار فقدانها حاستي الشم والتذوق.

-سامي يتعرض للإصابة مرتين والفيروس يؤثر على رئته
سامي سعد، في العقد الرابع من عمره، عمله كبائع في أحد المحال التجارية، يعرضه للاحتكاك بالكثير من الزبائن، ونتيجة لعدم التزامه الدائم بالإجراءات الاحترازية أصيب مرتين بالفيروس التاجي.

في المرة الأولى خلال شهر أبريل الماضي، شعر سامي بخمول في جسده إضافة إلى ارتفاع شديد بدرجة الحرارة وصداع وتكسير بالجسم، توقع أن يكون مصاب بنزلة برد، ما دفعه لتناول أدوية لعلاجه.

استمر سامي على تناول أدوية البرد لكن دون جدوى، ليشك أنه مصاب بكورونا خاصة مع اشتداد الآلام في جسده، وأجرى في اليوم الرابع من ظهور الأعراض تحليل صورة الدم، الذي كشف أن هناك ارتفاع بعدد كريات الدم البيضاء، وهو ما يشير إلى إصابته بالفيروس.

في هذا الوقت قرر عزل نفسه في المنزل واتباع بروتوكول علاج فيروس كورونا، لتستمر فترة عزلة إلى أكثر من 14 يوم، فبعد أن بدأ تناول البروتوكول بدأت حالته بالاستقرار ومن ثم التحسن حتى التعافي التام.

مرور سامي بتجربة الإصابة بكورونا جعله أكثر حرصًا على صحته، واتباع الإجراءات الاحترازية خاصة ارتداء الكمامات واستخدام الكحول بشكل دائم، لكن أتت الرياح بما لاتشتهيه السفن بإصابته من جديد.

بعد مرور شهرين وفي يونيو الماضي تحديدًا، شعر سامي فجأة بحالة من التعب وتكسير بعظام الجسم، وصداع شديد، واعتمد على المسكنات لأنه لم يشك أنه أصيب بكورونا من جديد.

تطور الأعراض واشتدادها عليه جعله يشك أنه أصيب مرة أخرى، خاصة وأنه فقد القدرة على التنفس بشكل طبيعي، وهو ما دفعه للتوجه إلى الطبيب بشكل سريع، الضي وجهه لإجراء تحليل وأضعة على الصدر، واللذان أثبتا إصابته بفيروس كورونا.

“الإصابة هذه المرة كانت أشد.. الأعراض كانت مختلفة وشديدة، فقدت القدرة على التنفس بشكل طبيعي والطبيب قال لي إن الفيروس تسبب في حدوث التهابات على الرئة وطلب مني التوجه للعزل بالمستشفى”، هكذا وصف حالته.

وأضاف: “طلبت من الطبيب أن يتم عزلي في المنزل لكنه شدد على ضرورة توفير أنبوب أكسجين للضرورة.. ونبهني بأنه في أي وقت سأكون عرضه لانخفاضه”.

التزم سامي بالبروتوكول العلاجي الذي وصفه له الطبيب، وتباينت حالته في الأيام الأولى من العزل، وانخفضت نسبة الأكسجين في بعض الأيام كما توقع الطبيب، مستطردًا: “مرت علي أيام كنت لا استطيع فيها التنفس ولا أستطيع أن أتحرك من مكاني لأتوجه إلى قضاء حاجتي”.

“استمرت فترة العزل لأكثر من ثلاث أسابيع حتى بدأ في التحسن والتعافي، لكن الطبيب أكد أن الفيروس أثر على جهازي التنفسي والرئة، وأن هذا التأثير سيظل لفترة زمنية أعاني منه”.

وعن تأثير الفيروس على المدى البعيد، أوضح أنه ظل لأشهر يعاني من مسألة التنفس، مشيرًا إلى أنه حينما يبذل مجهود يشعر بتعب شديد.

-سر تكرار الإصابة
وفقا لـ سي إن إن، يقول الخبراء إنه من الممكن أن يصاب أي شخص مرة أخرى بفيروس كورونا، لكن مسألة حدوث ذلك تعتبر حالة نادرة.

وحول سر تكرار الإصابة قال الخبراء بناء على التجارب السريرية، إن تكرار العدوى بفيروس كورونا قد يكون سببها وجود آثار لهذا الفيروس متبقية بالجسم ولم يتخلص منها، أو عدم تراكم الأجسام المضادة الكافية لتحقيق الوقاية اللازمة ضد الفيروس، وكلها عوامل تُعرض المتعافين من كورونا لخطر الإصابة به مرة أخرى.

كما يؤكد الباحثون أن شدة المرض يمكن أن تؤثر على الأجسام المضادة، حيث أن الأشخاص الذين يعانون من نوبة أشد للمرض يميلون إلى امتلاك استجابة مناعية أقوى.

وقالت الدكتورة سوميا سواميناثان، من منظمة الصحة العالمية: “هناك فرق بين الأشخاص الذين لا يعانون من أعراض، والذين يعانون من عدوى خفيفة جدًا، ويبدو أن هناك عددًا أكبر قليلاً من أولئك الذين ليس لديهم أجسام مضادة يمكن اكتشافها، لكن كل شخص مصاب بمرض متوسط إلى شديد لديه أجسام مضادة، كما أن الأشخاص الذين تم أخذ عينات منهم من وحدة العناية المركزة لديهم مستويات أعلى من الأجسام المضادة مقارنة بالأشخاص الذين يعانون من مرض أكثر اعتدالًا، لا أعرف حتى الآن ماذا يعني ذلك بالنسبة للمناعة طويلة المدى”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى